الخميس , 18 أبريل 2024
الرئيسية » إنسانيتي » أن تكوني أماً مثالية لا يعني إهمال نفسك

أن تكوني أماً مثالية لا يعني إهمال نفسك

منذ نعومة أظافرنا ونحن نرى أمهاتنا يتسابقن مع الزمن لإعداد الطعام، وترتيب البيت، والاهتمام بدروسنا، والعناية بصحتنا البدنية والنفسية.

وفي ظل هذه الدوامة تمر سنوات العمر ولا تدري أمهاتنا أنهن كشمعة تنطفئ شيئاً فشيئاً لإضاءة أحلامنا وتخليد أمجادنا. فقد ساد الاعتقاد بأن الأم المثالية هي من تضع نفسها في المرتبة الأخيرة، بل وكثيراً ما تتناسى أولوياتها من الطعام والراحة أو حتى الخروج في نزهة مع الأصدقاء، إلا أن هذا الاعتقاد ثبت عكسه تماماً، فالأم الجيدة يجب أن تعطي نفسها القدر الكافي من الاهتمام، كما يجب ألا تبقى احتياجاتها مخفية دائماً عن الأنظار.

العناية بالذات

تحتاج الأمهات إلى كثير من لحظات العناية بالذات، حتى وإن كانت على شكل محادثة هاتفية، أو أن تستريح لبعض الوقت وهي تقرأ كتابها المفضل. وفي ظل ما يعيشه العالم من تداعيات لجائحة كورونا، تجد كثيراً من الأمهات يجلسن مثل التماثيل على الهامش، والسبب يعود إلى الجري الدائم وراء احتياجات الأطفال.

وتؤكد المتخصصة النفسية، جوي هاردن برادفورد، أهمية التوصية بالرعاية الذاتية للأمهات، وبيّنت أن العناية بالذات قائمة على كل الأشياء التي تحتاج إليها الأمهات لاستمرار الحياة الجسدية والنفسية لهن، وإن كانت في أبسط صورها.

ضغوط الوباء

مع إدراك أن هناك حظراً حالياً على السفر أو زيارة الأصدقاء، وفي ظل السرعة الرهيبة للوقت التي نعيشها هذه الأيام، فقد أوصت الدكتورة جوي بتخصيص وقت قصير، إما في بداية اليوم أو نهايته للاستمتاع بتأمل قصير، أو ممارسة هواية معينة، كما لا ننسى تخصيص وقت للاستحمام وتناول الطعام.

الصحة العقلية

وقامت الدكتورة بوجا لاكشمين، وهي طبيبة نفسية ومساهمة في مجموعة «NYT Parenting»، بتأسيس «Gemma»، وهي منصة تعليمية رقمية تركز على الصحة العقلية للمرأة، وتهدف إلى مساعدة الأمهات اللائي يحتجن إلى رعاية ذاتية، لكنهن يشعرن بالسوء عند أخذها، أو بالأحرى يشعرن بتأنيب الضمير عند أخذ قسط من الراحة.

اقترحت الدكتورة لاكشمين على الأمهات أن يخصصن وقتاً ولو قصيراً يومياً للقيام بنشاط مريح أو الاهتمام بالذات، كالعناية بالبشرة أو الشعر أو الأظافر، كما نصحت الأمهات بالبدء بعادات جديدة لتطوير التسامح مع الذات وإعطائها الأولوية في الحياة.

القليل من المرح

يكفي يتجاهل العديد من الأمهات احتياجات أجسادهن المختلفة، في سبيل القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهن، كأن تدعي إحداهن أنها لا تجوع، أو أنها لا تحس بالعطش، أو أنها لا تحس بالإرهاق، وهو ما يؤثر سلباً في صحتهن النفسية والعقلية والجسدية؛ لذلك فالقليل من المرح يومياً يكفي للخروج من دوامة القلق والحيرة تجاه أعباء الحياة، ومن أمثلة ذلك إجراء بعض الأحاديث الجانبية مع الأصدقاء، أو الاسترخاء مع كوب قهوة ساخنة أو غيرها من النشاطات التي تضفي على الحياة وهجاً، ولو كان بسيطاً للغاية.

نظرة الأطفال

إن الإهمال الذي تقترفه الأمهات في حق أنفسهن لا يعود بالسلب فقط على أنفسهن، بل من الممكن أن يؤثر في نظرة الأطفال المستقبلية إلى الحياة، فيصبح تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال بمنزلة عبء كبير، ومن الصعب أن يتحمله أبناء هذا الجيل، ناهيك عن نظرة الأبناء للأم، التي تضع نفسها دائماً في المرتبة الأخيرة، فقد يسود في أذهان الأبناء اعتقاد بأن الأمهات موجودات لخدمة الآخرين حتى يسقطن، كما أن الاعتناء بأنفسهن يجب أن يكون آخر الأولويات.

الآن، أود أن أقول لكل الأمهات إن العناية بالذات أمر حتمي وواجب، كما أن الرعاية الذاتية ليست مكافأة يتم تحصيلها بمجرد الانتهاء من كل الأعمال الشاقة، بل هو ما أنتن بحاجة إليه لمواصلة التقدم ببطء في الوقت الحالي، مع طفل صغير يتشبث بكن خلال العاصفة.

شاهد أيضاً

اقلاع الطائرة الـ37 من الكويت بـ 40 طناً مساعدات و3 سيارات إسعاف لأهالي غزة

Share