يقدم كتاب Doing Business with Kuwaiti أو كيف تعمل بيزنس مع الكويتي، خريطة طريق لمن أراد أن يعمل بيزنس مع الكويتي وأراد لهذا التعامل أن يكون ناجحا. والكتاب الذي كتبه بول كيندي موجه بالدرجة الأولى إلى المستثمر الغربي الذي لا يعرف كثيرا عن المجتمع العربي، الخليجي أو الكويتي، وبالتالي يقدم له أبجديات التعامل لتحقيق علاقة تجارية ناجحة.
ويقول كيندي إن تعبير «إن شاء الله» يعني بإرادة الله، لأن كل ما يحدث، يحدث بسبب إرادة الله، وفق التصور الإسلامي. وتلحق «إن شاء الله» في المحادثة مع جميع البيانات المتعلقة بالمستقبل. ومع هذا، سيلاحظ المستثمر الأجنبي أن استخدام مصطلح «إن شاء الله» في المحادثة اليومية يتجاوز مجرد إشارة إلى تقديم إرادة الله، وقد يستخدم بشكل غير مباشر لقول «نعم»، أو القول «لا» أو «ليس الآن»! ويمكنك أن تعرف الفرق بين «إن شاء الله» بحسب نبرة الصوت أو سياق ورودها. فعلى سبيل المثال، بعد اجتماع عمل ناجح، وعندما تقول عبارة «أراك صباح الغد» وتكون الإجابة بـ «إن شاء الله»، فهذا «نعم بإذن الله». ولكن إن لم تسر الأمور على ما يرام، فإن الجواب «إن شاء الله» قد يعني «كل شيء ممكن». ويستغرق الأمر وقتا قليلا، حتى يتعلم المغترب التمييز في النهاية ومعرفة المعنى المقصود عندما يتم استخدام «إن شاء الله» في سياقات مختلفة.
ففي الثقافة الكويتية، لا يسمح، كقاعدة عامة، بالعبارة «لا»، لأنها قد تسبب حرجا للطرفين. وكثيرا ما يستخدم الكويتيون الذين يرغبون في إبداء رد سلبي باللغة الإنكليزية عبارة «لماذا لا؟»، التي عادة ما تكون، ولكن ليس دائما، تعني رفضا. وحتى كلمة «نعم» لا تعني بالضرورة موافقة المستمع على ما يقال. فعندما يتم استخدام «نعم» في نقاش ومحادثة شخص آخر، فإنه غالبا ما يعني ببساطة «أسمعك».
وحسب كيندي، لا يوجد في الكويت شيء اسمه علاقة تجارية مجرّدة، ولا يقوم الكويتي في إبرام اتفاق تجاري هكذا مع شخص غريب، حتى يشعر بالراحة مع الشخص الذي يتعامل معه. ولذلك فالوقت الذي يستغرق في بناء علاقة شخصية قوية هو جزء مهم في بناء علاقة تجارية ناجحة. ويحتاج بناء الصداقة مع الكويتيين إلى فترة طويلة، قبل أن يكسب الأجنبي الثقة التي تدعم هذه الصداقة. ويعود هذا جزئيا إلى الشك في أن الصداقة قد تكون مجرد حيلة لعلاقة مصلحة فحسب، ولهذا يجب أن يشعر الكويتي بأن من وراء علاقة الصداقة تفهّما وتقديرا إلى نظرته للأمور. (يتبع)
أ. د. هشام العوضي
Hesham_Alawadi@