الجمعة , 20 يونيو 2025

استراتيجية التعامل الفعال مع ضغوط العمل

د.سعاد زيد

    بقلم : الدكتورة / سعاد زيد الزيد

(مستشار أسري – تنمية بشرية وتدريب

وتطوير هيكلية مؤسسات الأعمال)

  

الضغوط وليدة بيئتها، يحكمها قانون المكان والزمان وما يدور في إطارهما من تطور ونشاط ونظم وقيم وعادات وتقاليد وتحديات فهي تصحبنا تبعاً للمكان الذي نعيش فيه وتلازمنا حسب العمل الذي نقوم به، فالضغوط هي مدى تكيف أجسامنا وعقولنا مع التغيير، ففي عالم يبدو فيه التغيير الشيء الوحيد الذي يظل ثابتاً في مكان العمل فلا نستغرب أن يكون العمل هو مصدر رئيسي للضغوط، وعلى ذلك فأن ضغط العمل هو ظاهرة نفسية للشعور بعدم الراحة وذلك لبعض الأمور مثل: عدم القدرة على التغلب على المشاكل أو المصاعب التي تواجهنا، وأيضا عدم السيطرة على الظروف والوضع الحالي .

لذا نجد ان موضوع ضغوط العمل لقي اهتماما متزايداً لماله من آثار نفسية وبدنية ضارة، ولما لها من انعكاسات سلبية على سلوك الأفراد واتجاهاتهم ومستوى أدائهم في العمل، فهذا  أثر على مستوى  أداء المؤسسات بشكل عام، فنلاحظ ان هناك الكثير من الدراسات تسعى إلى محاولة إيجاد أسباب ضغوط العمل والآثار المترتبة عليها واستراتيجيات التعامل معها، وقد تعددت المصادر المسببة لضغوط العمل كل حسب توجهات العمل، أو المهنة التي ينتمي لها الموظف .

فتركز الاهتمام على بعض العوامل المؤثرة على كفاءة وأداء القائمين على المهنة، بما يترتب على هذه العوامل من نتائج سلبية على الفرد والمؤسسة على حد سواء، والتي تعوق الطرفين في تحقيق الأهداف المرجوة منهما، وأهم هذه العوامل التي تؤثر على الأداء الوظيفي والتي يمكن التطرق لها “عدم الكفاية المعلومات التي تتعلق بالمهنة  او الوظيفة، وكذلك عندما توفر المعلومات الملائمة عن الدور المطلوب القيام به من قبل الموظف أو كيفية الأداء أو عندما يحدث تعارض بين هذه المعلومات والأدوار، ويحدث الصراع أيضا عندما تكون متطلبات العمل متناقضة،أولاتتناسب مع القناعات الشخصية للموظف أو مع مطالب العمل الذي  يقوم به، فيشعر الموظف بالتوتر والاضطراب .ونجد ايضا عندما يكون هناك عبء عمل زائد فهو سبب أساسي من اسباب ضغط العمل وعبء العمل يحدث نتيجة كثرة الاعمال والواجبات والمهام المطلوبة من الموظف، مع القيام بها في وقت محدد أو عدم تناسب إمكانات الفرد العلمية والمهنية للقيام بهذه الواجبات، ويترتب على ذلك تدن في مستويات الأداء واعتلال في الصحة .

ونلاحظ أيضا ان افتقار الموظف  للمؤهلات  العلمية والقدرات المهنية والفنية اللازمة لأداء العمل المطلوب منه, بمعنى آخر عندما يشعر الموظف ان المهارات والقدرات المطلوبة لأداء مهامه الوظيفية أكبر من قدراته وهذا أمر ليس ببسيط .

أما موضوع التطور المهني الوظيفي فيعتبر أمر هام للموظف ليس فقط لأنه لم يحصل على دخل مادي أكبر ولكن لأنه يحقق المكانة الاعلى ، وهنا يواجه تحدي ذاتي  نفسي، خاصة في حالة عدم القدرة على تعزيز المكانة المهنية والمستقبل الوظيفي في مجال التخصص وهذا الامر يمثل مصدر من مصادر ضغوط العمل، ونتيجة  انخفاض فرص الترقي ينعكس ذلك على قراره بترك العمل في المستقبل القريب.

وقد يحدث ان يكون الموظف هو المسؤول عن  موظفين آخرين وما يقع على عاتقهم من واجبات، ومسئول عن جميع القرارات والاجراءات التي يتخذها هو ومن يرأسهم في العمل، فتظهر هنا مشاعر الخوف من الأخطاء والفشل.

وإن عدم استقرار وضع المؤسسة وتقلب أوضاعها بين حين وآخر يولد عند الموظف شعور بعدم الراحة والقلق من انعكاس هذا الوضع عليه، فقد يؤدى الى فقدانه وظيفته او امتيازاته الوظيفية في أي وقت.  واستكمالا لما تقدم يجب على المؤسسة ان تقدر ما سبق،  وتقدر التكاليف التي تتضمن تكاليف الفرصة الضائعة وتكاليف إعادة اختيار وتدريب الموظفين، بالإضافة إلى التكاليف الناشئة عن انخفاض الروح المعنوية ، الأمر الذي يجب أن يستدعي إيجاد الحلول المناسبة لضغوطات العمل .

 

suad2@hotmail.com

twitter:@DR.Suad_ALZaid

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share