
هل تعتبر الشهادة الأكاديمية كافية للحصول على فرصة عمل في هذه المنافسة الكبيرة بين الخريجين سنويا؟ ومن وجهة نظر صاحب العمل، هل يبحث عن موظف حاصل على شهادة أكاديمية أم يبحث عن الخبرة العملية أيضا؟
هذا التحدي يواجه الطرفين إلا أن الفرد الذي يسعي للتميز في مجاله أصبح بإمكانه الحصول على شهادة مهنية (احترافية) تساعده على تمييز نفسه من ضمن كل الدارسين لنفس التخصص بشكل أكاديمي فقط. وتعود أهمية الشهادات المهنية إلى أنها إحدى المميزات التي يبحث عنها صاحب العمل؛ للتأكد من جمع الباحث عن عمل بين المعرفة الأكاديمية والاطلاع العملي والتطبيقي.
إيجابيّات التركيز على الخبرة.. وسلبيّاته
وفق موقع Mettl Blog المتخصّص في تقنيات الموارد البشرية، لا يزال الحصول على الخبرة تجربة مرغوبة للغاية من قبل المرشحين وأصحاب العمل على السواء، الأمر الذي يشرح عمل خريجي الجامعات في وظائف غير مدفوعة الأجر، وذلك من أجل إضافة خبرة العمل في سيرهم الذاتية. ففي عام 2012م، أكمل ما يزيد عن ربع خريجي الجامعات في الولايات المتحدة دورات تدريبية غير مدفوعة الأجر.
يمكن لخبرة العمل أن تُظهر لصاحب المشروع ما إذا كان المرشّح قادرًا على التعامل مع بيئات العمل الصعبة، والوفاء بالمواعيد النهائية، والعمل بشكل جيد ضمن فريق. وفي هذا السياق، هناك العديد من الشركات العالمية التي لا تضع الشهادة معيارًا أوّليًا للتوظيف، مثل: دار النشر الأميركيّة Penguin Random House الشهيرة وشركة “هيلتون” للفنادق العالمية وشركة IBM للبرمجيات. إلى ذلك، هناك العديد من المليارديرات وروّاد الاعمال الذين لا يحملون شهادات جامعية، وتمكنوا من تحقيق مكانتهم وإبراز أسمائهم كشخصيات قيادية مثل: مؤسّس شركة Virgin ريتشارد برانسون، ومؤسّس شركة “Dell مايكل ديل، ومؤسّس سلسلة مطاعم Wendy’s الشهيرة ديف توماس.
بالمقابل، تشتمل سلبيّات الاعتماد على الخبرة حصرًا على أن الحصول عليها بشكل مكثف لا يعني ضرورة أن الفرد قد اكتسب النوع الصحيح من المعرفة، بخاصّة في مجالات متغيّرة باستمرار. إلى ذلك، تقدّم الشهادات قيمة حقيقية طويلة الأجل للمنظمة، فالفرد الحاصل على شهادة أكاديمية يُدرك أبعاد تلك الممارسات، وبناءً عليه تحصل على نتائج متسقة وصحيحة جرّاء عمله، بدلًا من اكتشاف الحلول باستمرار لتصحيح الأخطاء وذلك ماينجم عمّن يعتمد على الخبرة حصرًا.
الشهادات في مقابل الخبرة
كما أسلفنا، يضطر العديد من الحاصلين على الشهادات المهنيّة إلى الخضوع للتدريب من دون مقابل، من أجل الحصول على الخبرة المهنية، إلا أنّه في المقابل، تُظهر الشهادات عمق فهم الأفراد لإطار الصناعة التي ينتمون إليها. لذا، فإن الفرد الذي يمتلك الأساسيات التي تُمكنه من البقاء على اطلاع دائم بالاتجاهات الأكثر حداثةً، والتطورات في مجاله، مع الاستثمار في الحصول على درجة أكاديميّة أعلى يُشير إلى رغبته في بناء مستقبل مهني في هذا المجال وليس الاعتماد على الوظيفة فحسب.