الفشل هو نتيجة عدم النجاح في جهد واع، ولكن الأخطاء يمكن أن تكون غير واعية. لذا فهناك مجموعة من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتكون أكثر تقبلا لأخطائك، بالإضافة إلى التقنيات التي يمكنك استخدامها لتحقيق أقصى استفادة من الأخطاء.
الخطأ جزء من النمو الشخصي
يمكن للأفراد أحيانًا منح أنفسهم الإذن بالخطأ دون إلحاق الضرر بالآخرين. فالأخطاء جزء لا يتجنب من حياة الإنسان ويعتبر مصدرًا للتعلم والنمو الشخصي والمهني. لذا، يجب عدم السماح للخوف والتردد بالوقوف في طريق ارتكاب الأخطاء وعدم تحقيق النجاح. القدرة على قبول الخطأ تعتبر جسرًا لتجربة أشياء جديدة وتوسيع الآفاق.
الخوف من الخطأ يمكن أن يحد من قدرتك على المغامرة في العمل والتقدم الشخصي. إذا كنت تخاف من الخطأ، فقد تفقد مكانتك في العمل وتعترض طريقك نحو التطور والنجاح. لذا، يجب أن تكون مستعدًا لقبول الأخطاء كجزء لا يتجنب من رحلة النمو والتطور الشخصي والمهني.
قوة تأثير العادات في السلوك
القوة التي تمتلك العادة وقدرتها على التأثير في سلوكنا اليومي أمر لابد من الاعتراف به. فالأخطاء لا تنتج عن جهد من الأشخاص في بعض الأحيان، بل عن عدم بزله. الأشياء التي نقوم بها بشكل متكرر يمكن أن تصبح اعترافاً. لدرجة أننا لا نركز عليها وهذا مفيد بالفعل لأنه يسمح لنا بإنفاق الطاقة على أشياء أخرى تتطلب المزيد من الاهتمام. ومع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن تقودنا قوة العادة هذه إلى ارتكاب الأخطاء وهذا خطأ طبيعي نتيجة العادة.
توبيخ نفسك على هذا الخطأ أمر غير مفيد. بدلاً من ذلك اعترف بأخطاءك وامضِ قدماً. تشير الدراسات إلى أنه في حوالي 47% من الأشخاص قاموا باستماح لعقولهم بالشروط بعيداً عن المهمة التي بين أيديهم في العمل، مما يتسبب غالباً بوقوع الأخطاء.
التمييز بين الأفعال الخاطئة والإغفال:
عليك تقبل فكرة أن الأخطاء ليست دائماً نتيجة لبعض الجهود التي يتم بذلها من قبل الأشخاص، بل قد تحصل وأن يرتكب بعض الأفراد الخطأ رغم عدم القيام بأي مجهود أيضاً. لذلك عليك التمييز بشكل عام بين ارتكاب الأفعال الخاطئة (القيام بشيء لم يكن ينبغي القيام به)، أوالإغفال الذي يؤدي للوقوع بالخطأ (عدم القيام بشيء كان ينبغي القيام به)، وعادة ما يُنظر إلى ارتكاب الأفعال على أنها أكثر خطورة في العمل؛ فهي عن سبق إصرار. وأخطاء الإغفال عادة ما تكون أكثر شيوعاً من أخطاء الارتكاب في العمل.
ومن المهم الاعتراف بكلا النوعين من الأخطاء، لأنه يمكنك التعلم من كليهما. فبعض الأشخاص يحاولون تجنب أخطاء الإهمال والإغفال من خلال القيام بأقل قدر ممكن من المهام بالعمل وعدم تحمل أي مسؤولية، لكن هذا لا يمنعك من ارتكاب أخطاء الإغفال، كما أنها ليست طريقة مفيدة جداً للعيش أو النمو والتطور في الوظيفة.
أنظر للأخطاء كفرصة:
هناك مجموعةمن الآليات في الدماغ يمكنها أن تساعدنا على اكتشاف متى نقوم بشيء خطأ. فالدماغ يقوم بإرسال إشارات عندما نرتكب خطأً ما. لذلك يمكن أن يكون هذا مفيداً حقاً أثناء عملية التعلم. وأن يساعدنا ذلك في التركيز بشكل أوثق على ما نقوم به ومحاولة بذل قصارى جهدنا في المرات القادمة.
وتشير الأبحاث إلى أن بعض الخبراء، مثل الأطباء، يمكن أن يفشلوا في تصحيح الأخطاء لأنهم يثقون في حكمهم أكثر من اللازم. لذلك فإن فوائد التعرض للأخطاء والنظر إليها كفرصة أمر ضروري حتى بعد أن تصبح موهوباً في شيء ما.
انظر إلى المدة التي تستغرقها لتصبح خبيراً:
تشير الأبحاث إلى أن الأمر قد يستغرق عشر سنوات من تجربة مهارة ما وارتكاب الأخطاء لتصبح جيداً فيها حقاً. وهذا ينطبق على الجميع، من الملحن والرسام إلى لاعب كرة السلة والطيار. لذلك عليك أن تتهاون مع نفسك إذا لم تنجح في البداية، فهذا الأمر يعد طبيعياً. وقد يستغرق الأمر الكثير من الجهد على مدى فترة طويلة من الزمن لتحقيق العظمة في شيء ما.