صاحبة مشروع (ادفع دينارين واكسب الدارين)
– الأيدي الشبابية الكويتية تساهم في محو الأمية عالميا
-اتمني ان نعمل للدارين ونفكربالفوائد الآخروية قبل الدنيوية
-بجهود مكثفة انتشر مشروعنا من الهيئة الخيرية إلى الطلاب
-قوى خفية تدفعني لتحقيق رسالتي الخيرية على مستوى العالم
ماجدة أبو المجد
سمعنا عنها انها انسانة طموحة ومحبة للحياة تسافر بعيدا كمتطوعة وباحثة عن الخير في كل مكان ،اقتربنا منها لنسمع همسات صوتها العذب الرنان الذي ينطق بالعطاء وقوة الإيمان برسالتها ،ومن رقة تعبيرها وبساطتها عرفناها انها المرأة الكويتية صاحبة أهم المشاريع الخيرية على مستوى العالم وهو مشروع (ادفع دينارين واكسب الدارين) انها سمية محمد الميمني احدي الكويتيات التي علمتها الكويت كيف تسعد الآخرين.
أخذتنا الميمني في استراحة قصيرة يملؤها الأخذ والعطاء عن أهم الأعمال الخيرية التي قدمتها الكويت للعالم ، مؤكدة ان انسانيتها هي الدافع وراء سعيها الدائم لتحقيق رسالتها الخيرية.وان المرأة الكويتية تمتلك الوعي وتتفانى في الأعمال الإنسانية.وللمزيد عن الأعمال الانسانية التطوعية التقتها “سيدات الاعمال” وإليكم التفاصيل..
حدثينا عن نشاطك التطوعي وبدايتك ؟
بدأت العمل في الأنشطة التطوعية منذ نعومة أظفاري وظهر نشاطي واضحا وانا في سن صغيرة وكنت طالبة في المرحلة الابتدائية والثانوية في ذاك الوقت ،ثم أصبح نشاطي أكثر وضوحا في المرحلة الجامعية ونظرا لطبيعتي المحبة للأنشطة التطوعية والشبابية المفيدة أقتحمت العمل النقابي بحماس ثم العمل الإعلامي من خلال جريدة آفاق الجامعية والمجلات الطلابية كمجلة الجامعية والاتحادورئاسة النادي الصحافي ثم العمل في كثير من اللجان الثقافية والإعلامية بالجامعة وبفضل الله تم تكريمي وفزت بجائزة الكويت في العمل التطوعي عام 2010 والتي نظمتها الأمانة العامة للأوقاف .
ما هي أسباب إنضمامك إلى الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية؟
كنت أعمل في القطاع الخاص بشركة استثمارية اعلامية بمنصب مديرة علاقات عامة وإعلام وفي بداية عام 2010 قدمت للهيئة الخيرية تصور وفكرة لمشروع شبابي خيري فريد من نوعه بعنوان (ادفع دينارين واكسب الدارين) ، فتم قبول فكرة المشروع من قبل الهيئة ، وعرضوا علي إدارة هذا المشروع مع العمل ايضا والانضمام لأسرة هذه المؤسسة الخيرية الرائدة ، فاستخرت واستشرت ثم انضممت لهم في 5مايو عام2010
. قصة المشروع
– انت صاحبة فكرة مشروع ادفع دينارين واكسب الدارين فمن أين جاءتك الفكرة؟
– قصة المشروع غريبة نوعا ما،بدأت أيام دراستي الجامعية ووقتهاكنت مديرة تحرير مجلة خاصة للطالبات اسمها “الجامعية” ،وكانت تصدر عن النادي الصحافي كعمل نقابي تطوعي، وكنت ملزمة بكتابة مقال في كل عدد ، وفي عام 2007 أقرت الجامعة بعد مطالبات حثيثة من اتحاد الطلبة أن تقدم لكل طالب مكافاة شهرية قيمتها 100 د.ك ، ففي السابق كانت المكافأة لمن يحتاجها حسب وضعه المادي ، وبعد ذلك أصبحت لكل طالب جامعي ، ففي ذاك الشهر كتبت مقال بالمجلة بعنوان (ادفع دينارين واكسب الدارين) ، وكان المقال عبارة عن طرح فكرة لأول مرة وتشجيع الطلبة لتبنيها أو تطبيقها بإشراف اتحاد الطلبة ،وكانت الفكرة ان يساهم كل طالب بالجامعة شهريا بدينارين لمساعدة الفقراء حول العالم في مجال التعليم.
– وكيف لمقالة أن تتحول لمشروع ؟
من حكمة رب العالمين وحب واخلاص وتفاني العاملين المتطوعين أن تتحول المقالة لمشروع ،ففي رمضان 2009 صارت كلمات هذا المقال تدور في ذهني بشكل متكرر طوال اليوم ، وكأن صوت خفي يطلب مني تحويل الحروف المبعثرة على الورق إلى مشروع حقيقي على أرض الواقع ، شعرت بقوة غريبة تدفعني لأحول الحلم إلى حقيقة ، وبعد شهر رمضان المبارك توجهت إلى الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وكان الأستاذ بومهند (يوسف عبدالرحمن) هو مدير الاعلام في الهيئة ، استقبلني استقبال رائع ورحب بي ونشر مقالي في مجلة العالمية ، وهي مجلة شهرية تصدر عن الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ، ثم عرضت الفكرة على شكل تصور متكامل كمشروع شبابي ، وبفضل الله في عام 2010 بشهر مايو تمت الموافقة من الادارة العليا في الهيئة الخيرية على رعاية المشروع بالكامل ،وان يكون تابعا للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية .
انتشار المشروع بين الشباب
كيف انتشر المشروع من الهيئة الخيرية إلى الأوساط الشبابية الطلابية بالجامعات؟
بعمل جماعي متكامل وجهود شبابية مبدعة التي أخذت على عاتقها هذه المهمة الصعبة ، بعد تبني وموافقة الهيئة الخيرية على المشروع ، تعاونا مع جهات شبابية ذات أكبر قوة طلابية وهي الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في جامعة الكويت ، والاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة التابع للتطبيقي ، وكذلك شعبة الاقتصاد الاسلامي في كلية العلوم الإدارية بالإضافة إلى تعاوننا مع جريدة “آفاق” الجامعية وهي صحيفة أسبوعية تصدر عن إدارة الجامعة، وكانت كالراعي الاعلامي للمشروع ،ودخلنا الكليات الجامعية بالتعاون مع الطلبة ، ولاقى المشروع اقبالا من الطلبة بشكل مميز .
الإقبال على العمل التطوعي
مامدى اقبال المرأة الكويتية على العمل الخيري التطوعي؟
المرأة عطاؤها كبير وجميل ، المرأة حين تعطي في الأعمال الخيرية والتطوعية فلا تعمل كوظيفة أو واجب عليها أداؤه فحسب ،بل غالبا النساء تقدم في هذه المجالات بكل حب وإخلاص وتفاني ، لهذا نجد دائما قدرة المرأة كبيرة وواسعة في الأعمال الخيرية ، حتى في المؤسسات والمجاميع الشبابية تجد المرأة عليها مسؤوليات كبيرة ،كما أنها بدأت تأخذ مناصب عالية في مختلف الميادين ودخلت في مجالس صنع القرار، وهذا يدل على الوعي الذي تملكه المرأة اليوم في الأعمال الانسانية
مامدى اقبال الشباب على العمل التطوعي ؟ وماهي اهم الانجازات الخيرية التي تحققت بسواعد شبابيه؟
اقبال الشباب في المجالات الخيرية والتطوعية ليس له حد في السنوات الأخيرة ، حيث انني كنت ضمن لجنة تحكيم جائزة بنك بوبيان للمشاريع التطوعية وشارك معنا في الجائزة 40 فريق تطوعي بروح تنافسية جميلة ، كما ترأست لجنة علاقات عامةفي جائزة جنيف الشبابية للعمل الانساني وشارك معنا في التقدم لهذه الجائزة 22 فريق شبابي أعمالهم انسانية مذهلة ، فتلمست عطاءاتهم عن قرب .
بالإضافة إلى احتكاكي المباشر والدائم مع الكثير من الفرق الشبابية التطوعية ومشاركتنا السنوية في معرض وملتقى سواعد الذي يضم تحته ما يفوق 100 فريق شبابي تطوعي من الكويت مما يدل على روعة العطاء الشبابي وبقوة في السنوات الأخيرة ، ويدل أيضا على وعي الشباب للقضايا الإنسانية العالمية وإطلاعهم على إحتياجات الساحة .
أما عن الانجازات فلكل فريق مساهمات مبدعة وعظيمة بإمكاننا متابعتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن الصعب ذكرها هنا ، ولكن يكفينا أن نرى انجازاتهم القياسية لخدمة اللاجئين السوريين في كل من تركيا والأردن ولبنان.
تعلم الرسالة الخيرية
-حدثينا عن دوركم في المشروع مع المتطوعين لديكم ؟
نحن نعتبر المتطوعين هم شركاؤنا الحقيقيين في العمل ، فبالتالي هم ليسوا أفراد ثانويين بل بالعكس هم أصحاب القرار والفكر ، لدينا اهتمام كبير بهم من خلال اشراكهم بالعمل ، وأخذهم معنا في رحلاتنا الخيرية لوضع حجر الأساس للمشاريع وكذلك لافتتاح المشاريع أيضا، كما اننا نقدم لهم دورات تدريبية ونشركهم في الكثير من الفعاليات والأنشطة ، والآن تم تحديث إدارة خاصة في الهيئة تسمى “إدارة العمل التطوعي” تحت قيادة السيد يوسف سالم الصميعي ، وتضم هذه الإدارة عدد كبير من المشاريع التطوعية منها مشروع (ادفع دينارين واكسب الدارين) ، فنسعى دوماإلى توفير البيئة الجاذبة والمناسبة للمتطوعين العاملين بالعمل الخيري .
كلمة أخيرة
كلمتي الأخيرة أوجهها بشكل خاص إلى الشباب،وأقول لهم استثمروا أوقاتكم استثمروا طاقاتكم ،لا تستهينوا بأفكار صغيرة وبسيطة بل اجعلوا عملكم عظيم وكبير من بدايات صغيرة وبسيطة ،اعملوا دوما للدارين وفي بداية أي عمل فكروا بالفوائد الآخروية قبل الدنيوية ، اعملوا بحب وقلب صادق ويد واحدة مع الفريق .
وفي الختام أشكر مجلة سيدات الأعمال على اتاحة الفرصة لنا للتعبير عن أنشطتنا ومشاريعنا.
