
في يوم تاريخي جديد، تبدأ المرحلة الأولى من مطار «إسطنبول»، الذي يعد الأكبر في العالم، للعمل بكامل طاقته، اليوم الأحد، بعد استكمال الانتقال الشامل من مطار «أتاتورك».
هذا وقد أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية بعد ظهر أمس، من مطار اسطنبول الجديد للمرة الأولى بعد استكمال عملية الانتقال من مطار أتاتورك، إلى العاصمة أنقرة.
وقال متحدث باسم الخطوط الجوية التركية إن شركات الطيران الدولية بدأت رحلاتها من المطار الجديد اعتبارا من منتصف ليل أمس.
وأعلن وزير النقل والبنى التحتية التركي جاهد طورهان، أمس، انتهاء عملية الانتقال من مطار أتاتورك إلى مطار إسطنبول.
وقال طورهان في تغريدة عبر «تويتر» إن العملية، الأكبر من نوعها في تاريخ الطيران، انتهت بنجاح ودون وقوع حوادث.
وأضاف: «لقد أنهينا عملية الانتقال الشاملة التي تشكل نموذجا يحتذى على الصعيد العالمي في مجال الطيران، بغضون 45 ساعة».
وبدأت عملية النقل الهائلة هذه عند الساعة الثالثة فجر الجمعة، واستدعت إغلاق العديد من الطرقات لتسهيل مرور المئات من شاحنات النقل.
ووصف مسؤولون وصحافيون أتراك عملية نقل المعدات بين المطارين بأنها «أكبر عملية نقل بتاريخ الطيران المدني».
ويعني هذا الانتقال إغلاق مطار أتاتورك الدولي، الذي كان حتى الآن أبرز المطارات الموضوعة في الخدمة في المدينة، أمام الرحلات التجارية، وآخر رحلة ركاب قادمة من سنغافورة حطت في المطار مساء السبت.
ويستبدل مطار أتاتورك بـ«مطار اسطنبول» الواقع على بعد 30 كيلومترا شمالا على ضفاف البحر الأسود، وسيشار إليه برمز «إي إس تي» (IST)، فيما سيشار إلى مطار أتاتورك الذي يبقى مفتوحا أمام نقل البضائع برمز «إي أس إل» (ISL).
و تبلغ قيمة استثمار مطار «إسطنبول» الذي افتتحه الرئيس رجب طيب أردوغان، في 29 أكتوبر الماضي، 35 مليار دولار، بما في ذلك البناء والإيجارات التي سيتم دفعها إلى الدولة.
المطار الذي يبلغ إجمالي مساحته 76.5 مليون متر مربع، سيتم افتتاحه بشكل تدريجي على عدة مراحل ليكون الأكبر في العالم عند اكتمال جميع مراحله لغاية عام 2023.
وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع البناء، وبداخلها نحو 3 آلاف آلة ثقيلة، وعمل فيها أكثر من 10 آلاف موظف في ظروف استثنائية، على مدار 24 ساعة دون انقطاع.
الأكبر في العالم
وقد تم إنشاء مطار «إسطنبول» بموارد القطاع الخاص، وفق نموذج «التشييد والتشغيل ونقل الملكية»، ومن المنتظر أن يضم 6 مدارج مستقلة، وقدرة استيعابية تتسع لـ500 طائرة في آن واحد، عند اكتمال المراحل كلها.
وسيضم أيضا مرآبا مفتوحا وآخر مغلقا للسيارات، بسعة 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنويا، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
وفي منتصف عام 2014، اكتمل إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار، الذي يقوم أسلوبه المعماري على المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول العريقة، وضمت فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معماريا تركيا وأجنبيا مختصين في مجالات مختلفة، إضافة إلى ما يزيد على 500 مهندس.
وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول نحو أكثر من 350 وجهة في أرجاء العالم، وسيكون المطار قادرا على احتضان 2000 عملية هبوط وإقلاع في اليوم الواحد، بعد اكتمال مراحله.