طلب من امرأة تقاعدت مؤخراً، وتملك مدخرات قيمتها نحو مليون دولار، الانضمام إلى مجموعة من الصديقات لقضاء إجازة تكلف نحو 3 آلاف دولار. وعلى الرغم من أن لديها الكثير من المال للقيام بهذه الرحلة، فإنها شعرت بعدم الارتياح لأن ذلك يعني التخلي عن عادة مارستها طوال حياتها وهي الادخار للمستقبل. عاشت حياة منضبطة مالياً لفترة طويلة، لدرجة أنها لم تعد تعرف كيفية التعامل مع هذه النفقات من دون أي دخل لدفع ثمنها.
على الرغم من الإحصاءات المثيرة للقلق حول التراجع الكبير في مدخرات التقاعد عند معظم الأميركيين، فإن الكثير من الناس قاموا بعمل مثير للإعجاب من ادخار ما يكفي من المال للتقاعد. من خلال مزيج من عادات الادخار المنضبطة، وأنماط الحياة المعتدلة، وربما بعض الحظ أصبحوا قادرين على التقاعد بشكل مريح. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يمثل الانتقال من مدخر إلى منفق تخلياً عن كل المبادئ التي عرفوها والتزموا بها لأكثر من 30 عاماً.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو العديد من المتقاعدين كالمشلولين بمتلازمة «ماذا لو». البعض لا يشعر بالارتياح عند إنفاق المال ما لم يتم حسبان جميع الكوارث المحتملة بغض النظر عن كونها بعيدة الاحتمال، ويعيشون في سجن الخوف مما قد يحدث. وفي جميع الاحتمالات، ستنتهي أعمارهم مع وفرة من الحذر والثروة والأحلام التي لم تتحقق.
ومع ذلك، لا يتعين على المتقاعدين أن يكونوا غير منضبطين في نهجهم تجاه المال أو العيش بصورة غير مسؤولة للتمتع بسنوات تقاعدهم على أكمل وجه. إليكم بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها المتقاعدون ليعيشوا حياة تقاعد مرضية وهانئة مع البقاء أوفياء لطبيعتهم وظروفهم.
1 – يتطلب الإنفاق أثناء التقاعد الانضباط. ابدأ من خلال فهم ما هو مهم بالنسبة لك، حتى يتسنى لك اتخاذ قرارات حكيمة. ما الذي يلهمك؟ ما العلاقات الأكثر إشباعاً لك؟ ما الذي يجلب لك الفرح؟ على مدى ما يقرب من 20 عاماً من العمل مع المتقاعدين، تدور معظم الإجابات حول مزيج من العلاقات الأسرية والتطور المستمر ذاتياً على الصعيد الاقتصادي والفكري والعاطفي والنفسي، وأن يحدثوا أثراً في العالم وممارسة الأنشطة الترفيهية.
2 – خذ وقتك في التفكير في الأهداف الشخصية والإرث الذي ترغب بتركه لعائلتك وكيفية التمتع بالنصف الثاني من حياتك. هذه الممارسة سوف تساعدك على التخطيط بدقة لأموال التقاعد.
3 – بعد ذلك، يمكنك وضع ميزانية أو وضع المال جانباً في حسابات منفصلة لتمويل أولوياتك. يدرك كثيرون أن أكثر شيء يسعدهم هو قضاء الوقت مع عائلتهم والسفر حول العالم.
أحدهم أراد السفر مع أولاده وأحفاده، آملا أن يستطيع التأثير في عائلته لجهة شغفه بالمعرفة واستكشاف العالم. لذلك حدد نفقات السفر والعطلات في ميزانيته. ويخصص الآن ما لا يقل عن 20 ألف دولار سنويا للرحلات الأسرية. قام بعدة رحلات في السنوات الأخيرة الى وجهات مختلفة من العالم، ويقول إن ذلك أعطى لتقاعده هدفا جديدا.
4 – قدم آخرون تبرعات سخية للجمعيات الخيرية خلال سنوات عملهم، لكنهم لم يعودوا قادرين على القيام بذلك بعد التقاعد، إلا أنهم تمكنوا من خلال صندوق الأموال الخيرية، الذي يدير التبرعات نيابة عن المؤسسات والعوائل والأفراد، ويقدم إعفاءات ضريبية فورية للمتبرعين، كما يقدم منحاً وقروضاً، أن يستمروا في تقديم مساهمات خيرية من دون الإخلال بميزانياتهم.
وبقدر ما نحاول أن نغطي الظروف السلبية، إلا أنه ليس بالإمكان تغطية كل نتيجة ممكنة. غير أن التخطيط المالي الاستراتيجي يمكن أن يعالج العديد من المخاوف التي تشل تفكير بعض المتقاعدين.
5 – يخشى كثير من الناس أن تستنفد تكلفة الرعاية الصحية على المدى الطويل مدخرات حياتهم. لذلك يجب على هؤلاء الناس النظر في استخدام جزء من ثروتهم لشراء تأمين طويل الأجل للرعاية الصحية. آخرون، قلقون من أن أبناءهم قد لا يرثون ثرواتهم عندما يموتون، وفي هذه الحالة يمكنهم شراء وثيقة تأمين على الحياة دائمة إذا أمكنهم ذلك.
6 – أما بالنسبة للذين ينتابهم القلق من أن يتخذوا قرارات عاطفية سيئة، عندما تدخل السوق في عملية تصحيح، يجب عليهم أن يتأكدوا من وجود احتياطيات نقدية كافية لتغطية احتياجاتهم لفترة زمنية طويلة.
7 – يمكن تعريف التخطيط المالي بالإعداد المستمر لكيفية استخدام الموارد المحدودة لتمويل الأهداف المتغيرة باستمرار في مواجهة عدم اليقين. وعلى مدى فترة التقاعد، التي قد تطول لعقود زمنية، سيحدث حتما حدث غير متوقع، مما يجبر الأفراد على تعديل خطط إنفاقهم ومدخراتهم.
التخطيط المالي لا يمكنه القضاء على جميع مصادر القلق والخوف، لكنه يمكن أن يساعدك على إعطاء نفسك الإذن للتمتع بسنوات تقاعدك بطريقة منضبطة وفعالة. (سي.إن.بي.سي)