
هناك من الأحلام والأماني وحتى القلوب ما إن تقترب منها خطوة، حتى تقترب منك خطوات.. فأنت تجذب أشباهك في القيم والنوايا والمبادئ. وهناك من الأحلام والأماني والقلوب ما يبتعد عنك كلما اقتربت منه! رهبة، خوفا، تغليا أو حتى عدم ملاءمة. فلقد يتكبر حلمك عليك! لذلك، الرشد والحكمة هما أفضل ما يمكن طلبه لمعرفة الفرق.
قد تأتيك الأماني والأحلام طواعية، لتكتشف أنها ليست كما ظننت، وقد يعز عليك حلمك لتلقي به خلف ظهرك، غافلا أنه هو الجوهر وهو الرجاء، فللأماني غرور وكبرياء ورهبة. تدنو منك الأحلام بسرعة، فيزداد غرورك وكبرياؤك بأنك محقق دوما ما كنت راجيه، لتعلمك الحياة درس البلاء والصبر. تدرك حينها أن في المنع والتأخير كل العطاء. تدرك أن أحلامك تريد أن تتأكد أنك أهل لها!
تدرك حينها أنك تستحق الفرح والسعادة بغض النظر عما ملكت وما ضاع منك. فقيمتك تكمن في ما آمنت به وفي ما سعيت إليه بغض النظر عن النتيجة. لا أنكر أهمية وضع الأهداف وتحقيقها، بل هذا من جمال الحياة وأصل ديمومتها، ما أريد قوله إن جمال روحك وقلبك يجب أن يصان من تقلبات الدهر وابتلاء الدنيا، حتى تعود له عندما تزول الأقنعة ويعز الحبيب والصديق. نفسك هي ملجأك الذي تأوى إليه، فلتحسن صحبتها ولتدارها ولتطمئن عليها من آن لآخر وإياك من التعلق بالسراب.
علمتني مدرسة الحياة أن الأحلام تصدق عندما يتفق القلب والعقل على تحقيقها وعندما لا نتعلق بهما.. فإذا أردت اقتناص حلم، فاسع إلى تحقيقه بكل قوتك وتركيزك، وإن استعصَ عليك، فأحسن فراقه، ليأتيك مستسلما طوعا. فوعد الأحلام يصدق.
لا أدعي نجاحي دوما في تحقيق معادلة السعى والترك… لكنني تلميذة هذه الحياة، وكل يوم أتعلم من دروس الدنيا الفانية، متيقنة أن في غرورها جنة تعاش.
دم بخير.. فكل أمرك خير.