السبت , 21 يونيو 2025

فوربس.. كيف تتجنب مخاطر العملات النقدية؟

للمستثمرين الباحثين عن صناديق تتقاضى رسوماً بسيطة، ستحيد هذه الصناديق مخاطر تداول العملات الأجنبية من محافظهم الاستثمارية العالمية. حيث سجل سهم (British American Tobacco) أداء جيدًا في العام الماضي، مرتفعاً من 37 جنيه إسترليني إلى 46 جنيه إسترليني في لندن. غير أن المشترين الأميركيين لم ينعموا طويلاً بذلك؛ فقد خسر الجنيه قيمته بالسرعة ذاتها التي اكتسبها، وعند تحويله إلى عملة الدولار، تراجع سعر السهم.

إن مخاطر العملات تفوق مخاطر الأسهم، وهي تضاعف المتاعب التي يتعرض لها بعض المستثمرين نتيجة المغامرات التي يخوضونها خارج بلدانهم. في المقابل، يمكنهم تجنب هذه المتاعب من خلال التحوط ضد مخاطر العملة التي يستثمرون فيها. كما يمكن شراء بعض أسهم (British American Tobacco) أو (AstraZeneca) أو (Shell) مع بيع الجنيه على المكشوف.

وشراء أسهم شركة (Toyota) مع بيع الين الياباني، وشراء أسهم شركة (Roche) مع بيع الفرنك السويسري بالطريقة نفسها. ولنكن أكثر واقعية، ما لم تستثمر مبالغ مالية ضخمة، عليك توكيل صندوق استثماري كي ينفذ عمليات البيع على المكشوف نيابة عنك. فيما تعد عمليات التحوط ضد مخاطر العملات الأجنبية، من المهمات الأساسية التي تنفذها المحافظ الاستثمارية العائدة إلى 89 صندوق مؤشرات متداولة.

وتبلغ قيمة الأموال المستثمرة فيها 37 مليار دولار من أصل 456 مليار دولار مستثمرة في صناديق المؤشرات المتداولة للأسهم الأجنبية، وفقاً لبيانات صادرة عن(Morningstar). لقد كانت (WisdomTree Investments) الأولى في هذا المجال، بصندوق ياباني لعمليات التحوط منذ عام 2006 .

وتواجه اليوم منافسة شرسة من (PowerShares)، وعائلة (iShares) العائدة إلى (BlackRock)، وخط منتجات (X-trackers) العائد إلى (Deutsche Bank). كما تعتمد في تسويق منتجاتها شعار: لا تقلق بشأن المحافظ الاستثمارية الأجنبية، من خلال تجنب التقلبات؛ ربعها يمتد على مدى فترة زمنية معدلها 5 أعوام؛ الناجمة عن تحركات العملات النقدية.

وفي حين سيكلفك التأمين ضد العملات الأجنبية الضعيفة بعض المال، لكنه ليس بقدر ما تظن. وتزيد الرسوم السنوية للاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة لعمليات التحوط ربع نقطة مئوية تقريباً، عن الرسوم السنوية للاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة الخالية من عمليات التحوط. وإذا منحك التحوط الطمأنينة التي تنشدها لتنويع الاستثمارات حول العالم بعد تجنيبك فعل ذلك، فالمال الذي تنفقه كرسوم سنوية للاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة جرى إنفاقه بحكمة.

لكن ماذا عن تكلفة مراكز تداول العملات الأجنبية؟ في الأسواق المتقدمة، تقترب تكاليف عمليات التحوط ضد مخاطر العملات الأجنبية من الصفر، وهو ما يؤكده من ينفذون عمليات المراجحة. إن عمليات التحوط ضد مخاطر العملات استثناء رائع من القاعدة التي تنص على أن تخفيض التذبذبات يصاحبه تخفيض العائدات.

وإليكم النظرية كما فسرها جيريمي شوارتز، مدير البحوث في (WisdomTree Investments). يواجه المستثمرون البريطانيون في شركة (Shell) مخاطر التذبذب من مجال عمل الشركة، أي من أسعار النفط وغير ذلك. أما المستثمرون الأمريكيون الذين يكتفون بشراء أسهم تلك الشركة، فيتحملون تلك المخاطر فضلاً عن مخاطر أخرى نابعة من التذبذبات في قيمة الجنيه الإسترليني. وببيع الجنيه الإسترليني على المكشوف مع شراء أسهم شركة (Shell) يزيل المستثمر العامل الثاني الذي يسهم في التذبذب.

يقول شوارتز: “لا يستطيع المستثمر توقع مدى إسهام العملة في العائد. إنها مخاطر لا يمكن تعويضها”. إذًا يتعين على المستثمر التخلص منها. لكن ينبغي التنبه إلى أمر لم يرد في الحديث الذي يثني على التحوط. فشوارتز لا يتنبأ بأن الدولار سيواصل تحسنه الذي لوحظ منذ الانتخابات، بل إنه يرى ببساطة أن إزالة مخاطر الاستثمار في العملات، سيجعل المغامرات الاستثمارية الخارجية أقل إثارة للفزع.

لقد كان نصف العقد الماضي فترة زمنية جيدة لمناصري الدولار، أو بعبارة أخرى، سيئة لليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني معاً. ويعني ذلك أن المستثمرين الأميركيين الذين اشتروا أسهماً من الخارج ولم يتحوطوا ضد مخاطرها، نادمون أشد الندم، إذ خسروا في أسواق العملات نصف أرباحهم السنوية وقدرها %11 من الاستثمار في الأسهم ؛هذا هو العائد على الاستثمار في مؤشر (MSCI) للأسواق الأجنبية المتقدمة التي تضم: القارة الأوروبية، واليابان، وأستراليا، ولا تضم الصين أو البرازيل. وجنى المستثمرون من التحوط عائدات قريبة من النسبة القصوى 11%. على الرغم من ذلك، ظهرت فترات أخرى تعثر الدولار خلالها .

لكن لم توجد أي صناديق مؤشرات متداولة لعمليات تحوط آنذاك لإثبات وجهة النظر. ولو أن أحدها بدأ العمل في عام 2002 لواجه الفشل تلو الآخر في الأعوام ال 5 التالية. ماذا يحدث على المدى الطويل؟

لقد درست باتريشيا اوي، محللة الصناديق في (Morningstar) هذا التساؤل عبر مقارنة المحافظ الاستثمارية العالمية التي تضم مزيجاً من الأسهم الأميركية، مع أسهم أجنبية نفذت مقابلها عمليات تحوط وأسهم أجنبية لم تنفذ مقابلها عمليات تحوط. فضمت المحافظ الاستثمارية التي خططت لها اوي على الورق، مزيجاً يعادل 60/ 40 من أسهم مؤشري(S&P 500) و (MSCI) تجري إعادة موازنته سنوياً. وتفوقت المحفظة الاستثمارية لعمليات التحوط في بعض الأعوام، كما شهدت أعوام أخرى تفوق المحفظة الاستثمارية الخالية من عمليات التحوط.

لكن، على امتداد 25 عاماً، حقق أسلوب الاستثمار العالمي عائدات متطابقة معدلة بالمخاطر. ثم أجريت مقارنة اوي على عائدات المؤشر، وتبين أن الأداء الحقيقي أو الفعلي سيكون أقل، وفقاً للرسوم التي يدفعها المستثمر لمدير الصندوق.

لكن تعتمد الجدوى من دفع الرسوم على درجة الأمان التي يبحث عنها المستثمر. فيما يفرض أقدم صناديق المؤشرات المتداولة لعمليات التحوط في (WisdomTree Investments) نفقات سنوية تتراوح بين 0.48% و 0.58%. أما الصناديق الأحدث التي تطرحها (WisdomTree Investments) ومنافسوها، فهي أفضل للاستثمار . وبينما نأمل دخول(Vanguard) إلى هذا المجال الجاذب لصغار المستثمرين، تعرض فيه اليوم صناديق أسهم لعمليات تحوط في كندا وأستراليا فقط. إنه لعالم مخيف، لكنه يصبح شيئاً فشيئاً أقل ترويعاً.

شاهد أيضاً

«كامكو إنفست»: النشاط غير النفطي زاد خليجياً

Share