جاء كتاب م. طارق جمال الدرباس “هندس وقتك” ليكون دليلا بسيطا وسلسا وعمليا قابلا للتطبيق بعيدا عن التعقيدات النظرية والفلسفة الجوفاء التي تتجافى مع واقعنا المعاصر.
تصميم الكتاب، الذي يقسمه الدرباس إلى 7 فصول يطلق على كل منها “ساعة” وينطوي على 110 صفحات من القطع المتوسط، تغلب عليه الصور التوضيحية والتعبيرية والألوان الرائعة التي تخدم الفكرة وتبسطها وتمثل شكلا من التنظيم يتناسب كأفضل ما يكون مع الفكرة الرئيسية للكتاب وهي “تنظيم الوقت”.
في الساعة الأولى (الفصل الأول) يبدأ المؤلف رسمه الهندسي الرائع من خلال الحديث عن “أهمية الوقت” حيث يعرض مجموعة من المفاهيم المهمة عن الوقت وأهمية استثماره والأسباب التي تمنع الكثيرين من التعامل معه بطريقة احترافية.
ويذكر في هذا المضمار نموذجين يجسدان القمة في النجاح القائم على الاستفادة القصوى من الوقت وهما الراحل د.عبدالرحمن السميط وكذلك د.فيصل محمد مندني.
يذكر المؤلف فوائد استثمار الوقت في تحقيق التوازن وتخفيف الضغوط وإعطاء كل ذي حق حقه وزيادة الإنتاجية وتحسين العمل ومعرفة الأولويات وإنجاز أهم الأعمال، لينهي الفصل بطرح لأسباب هروب الناس من هندسة الوقت ومنها الاعتقاد أنها للمشاريع فقط أو أنها مضيعة للوقت أو أن حياتهم سلسلة من الأحداث المفاجئة، او الخوف من فشل الخطة.
في الساعة الثانية “عوائق هندسة الوقت” يتناول الدرباس مجموعة من الأمور التي تحول بين غالبية الناس وتنظيم الوقت بشكل فعال، ومن أهمها التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي وفوضى المكتب والأوراق المكدسة وعدم القدرة على قول “لا” وكذلك الاجتماعات المطولة وغير المجدية والمقاطعات الهاتفية والزيارات المفاجئة. كما يطرح حلولا عملية وواقعية للتغلب على هذه المعوقات.
التركيز في الساعة الثالثة على الطرق العملية لهندسة الوقت وكيفية التخطيط والتنظيم له بشكل أسبوعي، وبهدف البعد عن النظرية فقد تضمن هذا الفصل تمارين تطبيقية عملية.
اشتمل الفصل الرابع على أساليب لتنفيذ عملية هندسة الوقت استكمالا للجهد المبذول في الفصل السابق.
في الفصل الخامس من الكتاب يتحدث المؤلف عن وسائل التكنولوجيا واستخدامها في هندسة الوقت، حيث تطرق لمجموعة من الوسائل والأدوات الموجودة بين أيدينا ونستخدمها في أغلب الأحيان وكيفية تسخيرها لهندسة أوقاتنا من خلال الإيميل ومجموعة من البرامج على الحاسب الآلي والهواتف الذكية.
أما الساعة السادسة فتشتمل على مجموعة من المقابلات والأسئلة، حيث طرح م. طارق الدرباس الموضوع على كل من د. أحمد عبدالملك والشيخ فهد الكندري ود.فواز العجمي والاستاذة نورة الحميدي وأحمد سامي بوعركي، حتى يستفيد القارئ من خبراتهم في تنظيـــم الوقـــت والتي تتجلى من خلال آرائهم وإجاباتهم عن بعض الأسئلة.
الساعة السابعة من الكتاب تسرد عددا من الرسائل الواردة إلى الدرباس من بعض الذين شاركوا في الورشة التدريبية هندس وقتك، حيث يبين هؤلاء الأشخاص كيف استفادوا من الفكرة في عيش اللحظة والاستمتاع بالعمل مع الإبداع والتميز.