
تستضيف النسخة الثانية من المؤتمر الدولي “الاستثمار في المستقبل” الذي تقام فعالياته في الشارقة يومي 19 و20 أكتوبر الجاري.. نخبة من القيادات النسائية العالمية اللواتي سيثرين جلساته النقاشية بسرد تجاربهن الملهمة وقصص نجاحهن في مجال مناصرة وتمكين المرأة.
وتشارك في الفعاليات، سعادة رولا بيبي جول غني السيدة الأولى في جمهورية أفغانستان الإسلامية ومعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح وبريتي باتل وزيرة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، فيما تشارك من باكستان الناشطة السياسية حنا رباني خار وزيرة الخارجية السابقة، إضافة إلى المخرجة والإعلامية شارمين عبيد شينوي الحائزة على جائزة الأوسكار 2016.
وقالت مريم الحمادي مدير حملة سلام يا صغار التابعة لمؤسسة القلب الكبير: هناك الكثير من التجارب وقصص النجاح التي استطاعت من خلالها نخبة من القياديات أن يثبتن أن المرأة لاعب محوري في عملية التغيير الاجتماعي المنشود وفي مسيرة التنمية المستدامة.
وتابعت: فهناك الكثير من النماذج التي تعكس لنا الجهود الكبيرة التي تبذلها العديد من النساء في أنحاء متفرقة من العالم من أجل أن تنعم المرأة بفرص متساوية في التعليم والتوظيف واتخاذ القرار.
وأضافت: نسعى من خلال تنظيمنا للنسخة الثانية من مؤتمر الاستثمار في المستقبل إلى إيجاد منبر لإقامة شراكات جديدة ليتم من خلالها تبادل الممارسات الناجحة والدروس المستفادة والأساليب المبتكرة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وقالت: ولذلك نستضيف عدداً من السيدات اللواتي حولن التحديات إلى قصص نجاح ملهمة وأسهمن بشكل فاعل ومن خلال مواقعهن المختلفة في تحقيق نتائج إيجابية تثبت القدرات الكبيرة التي تتمتع بها المرأة في قيادة التغيير والارتقاء بمجتمعها.
وتعتبر سعادة رولا غني السيدة الأولى لأفغانستان حرم الرئيس الأفغاني الدكتور محمد أشرف غني أحمدزي من أبرز الشخصيات التي أثرت في تغيير نظرة المجتمع للمرأة في أفغانستان وهو ما قاد مجلة “تايم” الأمريكية في عام 2015 لاختيارها ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.
وفي خطوة غير عادية بالنسبة لسياسي أفغاني خصص الرئيس الأفغاني غني مكتباً لسعادة رولا غني في القصر الجمهوري تمارس منه دوراً غير مألوف في أفغانستان باعتبارها “السيدة الأولى” في تحد للتقاليد الأفغانية.
وتتولى معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي منصب وزيرة دولة للتسامح في حكومة دولة الإمارات بعد توليها 3 وزارات، حيث كانت قد عُينت في عام 2004 وزيرة للاقتصاد والتخطيط لتكون أول وزيرة إماراتية في الدولة.
وإلى جانب عملها الوزاري تشغل معالي الشيخة لبنى القاسمي عدة مناصب في عدد من المؤسسات في الدولة فهي رئيسة جامعة زايد وعضو في مجالس إدارات مجموعة من المؤسسات منها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومؤسسة الإمارات لتنمية الشباب ومجلس حوكمة كلية لي كوان يو للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية وغيرها من المؤسسات المحلية والدولية.
وكانت مجلة “فوربس” الأمريكية صنفت معالي الشيخة لبنى القاسمي عام 2015 في المرتبة /42/ بين أقوى 100 امرأة في العالم، فيما صنفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” ضمن أهم 50 امرأة في العالم.
وفي عام 2015 حصلت معاليها على جائزة “المواطن العالمي” في القطاع الحكومي التي تمنحها “مبادرة كلينتون العالمية” وهي أول إماراتية تحظى بهذا التكريم.
أما بريتي باتل هي وزيرة التنمية الدولية البريطانية فقد ولدت في لندن لعائلة مهاجرة من أصول هندية-أوغندية وانضمت إلى حزب المحافظين البريطاني بعد أن كانت في حزب الاستفتاء ثم جرى انتخابها في العام 2010 في البرلمان ممثلة لحزب المحافظين عن دائرة ويثام الانتخابية.
وتعتبر الناشطة السياسية الباكستانية حنا رباني خار التي شغلت منصب وزير خارجية باكستان في الفترة من 2011-2013 أصغر شخصية وأول امرأة تتبوأ هذا المنصب في باكستان و دخلت إلى عالم السياسة عندما التحقت بحزب الشعب الباكستاني في عام 2002 حيث نالت عضوية الجمعية العمومية لتصبح في عام 2009 وزيرة الدولة للشؤون المالية والاقتصادية لتنال في العام نفسه لقب أول امرأة باكستانية تقدم الموازنة العامة وذلك قبل أن يعينها يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء السابق وزيرة للخارجية في يوليو عام 2011.
أما المخرجة والإعلامية شارمين عبيد شينوي الحاصلة على “هلال الامتياز” في عام 2012 وهو ثاني أعلى وسام مدني تمنحه الحكومة الباكستانية فتعتبر أول امرأة في باكستان تحصل على جائزة الأوسكار حيث نالت جائزة عام 2016 في فئة أفضل فيلم وثائقي عن فيلمها “فتاة النهر” الذي يتناول جرائم الشرف في باكستان.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تفوز بها شارمين بجائزة الأوسكار حيث سبق لها الفوز بها عن الفئة نفسها في عام 2012 عن فيلمها “إنقاذ الوجه” الذي سلّط الضوء على ظاهرة الاعتداء بالأحماض الحارقة على النساء في باكستان.
وكانت شارمين أكدت عقب تسلمها الجائزة على خشبة مسرح “دولبي” في هوليوود.. أن رئيس الوزراء الباكستاني نواز الشريف أكد أنه سيغيّر القانون المتعلّق بجرائم الشرف بعد أن شاهد فيلم “فتاة النهر” وهو ما كانت تطمح إليه شارمين حيث سعت إلى أن يكون هذا الفيلم دافعاً لتمرير تشريعات من شأنها خضوع مرتكبي هذه الجرائم لأحكام عقابية وعدم إفلاتهم من الملاحقة القضائية.
وتسعى النسخة الثانية من مؤتمر “الاستثمار في المستقبل” الذي تنظمه كل من مؤسسة القلب الكبير المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة /هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ تحت شعار “بناء قدرات النساء والفتيات في الشرق الأوسط” إلى تسليط الضوء على ضرورة إدراج النساء والفتيات واستهدافهن بشكل خاص في عملية التخطيط للتمكين الاقتصادي وعلى ضرورة الاهتمام باحتياجاتهن في التعليم والتدريب على المهارات والتوظيف، وضمان الوصول إلى الموارد لاسيما للأسر التي تعيلها النساء في ظل القيود الاجتماعية والاقتصادية المفروضة على المرأة في العديد من البلدان.