تحسين أوضاع النساء واكتشافهن كقوة للعمل
القرض حق من حقوق الانسان الفقير والغني
التنمية من أسفل تؤدي الى تحقيق التقدم الديمقراطي
توظيف الفقراء ومساعدتهم واعتبار الفقير انسان كامل الاهلية
اكتشاف الأعمال المنزلية كأعمال مدرة للدخل لتحسين أوضاع الفقراء
ماجدة أبو المجد
قدم المؤلف د.مجدي سعيد من خلال كتابة “تجربة بنك الفقراء” تجربة مبهرة بما فيها من سمات تميزها عن غيرها من تجارب مكافحة الفقر وما حلقت فيه من آفاق على المستوى المحلي داخل بنغلاديش ثم على المستوى العالمي، ويقول الكاتب هدفت من عرض الفكرة تقديم تجربة للعالم من خلال المعايشة والمعاينة والإعجاب بالتجربة وضرورة التعلم من التجارب الانسانية عموما أيا كان مصدرها خاصة اذا كانت تلك التجارب الانسانية تجارب تنموية تعمل في مجتمعات يجمعنا بها الكثير من الظروف والمناخ لان الحكمة ضالت المؤمن ان وجدها فهو أحق الناس بها.
من أين جاءت الفكرة؟
البداية عندما أعلنت لجنة نوبل الترويحية في اكتوبر عام 2006 منح كل من بنك جرامين ومؤسسة البروفيسور محمد يونس جائزة نوبل للسلام نظير جهودهما في خلق تنمية اقتصادية واجتماعية فلا سلام دائم من دون ان يجد الناس سبيلا لكسر طوق الفقر والقروض المتناهية الصغر التي هي احدى تلك السبل كما ان التنمية من أسفل تخدم في تحقيق التقدم على طريق الديمقراطية وحقوق الانسان.
وتلك الجائزة تتوج الرجل والبنك نتاج كفاح 30عاما في سبيل تخفيف حدة الفقر ،وقد حرص البروفيسور محمد يونس استعدادا لتلك اللحظة على ان يرسم ملامح بنك الفقراء في اللحظة الحاضرة في عدد من الكتابات التوثيقية ويعرض الكتاب جانب من حياة البروفيسور محمد يونس استاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتا جونج ببنغلاديش ومؤسس بنك جرامين البنك الذي يملكه الفقراء والذي يعمل من أجل احداث تغيرات نوعية في حياة أفقر الفقراء في بلد من أفقر بلاد العالم(بنغلاديش).
رحلات لاستكشاف وضع الفقراء
امضى يونس استاذ الاقتصاد أعواما في رحلات ميدانية الى قرية (جوبرا) وبينما كان يحاور امرأة تقوم بتصنيع كراسي من البامبو لمعت في ذهنه فكرة الحل فقد علم ان المرأة لاتملك رأس المال الخاص بها ومن ثم فهي تلجأ للإقتراض من أحد المرابين في القرية لشراء الجامبو استطلع د.يونس مع طلابه أحوال الفقراء في 42 قرية اخرى محيطة واكتشف ان الوضع القائم لايتيح للفقراء توفير اي أموال واكتشف انهم يحتاجون فقط رأس مال ثم اقرض 42 امرأة من الفقراء مبلغا بسيطا من المال من جيبه الخاص بدون فائدة او تحديد موعد لرده.
وضع نظام لإقراض الفقراء
ومضى بعد ذلك يحاول اقناع البنك المركزي او البنوك التجارية لوضع نظام لاقراض الفقراء بدون ضمانات مما دعا رجال البنوك للسخرية من افكاره وحاول اقناعهم بالتجربة ونجح مشروعه بالفعل وغير حياة 500 اسرة فقيرة وفي عام 1979 اقتنع البنك المركزي بنجاح الفكرة وتولى موضوع جرامين اي مشروع القرية وعام 1981 زاد حجم المشروع وشمل 5 مقاطعات وتلك المرحلة أكدت فاعلية نظام القروض المتناهية الصغر حتى وصل عملاء البنك الى 59 الف عميل وتم اعتماد بنك جرامين كمؤسسة مستقلة وصارت واقع.
أهداف وإنجازات
ترتكز الفكرة على مجموعة من المحاور الفكرية الاساسية بنظرة تفقدية لمؤشرات التنمية السائدة ووضعه مؤشرات بديلة ترتكز على مايحدث في حياة الفقراء وهم نصف المجتمع.
ورؤيته تعتبر ان القرض هو حق من حقوق الإنسان.
الركيزة الثانية ينتقد فيها د.يونس اعتماد نظام البنوك التجارية على اقصاء الفقراء من حق الحصول على القروض .
ثانيا :تأسيس بنك على اساس ضمان رأس المال الاجتماعي المتمثل في شبكات الرقابة الاجتماعية .
الركيزة الثالثة : التوظيف الذاتي للفقراء ومساعدتهم وهي المحرك لعجلة التنمية في المجتمع والنظرة الى الفقير باعتباره انسان كامل الاهلية.
الركيزة الرابعة :اعتبار ان المدخل لتحسين حال الاسرة الفقيرة هو تحسين أوضاع النساء فيها واكتشافهن كقوة للعمل واعادة اكتشاف الاعمال المنزلية كأعمال مدرة للدخل لتحسين أوضاع الفقراء.