الخميس , 18 سبتمبر 2025

ماجدة العطار تكتب: انتكاسة المرأة

إنها لانتكاسة سياسية.. وربما كبوة مجتمعية في النظر إلى المرأة ودورها الذي لم يبلُغ الفطام بعد، لإدراك أن المشاركة في الحياة السياسية لم تعد ترفاً، بل من صميم أهداف بناء الدولة العصرية، وإنه لفشل لموقف المرأة الكويتية في حل قضاياها، وكذلك في نظرة الرجل ومواقفه من المرأة في المشاركة السياسية، وانه تعثّر في الثقافة الوطنية أيضاً التي أساس بنيانها دولة الوطن والمواطنة التي تقوم على توزيع الأدوار والحقوق والواجبات. كل ذلك يعني أن ما حدث مرجعه الظروف الموضوعية التي تتبلور في نظرة الرجل أولاً، ومفاهيم بعض رجالات الدين وحركات الإسلام السياسي، وفي شكل مكونات المجتمع التي ما زالت غير مستعدة للدخول إلى الدولة العصرية، دولة المواطنة. ليس استحالة دخول المرأة إلى المجلس النيابي بالطبع، وقد دخلته وبقوة في انتخابات سابقة، وهي تمتلك كل المواصفات الفنية والإدارية لممارسات النواب واجباتهم الرقابية والتشريعية بحكم المستويات العلمية والإدارية العالية التي تتبوأها المرأة في مجالات مختلفة. إن هذه الظروف الموضوعية والتي فيها الكثير من أحكام قاسية بحق دور المرأة السياسي، خصوصاً ما يُثار عن أداء سلبي لهذه أو تلك، فيها خروج على مبدأ العدالة حين لا يرى المجتمع الذكوري حتى العظم عيوب النائب الرجل وسوء إدارته لموقعه النيابي، إن نتيجة للفساد أو لخروجه عن معايير الوطن إلى معايير أقل منها، سواء القبيلة أو المذهب أو عصبة المصالح الخاصة، وعدم الإلمام بالواجب الوطني للنائب كمشرع ومراقب. كل ذلك لا يلغي العوامل الذاتية الخاصة بالمرأة بشكل عام. إن تقاعس المرأة عن المشاركة الواسعة في دعم وجوه نسائية جديرة هو إجرام بحق المرأة والحركة النسوية. إن خضوع المرأة لمفاهيم بالية حول القيادة والسياسة من منظار ذكوري لهو انتكاسة لمعظم نساء الكويت اللاتي يرين أن الذكورة تعني صلاح القيادة وأهليتها، وهذا الموروث هو أحد أسباب التخلف العام لمجتمعنا، حين تعم أحكام التمييز ضد المرأة بحجة أن المرأة ريحانة وليست قهرمانة. وبصراحة، إن ما حدث هو سقوط سياسي بامتياز إذا ما سمعنا بعض تعليقات القرون الوسطى حين يتنطحُ بعض الكتبة والكتّاب ويهاجمون المرأة في قدراتها ويحكمون على الكل بجريرة الواحدة. وكل ذلك في ناحية، والنظرة الدونية لجماعة الإسلام السياسي في ناحية، لأنهم ليسوا أعداء المرأة فحسب، بل هم أعداء تقدم المجتمع والدولة لمصلحة الجماعة.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share