مميزات عالم سيدات الأعمال في الإمارات

أكدت رائدات أعمال أن الإمارات وفرت المناخ الاقتصادي المثالي لازدهار سيدات الأعمال، مشيرين إلى أن الشركات العائلية قد تكون التربة الأمثل لاحتضان بذرة ريادة الأعمال بالنسبة للمرأة بفضل عوامل الخبرة والتشجيع والدراية التي تنتقل من جيل إلى جيل.

كما توقعن زيادة عدد رائدات الأعمال في دبي والدولة عموماً خلال السنوات المقبلة، وذلك للاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها إكسبو 2020 دبي. مؤكدات أن دخول المرأة معترك المال والأعمال أصبح سهلاً بوجود التكنولوجيا الحديثة وبفضل الإنترنت حتى أنها أصبحت قادرة على أن تأخــذ قرارات من المنزل أو من الطائـرة أو من أي مكان في العالم.

بيئة داعمة

وبحسب صيحفة البيان، قالت ثريا عبدالله العوضي، عضو مجلس سيدات أعمال دبي ومجلس أعمال سيدات الأعمال رئيسة «مجموعة شركات ثريا العوضي» التي أسستها قبل تسع سنوات: إن الفضل يعود إلى حكام دولة الإمارات في خلق بيئة داعمة ومناسبة لعمل المرأة حتى باتت المرأة الإماراتية ترتقي إلى أعلى المناصب الوزارية والحكومية.

وأضافت العوضي إن المساواة التي تتمتع بها المرأة في الإمارات شجعت المرأة الإماراتية على دخول كل ميادين العمل إلى جانب الرجل لبناء مسيرة التنمية.

ولفتت العوضي التي تنتمي إلى إحدى العائلات الإماراتية العريقة المكونة من ثمانية إخوة وأخوات تمكنوا بفضل والدهم المرحوم عبدالله قمبر العوضي من تأسيس شركة عائلية ناجحة، إن للشركة العائلية دوراً معنوياً عاماً في دعم دخول أفراد الأسرة عالم المال والأعمال.

وأضافت: «أنا محظوظة كوني ولدت لوالدٍ كان له باع طويلة في عالم الأعمال. كذلك الأمر بالنسبة لأخوتي الذين مشوا على خطى والدي. ومنذ ذلك الحين لم يفارقني حلم الانضمام إليهم في عالم الأعمال وتحقيق النجاح كما فعلوا هم».

وشدّدت العوضي على أن توفير البيئة الداعمة للمرأة يبدأ من البيت. وقالت: «على جميع أفراد الأسرة بدءاً من الزوج والأولاد وانتهاء بالأقارب توفير كامل الدعم للمرأة، خصوصاً في مجال ريادة الأعمال، فهذا مجال يحتاج للدعم والصبر، خصوصاً في ظل وجود أطفال، ليساعدها ذلك في الموازنة بين عملها خارج وداخل المنزل.

فمثلاً، دخولي إلى عالم الأعمال لم يحدث إلا منذ 10 أعوام عندما لم يعد أولادي يحتاجون إلى اهتمامي الكامل. وبدأت بخطوات صغيرة، حيث قمت بمساعدة عائلتي بإدارة أعمال الشركة التي تعمل في مجال العقارات. قمت بذلك دون أن أترك المنزل، حيث كنت ما أزال أرعى أصغر أطفالي، وبذلك قمت بكل أعمالي من مكتبي الأول وهو مطبخي».

 

الشركات العائلية

وقالت المصرفية ورائدة الأعمال حنان القبيسي، التي شغلت مناصب عدة في الخدمات المالية، وصاحبة مطعم «مومز فود» Mom’s Food في دبي إن الشركات العائلية تعتبر أحد عوامل دعم أنشطة سيدات الأعمال، خصوصاً إذا كانت إدارة الشركة تحت مسؤوليتها وبشكل مباشر، مشيرة إلى أنه عادة ما يكون في الشركات العائليــة تحـدٍ تواجهه تلك المؤسسات وخاصة عندما توزع أدوار العمل والملكية التي قـد تنحصر بشخص أو أشخاص عدة وقـد تشمل قيـماً وآراء متضاربــة أحياناً ضد أهـداف الشركـة.

وأردفت القبيسي: «على سبيل المثال إن وضع أفراد الأسرة أولوية عالية لرأس المال العاطفي يتضارب مع مصلحة الشركة ونجاحها، فتبرز هناك مشكلات وصراعات تترتب نتيجة توزيع الأدوار، مثل تحديد من سيكون على رأس الإدارة ومن سيرأس الأمور المالية والفرص الوظيفية والمكافآت ومقاييس الأداء.

كما أن هناك قضايا مشتركة تواجه معظم الشركات العائلية وهو اجتذاب موظفين من خارج العائلة تكون مشكلة لأن هــؤلاء الموظفين يجدون صعوبة في التعامل مع النزاعات العائلية وتكون فرصهم محــدودة للتقدم».

الأكثر حرجاً

وحول النقطة الأكثر حرجاً خلال المسيرة المهنية للمرأة، قالت القبيسي: «برأيي أن هناك دائماً تحـديات للمرأة غالباً ما تواجهها في مكان عملها، حيث إنها تواجه صعوبات للوصول إلى المناصب العليا في أي مؤسسة، وتتطلب منها مجهوداً مضاعفاً عن الرجال وإنجاز أعمال مضاعفة حتى تستطيع أن تثبت جدارتها للارتقاء إلى مناصب أعلى.

وقد أثبتت المرأة جدارتها في هــذه المناصب حتى أن هناك شركات أصبحت توظف المرأة لحسن إدارتها وإخلاصها وتفانيها في العمل، كما أنها أثبتت أنها منتجة أكثر من الرجال.

كما أن مجتمعاتنا الشرقية ما زالت لا تتقبل المرأة في المناصب، لــذا يجب على الشركات أن تساهم في توعية وتثقيف عملائها، وأعتقد أن دولة الإمارات توفر بيئــة إيجابية للنساء للدخول في شركاتهم لتنمية أعمالهم. وأعتقد أن بيئة العمل التي توفرها الإمارات هي من أكثر البيئات إيجابية ودعماً للنساء في أنشطتهم الاقتصادية».

الخدمات المالية

وحول افتقار قطاع الخدمات المالية للعنصر النسائي، قالت القبيسي: «نعم هناك نقص في حضور النسوة في شركات الخدمات المالية خصوصاً في المستويات والمناصب العليا، حيث هناك حرب من أجل تحصيل المواهب. والسبب ببساطة عـدم اقتناع الشركات المالية بوجود النساء في مناصب عليا.

يتطلب من هــذه الشركات والأفراد مزيــداً من الجهود لزيادة دعم المرأة لتكون على قــدم المساواة مع الرجال. وبـرأيي أن قطاع الخــدمات المالية يحتاج قيادات أكثر تنوعاً. وحسب الإحصاءات فإن تمثيل المرأة ما زال أقل بكثير من المتوقع، وربما يكون السبب وراء ذلك هو خيار شخصي من جانب المرأة أو المعايير الاجتماعية الذي عفا عليها الزمن.

ومن تجربتي الشخصية لم تكن أية مســؤوليــة تثنيني عن التفاني والإخلاص في العمل في شتى المجالات والمناصب التي شغلتها في حياتي. وهناك شركات كبيرة وضعت برامج مكثفة لعملائها لإعــداد المرأة لخـدمة عملائهم وبالتالي تقبلهم ومساعدتهم على تولي مناصب عليا».

فرص واعدة

من جانبها توقعت سيدة الأعمال لالي أنسينج، المؤسس والعضو المنتدب لشركة «رواج إنترناشيونال» للاستشارات زيادة عدد رائدات الأعمال في دبي والدولة عموماً خلال السنوات المقبلة، وذلك للاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها إكسبو 2020 دبي.

وحول مدى سهولة دخول المرأة عالم المال والأعمال، قالت لالي: «برأيي إن دخول المرأة معترك المال والأعمال أصبح سهلاً بوجود التكنولوجيا الحديثة وبفضل الإنترنت حتى أنها أصبحت قادرة على أن تأخــذ قرارات من المنزل أو من الطائـرة أو من أي مكان في العالم إذا كانت مؤهلة لــذلك.

لقد عملت في أسواق عالمية عدة، ولكن التسهيلات التي قدمتها لي دبي لم أجدها في أي مكان آخر في العالم. كما أن إطلاق مدينة دبي للإعلام في عام 2001، هو ما شجعني على البدء بعملي الخاص».

إدارة

من جانبها، قالت رجاء كلداري المدير التنفيذي لشركة «كورال كوست» للعلاقات العامة إن ريادة الأعمال تساعد المرأة على إدارة زمام حياتها العملية لأنها تمنحها المرونة والقدرة على الموازنة بين حياتها الشخصية والعملية.

وأضافت: «الشركات العائلية هي منصة مثالية لتحقيق ذلك بفضل الدعم الذي توفره الشركات العائلية ويساعد على التفوق على حد سواء في المنزل أو في العمل. كمدير، أريد أن أكون قدوة لابنتي الكاتبة في أن تحقيق الأحلام ممكن».

وأضافت أن الإمارات ودبي بشكل خاص هي مكان الحلم بالنسبة للمرأة في جميع أنحاء العالم، لتوفر ثقافة أخلاقيات العمل وثقافة المدينة توفر منصة مثالية لاستكشاف المهن الملائمة للمرأة.