أحلام النصراوي شابة تونسية لم تتجاوز الأربعة والعشرين ربيعاً ولدت من رحم الفقر والتهميش بمدينة القصرين بالوسط الغربي لتونس والتي أسهم شبابها ذات شتاء من سنة 2011 في إشعال فتيل الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق بن علي رافعين شعار الكرامة والحرية والتشغيل.
استطاعت هذه الفتاة أن تسلك طريقاً نحو التألق العالمي الذي وصفته بالشاق والمجهد لتتوّج منذ أيام بجائزة وزارة الخارجية الأميركية للقيادات الشابة والصاعدة منحتها لأفضل 10 قادة شباب ملهمين في العالم.
أحلام التي كان حصولها على الجائزة سبباً لشعورها بالفخر تقول” إنني” أشعر بالفخر والرضا لأني رفعت اسم وطني تونس عالياً ثم مسقط رأسي القصرين ثانياً كما نجحت في إيصال صوتي ومشاغل شباب جيلي من التونسيين إلى أهم المنابر العالمية”.
الخارجية الأميركية توجت أيضاً 9 شباب آخرين بالجائزة تكريماً للجهود التي بذلوها في دعم السلم الاجتماعي وفن القيادة ببلدانهم في كل من بورما، فلسطين، فرنسا، هوندوراس، إندونيسيا، جورجيا، مالطا.
أحلام اختيرت خلال حفل التتويج لإلقاء كلمة أمام لفيف من المجتمع المدني، وسياسيين أميركيين فضلاً عن عدة وجوه دبلوماسية على غرار سفير تونس بالولايات المتحدة.
وشددت هذه الشابة خلال كلمتها على أهمية إشراك الشباب في صنع القرار وبناء الدولة، ولفتت إلى الهجمات الإرهابية التي شهدتها تونس مؤكدة أنها تمثل تحدياً لأي مشروع ديمقراطي حديث.
وختمت كلمتها بالقول: “الثورة في تونس لم تنتهِ بل بدأت ونحن كشباب وبالأخص في مسقط رأسي القصرين علينا بالعمل أكثر للارتقاء بالجهات المهمشة، وعلى الدولة بكافة مؤسساتها الإصغاء ودعم المواهب والخبرات”.
أحلام دعت أبناء جيلها من العاطلين عن العمل لعدم الجلوس بالبيت وانتظار منة من الحكومة بل أن يتسلموا هم زمام المبادرة ويكونوا رياديين وأصحاب مشاريع طموحة على حد قولها، مستدركة: “أكثر ما يدمر أحلامنا كشباب هو اليأس لذلك علينا أن نتشبّث بالحلم لآخر لحظة وأن لا تحبط عزائمنا من أول فشل”
وختمت بالقول “كلّ شيء وليد ذلك الإيمان والثقة بالنفس لذلك لا تدع الظروف تمنعك بل كن أنت من يغيّر الظروفَ ويحوّلها إلى قصص نجاحٍ ملهمة”.