الخميس , 10 يوليو 2025

أسرار جوهر حيات تكتب: نون النسوة القوية!

فاطمة، 26 عاماً، متزوجة حديثاً، مهندسة في القطاع المدني، وزوجها طبيب، بالكاد يلتقون صدفة في المنزل، فهي متطوعة منذ فبراير الماضي، وزوجها، كذلك، يعمل في الميدان ضمن الصفوف الطبية الأولى في التصدي للجائحة، بينما تواجه فاطمة هذه الظروف، وهي سعيدة بأنها تقدم جزءا من وقتها وحياتها الزوجية في خدمة الرعاية الصحية والتصدي لكورونا، مساهمة بذلك في المجتمع.

فاطمة التي دائماً تعلو وجهها ابتسامة بالتأكيد نابعة عن رضا ببصمتها الانسانية في الأزمة، عملت بالبداية في المحاجر المخصصة لرحلات الاجلاء، ثم في صناعة أقنعة الوجه ومستلزمات الوقاية، واستمرت رحلة تطوعها الى اليوم، لم تتذمر يوماً، ولم تشك تعباً، ولم تعاتب زوجها على بقائه في المستشفى لأيام متصلة، بل كانت الداعم الدائم له.

فاطمة ليست المرأة الوحيدة التي تركت بصمة أياً كان مقدارها في أزمة كورونا، فكان حتماً أن يكون شعار يوم المرأة العالمي، باختيار من الأمم المتحدة، عن النساء في أزمة كورونا، فهل هناك من يستحق التكريم أكثر منهن؟

في الكويت، اسهامات عديدة للمرأة، بدأت باكراً في بناء الأسرة والمجتمع، والتعليم والاقتصاد وغيرها من المجالات، فلم تكن الكويتية حتى قبل استقلال الدولة، تدخر جهداً في بناء وطنها، بلا أي تفاوت مع الرجال، فدائماً كانت في الميدان، رغم كل القيود، والظروف، والمحدوديات.

وتأتي دائماً الأزمات لتكشف الجوهر الحقيقي لمساهمة المرأة في المجتمع وقيمتها وقدرتها على الانجاز والتعاطي مع إدارة الأزمات، فلم تكن جائحة كورونا بمعزل عن هذه القاعدة، فسرعان ما نظمت النساء أنفسهن، كل في مجالها، للعمل خلال الأزمة، فغصت طوابير التطوع بالنساء والفتيات، وشمرت الطبيبات والممرضات عن سواعدهن، ليقفن سداً منيعاً أمام تفشي الوباء، ويمسحن بلسماً على جراح المصابين.

وانتظمت المهندسات، في صفوف التطوع والعمل، جنباً الى جنب، في الميدان، فكانت الطرق مهمتهن الصعبة، والكهرباء، والماء والعمران وغيرها من المشاريع التي لم تتوقف، بل استمرت رحى العمل فيها تدور، ولم تك بلا بصمة نسائية، من أعلى القيادات إلى المهندسات والموظفات الصغار، سناً، الكبيرات فعلاً، وقطاعات ومنظمات غير ربحية عديدة ضمت أسماء نسائية ساهمت ولا تزال، في تصدي الكويت للوباء وأثبتن قدرتهن على إدارة الأزمات بجدارة.

ويأتي تكريم الأمم المتحدة مستحقاً للمرأة، بينما نرغب ونطالب جدياً بأن تحظى المرأة في الكويت، مواطنة ومقيمة، ممن ساهمن في التصدي للأزمة، بتكريم شعبي وحكومي، يليق بطريقة ادارتهن للأزمة كل في موقعها.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share