السبت , 21 يونيو 2025

أشهر الأزمات المالية العالمية

شهد العالم أزمات مالية تركت آثارا كارثية لفترات طويلة من أشهرها الكساد الكبير، الذي ضرب الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات من عام 1929. وأعدت الموسوعة البريطانية تقريرا بأشد الأزمات المالية في العالم منها أزمة الائتمان في القرن الثامن عشر وأزمة أسعار النفط في عام 1973 والأزمة المالية العالمية في عام 2008.

1- أزمة الائتمان عام 1772

نشأت هذه الأزمة في لندن، وانتشرت إلى باقي أنحاء القارة الأوروبية، ففي منتصف العقد السابع من القرن الثامن عشر راكمت الإمبراطورية البريطانية قدرا كبيرا من الثروة من خلال حيازاتها في المستعمرات ومن التجارة. وأوجد ذلك حالة من التفاؤل المبالغ فيه وأسهم في تكوين فترة من التوسع الائتماني السريع لكثير من البنوك البريطانية.
ووصلت هذه المبالغة إلى نهاية مفاجئة في الثامن من يونيو عام 1772 عندما فر ألكسندر فوردايس وهو أحد شركاء دار صرافة (Neal, James, Fordyce, and Down) إلى فرنسا هربا من الديون.
وانتشرت الأنباء بسرعة وأحدثت ذعرا مصرفيا في إنكلترا، إذ بدأ الدائنون يشكلون طوابير طويلة أمام المصارف البريطانية مطالبين بسحب فوري لأموالهم. وانتشرت الأزمة سريعا إلى أسكتلندا وهولندا ومناطق أخرى من أوروبا والمستعمرات البريطانية الأميركية.

2- الكساد الكبير من 1929 حتى 1939

كان الكساد الكبير أسوأ أزمة مالية واقتصادية في القرن العشرين، ويعتقد كثيرون أنه نتج عن انهيار سوق الأسهم الأميركية في 28 أكتوبر في يوم أطلق عليه اسم «الثلاثاء الأسود».
وتفاقمت الأزمة بسبب قرارات سيئة اتخذتها الحكومة، واستمرت نحو عشر سنوات، وأسفرت عن خسائر ضخمة في الدخول ومعدلات بطالة قياسية وخسائر في الإنتاج خاصة في القطاع الصناعي.
ووصلت نسبة البطالة في الولايات المتحدة في ذروة الأزمة عام 1933 إلى 25 في المئة وكان تأثير الأزمة كبيرا على الكثير من الدول، وهوت التجارة العالمية بما يتراوح من النصف إلى الثلثين. ويصف بعض الخبراء الأزمة بأنها أعمق وأطول انهيار اقتصادي في تاريخ العالم الغربي الصناعي وقضت على الكثير من المستثمرين. وفي ذروة الأزمة عام 1933 كان عدد العاطلين عن العمل في اميركا يتراوح بين 13 و15 مليون شخص كما أغلقت نصف البنوك في البلاد.

3- صدمة أسعار النفط عام 1973

بدأت الأزمة عندما قررت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وأغلبها بلدان عربية الرد على قيام الولايات المتحدة بإرسال أسلحة للكيان الصهيوني خلال حرب عام 1973. وأعلنت الدول الأعضاء في المنظمة حظرا للنفط وأوقفت فجأة التصدير إلى الولايات المتحدة وحلفائها. وسبب القرار نقصا كبيرا في النفط وارتفاعا حادا في الأسعار، وقاد إلى أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة والعديد من الدول المتقدمة.
والفريد في الأمر بشأن الأزمة التي تلت رفع الأسعار هو تزامن حدوث تضخم مرتفع جدا (نتيجة الارتفاع في أسعار الطاقة) وركود اقتصادي بسبب الأزمة الاقتصادية.
أطلق اقتصاديون على الفترة اسم Stagflation وتعني الكساد، إضافة إلى التضخم، واحتاج الأمر سنوات عديدة حتى عاد الإنتاج للانتعاش وتراجع التضخم إلى مستويات ما قبل الأزمة.

4- أزمة النمور الآسيوية عام 1997

نشأت الأزمة الآسيوية في تايلند عام 1997 وانتشرت سريعا إلى دول شرق آسيا التي كانت تلقب بالنمور الآسيوية وإلى شركائهم التجاريين.
تدفق الأموال من الدول المتقدمة إلى اقتصادات شرق آسيا وفي مقدمتها تايلند واندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية أحدث تفاؤلا أدى إلى تمديد مبالغ في الائتمانات وتراكم ضخم للديون في تلك الاقتصادات. وفي يوليو 1997 اضطرت حكومة تايلند إلى التخلي عن تثبيت سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار بعد تطبيقه لفترة طويلة وأرجعت القرار لنقص في موارد العملة الأجنبية. ومع انتشار الذعر في الأسواق انتاب القلق المستثمرين من احتمال إقدام حكومات في شرق آسيا على إشهار إفلاسها وانتشر الخوف من تراجع مالي على مستوى العالم. واستغرق الأمر سنوات حتى عادت الأمور إلى نصابها، وتدخل صندوق النقد الدولي لتوفير حزم انقاذ للاقتصادات الأشد تضررا لمساعدتها على تجنب التخلف عن السداد.

5- الأزمة المالية العالمية 2007 – 2008

يحزن الأميركيون عندما يتذكرون أحداث انهيار سوق الإسكان في الولايات المتحدة عام 2006 وما تلاه من أزمة مالية أحدثت خسائر هائلة في الولايات المتحدة وأنحاء متعددة من العالم.
ويطلق الخبراء على الأزمة الركود الكبير، وهي الأسوأ منذ الكساد الكبير وقد أدت إلى انهيار بنك ليمان برازرز أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم.
ووضعت الأزمة أيضا الكثير من المؤسسات المالية الكبيرة والشركات على شفا الانهيار، واستدعت تدخل الحكومة الأميركية بحزم إنقاذ مالية بنسب لم يسبق لها مثيل. واحتاج الأمر نحو عشرة أعوام تقريبا حتى عادت الأمور إلى طبيعتها لكن بعدما قضت في طريقها على ملايين الوظائف ومليارات الدولارات.

 

نقلا عن موقع أرقام

شاهد أيضاً

«كامكو إنفست»: النشاط غير النفطي زاد خليجياً

Share