السبت , 21 يونيو 2025

إقبال نسائي على الفنون القتالية

«لم تعد حكراً على الرجال»؛ بهذا يمكن وصف إقبال الفتيات أخيراً على تعلّم رياضات الفنون القتالية المختلفة، حيث لوحظت زيادة التحاق الفتيات من مختلف الأعمار بالأندية ولدى المدربين المتخصصين في تعليم الفنون القتالية المختلفة؛ كالكراتيه، الجودو، الكيك بوكسينغ، وغيرها.

وتؤكد مجموعة من المتدرِّبات على هذه الفنون أن أسباب الالتحاق كثيرة، أولها الرغبة في تجربة مضمار جديد للتنافس الرياضي مع الرجل، إلا أن الهدف الأكبر تعلُّم مهارات الدفاع، وزيادة الثقة بالنفس، وإلغاء فكرة أن المرأة كائن ضعيف يسهل التغلّب عليه، مضيفات أنه حتى وإن كانت الفتاة لن تستخدم الفنون القتالية، فإن تعلّمها يزيد قوتها وثقتها بأنها قادرة على الدفاع عن نفسها.

وعلى صعيد ليس ببعيد، وبعد فتح ملف التحرش إعلامياً، ومع التحركات المجتمعية والنيابية لتشديد العقوبات، من أجل اجتثاث الظاهرة، أشارت المتدربات إلى أن رغبة الفتاة في تعلم رياضات الفنون القتالية قد تكون وسيلة ناجحة أيضاً في زيادة الثقة بأنها قادرة على حماية نفسها، مبيّنات أنه حتى وإن كان تعرض الفتاة للاعتداء الجسدي نادر الحدوث في المجتمع الكويتي، إلا أن مهارات الدفاع عن النفس مطلوبة للجنسَين.

وقالت مريم السني التي دخلت هذا المجال لاعبة عام 2013، ثم مدربة عام 2017، أنها بدأت الأمر بسبب رغبتها في تجربة رياضة جديدة، إلا أنها تعلّقت بها، لما لها من فوائد للفتيات، قائلة: «هذه الرياضة ليست حكراً على الرجال، بل على العكس، فالمرأة لديها قدرة تحمّل أكثر لأداء التمارين».

وأشارت السني إلى أن «المرأة أثبتت أنها قادرة على منافسة الرجل بمختلف الميادين، ومنها الرياضات القتالية»، مبينة أن «هدفها من التدريب كان تنشئة جيل فتيات قادر على منافسة الرجال بهذا المضمار».

وذكرت أن «تلك الرياضة شأنها شأن أي رياضة أخرى، إلا أن المجتمع ينظر لها على أنها حكر على الرجال»، مضيفة أن «السائد في المجتمع سابقاً أن الفتاة التي تؤدي هذه الرياضات مسترجلة، وهذا اعتقاد خاطئ»، مضيفة: «نعيش حياتنا كأي فتاة أخرى، نلبس، ونضع الماكياج، وندير منزلاً، ونربي أطفالاً، فأنا لدي متدربات أمهات».

ولفتت إلى أنها تدرب فئات عمرية مختلفة من 4 سنوات إلى 30 سنة، وإلى أن «الإقبال متساو تقريباً في الفئات العمرية كافة، إلا أن المراهقات أكثر حرصاً على تعلّم الفنون القتالية».

وتابعت السني إن «الفنون القتالية لا تعني التدريب على الضرب فقط، بل إنها رياضة تعمل على تقوية العضلات وتزيد من اللياقة»، مؤكدة أن «من أسباب انضمام الفتيات إلى هذه الرياضة الرغبة بزيادة الثقة بالنفس، فبعض الفتيات منزويات اجتماعياً، وبالتالي من خلال هذه الرياضة يمكن زيادة ثقتهن بأنفسهن، ومن ثم جعلهن اجتماعيات، من خلال التواصل مع زميلاتهن، فضلاً عن الهدف الأساس، وهو التدريب على كيفية الدفاع عن النفس».

وعلى الرغم من تأكيدها أن المجتمع الكويتي مجتمع آمن إلى حد ما، شددت السني على أن «أي فتاة بحاجة إلى تعلّم القواعد الأساسية للفنون القتالية، للدفاع عن النفس، خاصة مع انتشار ظاهرة التحرش»، مشيرة إلى أنه «رغم أن حالات التحرش الجسدي قد تبدو نادرة، لكن لا ضير من أن تكون الفتاة مستعدة للدفاع عن نفسها»، لافتة إلى أن «فتيات كثيرات أقبلن على تعلم الفنون القتالية لهذا الغرض».

وأوضحت السني أنه «خلال سنوات عملها كمدربة للفنون القتالية شهدت تطوراً في إقبال الفتيات على هذه الرياضة، ففي السابق كان الإقبال قليلاً ونادراً، بينما زاد في الآونة الأخيرة، بل إن هناك أولياء أمور حريصون على تعلّم بناتهم للفنون القتالية لزيادة ثقتهن وقدرتهن على الدفاع عن أنفسهن».

وبينت أن «الفتيات الأكبر سناً يتعلمن الفنون القتالية أسرع من الصغيرات، بسبب الحاجة إلى التركيز على كيفية الحركات وسرعة أدائها»، لافتة إلى أن «مدة تعلم الفنون القتالية تتفاوت من فتاة لأخرى، فقد تتعلم فتاة خلال 3 أشهر بينما تتعلم أخرى خلال عام كامل».

وأشارت السني إلى أن ألعاب الفنون القتالية تعتمد على التركيز إلى جانب القدرة البدنية، كونها تعتمد على معرفة نقاط الضعف في الجسم، وسرعة الحركة.

وبيّنت السني أن أنواع رياضات الفنون القتالية كثيرة، إلا أنها غالباً تدرب الفتيات على رياضة كيوكشن دو، التي تشمل كل أنواع الفنون القتالية، من كاراتيه وبوكسينغ وجودو وغيرها، مؤكدة أن هذه اللعبة تجعل متدربيها قادرين على ممارسة أي لعبة قتالية أخرى.

وأكدت السني أن هناك مشاركات نسائية من الكويت في بطولات، ضمن أنواع الرياضات القتالية، أغلبها في رياضات البوكسينغ والجودو وغيرها.

أهم أسباب الإقبال 1 – ممارسة الرياضة

2 – زيادة الثقة بالنفس

3 – الدفاع عن النفس

4 – تقوية العضلات

5 – تعلّم زيادة التركيز

شاهد أيضاً

3 مباريات تفتتح آسيوية “هوكي الجليد” للسيدات

Share