السبت , 21 يونيو 2025

إيمان الموسوي: كيف نحول الفكرة لمشروع ناجح؟

كانت أحجية مسلية، تلك التي كنا نتحدى بها بعضنا أيام المدرسة، «كيف نضع الفيل في الثلاجة بثلاث خطوات؟»، كان الجواب عبارة عن عملية بسيطة، نفتح باب الثلاجة، ونضع الفيل، ثم نغلق باب الثلاجة. ونستطرد بلغز آخر، «كيف نضع الزرافة في الثلاجة بأربع خطوات؟». والجواب: نفتح باب الثلاجة، نخرج الفيل، وندخل الزرافة، ثم نغلق باب الثلاجة!

اليوم يبرز سؤال مشابه إلى حد كبير ألا وهو: «كيف نحول الفكرة لمشروع ناجح؟»، ويأتي جواب معلمي ومدربي الإدارة: نقيم الفرص الموجودة في الفكرة، ونعد خطة عمل ودراسة جدوى، تتبعها خطة تسويق، ثم نحصل على التمويل اللازم، ونجمع المصادر وننظمها، ثم ننفذ الخطة، ونوظف الموظفين، وندير المشروع، ثم ننميه أو نتخارج منه. وكما أنه من الصعب بل المستحيل غالباً أن يدخل فيل في ثلاجة من دون مصاعب أو عراقيل، وإن كان الأمر منطقياً، فإن المشاريع لا تسير خططها بشكل سلس يؤدي للنجاح، أو لربما تأخذ وقتاً أطول، أو تواجه صعوبات وعقبات عديدة.

تحويل الفكرة لمشروع مربح

لا يوجد جواب محدد لسؤال لماذا لا نستطيع تحويل الأفكار بسهولة إلى أعمال ناجحة؟ ولكن هناك تفسير منطقي يشمل أغلب الحالات التي تعثرت في تحويل الفكرة الواعدة إلى مشروع مربح، وهو أن الطريقة التي نتعامل بها لحل هذه المشكلة مصممة لعالم مختلف عن عالمنا اليوم!

 فكل ما نعرفه عن إنشاء المشاريع الصغيرة أو الابتكارية من أدبيات وعلوم أعدّ لزمن مختلف وسياق مختلف، كانت تسوده ثورة صناعية وشركات عملاقة لها تاريخ وبيانات يمكن الاعتماد عليها في التنبؤ والتحليل. أما في عالم متسارع في التغيير كالذي نعيشه، يشهد ثورة في المعلومات والتكنولوجيا، ويتميز بدرجة عالية من عدم اليقين نحتاج حتماً لأدوات وأساليب تختلف عما تعلمناه في المدارس التي تتبع مناهج صممت لتناسب حقبة قديمة من الزمن.

الممارسة لا التخطيط

عندما نتدرب على ريادة الأعمال، فنحن بأمس الحاجة إلى منهجيات يمكن ممارستها لتقليل مخاطر البيئة الضبابية التي تحيط بالمشروع الناشئ، بمعنى أنك تبدأ مشروعك ولا تعلم يقيناً ما هو مصير هذا المشروع مهما قمت بإعداد الدراسات وجمع المعلومات عنه، فهي غالباً ما تكون منتهية الصلاحية عند تنفيذ مشروعك، وأغلب ما يتم وضعه في خطط العمل لا يدل على الواقع. Volume 0% This ad will end in 6    وفي مثل هذا الوضع، فإن التدريب الفعال يصمم بناء على اتخاذ مواقف وأفعال ذكية تجعل انتقال الفكرة من الورقة إلى العالم الواقعي سريعاً وعمليا، باستخدام أساليب مبنية على التكرار والتعلم والتعديل، ولا يعني ذلك نجاح جميع الأفكار، بل تسهل أساليب ريادة الأعمال من اصطياد الأفكار الفاسدة بسرعة لإعدامها، والتحول للأفكار التي أثبتت جدوى وربحية نموذج عملها.

مميزات منهجية الممارسة

 تمكنك المنهجية المبنية على الممارسة والتجربة من التحرك السريع وإن لم تكن متأكداً مما يجب البدء به، فلا يوجد شيء اسمه بداية صحيحة كما في المنهجية المعتمدة على التنبؤ والتحليل ووضع الخطط، ففي منهجية الريادة أنت تجرب الأشياء بدلاً من أن تدرسها، وتقوم بفعل أمور كنت تعتقد أنك لن تتمكن من فعلها بأقل التكاليف المتاحة، لتتعلم من تكرار المحاولات التي نجحت بالفعل، وتعجل من فشل الأفكار التي لا تصلح لتستبدلها مبكراً، وكي تنمي مهاراتك في تصميم التجارب للعديد من الأفكار دفعة واحدة لتعرف أياً منها يحمل براهين على جدواها، منهجيات ريادة الأعمال وأدواتها تدمج كل ما تعلمته من تجاربك السابقة لتطور فكرتك من خلال إجراءات صغيرة تحدد لك مسارك نحو الهدف وتركز على السؤال الأهم: ماذا سأفعل في الخطوة القادمة كي أصل لهدفي؟ إيمان الموسوي مستشارة ريادة الأعمال وابتكار نماذج العمل انستغرام: dr.emsa@ contact@emanalmousawi.com

شاهد أيضاً

البحرين.. “الأعلى للمرأة” يشارك في ملتقى “التمكين الاقتصادي للمرأة” بدولة الإمارات العربية المتحدة

Share