السبت , 21 يونيو 2025

السياحة تدعم تنويع الاقتصاد السعودي

تسببت جائحة كوفيد-19 في قلب صناعة الطاقة رأساً على عقب، دافعة بذلك العديد من كبار اللاعبين في المنطقة إلى إعادة التفكير في تنويع اقتصاداتها والخروج من حلقة التبعية لمصدر واحد للدخل، وهو ما يبدو أن السعودية سائرة في اتجاهه، عن طريق الاستثمار في السياحة.

في الواقع، بفضل مشروع رؤية 2030، ركزت المملكة على الانفتاح على العالم وخططت لاستثمارات بقيمة 810 مليارات دولار في مشاريع ثقافية وترفيهية على مدى العقد المقبل، وهو ما عزز جاذبية البلاد كوجهة سياحية، وهي تحرز بالفعل تقدماً نحو هدفها المتمثل في جذب 100 مليون زائر إلى البلاد بحلول عام 2030. وتركز هذه الاستثمارات في أمرين: الاحتفاظ بالسياح السعوديين في المملكة بدلاً من توجههم لدول أخرى، والثاني هو جذب السياحة الدولية.

ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات لتحقيق التنمية الاقتصادية في السعودية وفق التالي:

1 ــ زيادة الدخل القومي السعودي، إذ يمارس السائح كافة أنشطته بالاعتماد على البنية التحتية المتوفرة في المملكة كالفنادق والمطاعم ووسائل النقل.

2 ــ بوابة رئيسية لاستقطاب العملة الصعبة إلى السعودية؛ وبالتالي تدوير عجلة الاقتصاد الوطني وسد العجز الظاهر في ميزان المدفوعات.

3 ــ خلق فرص عمل جديدة للفئات الباحثة عن العمل بالمملكة، فالسائح دائماً بحاجة للخدمات التي تقدمها الأيدي العاملة في المجال.

4 ــ تحفيز البنية التحتية في السعودية، إذ تصب الحكومة جهودها في توفير بنية تحتية وخدمية مميزة للسياح، فتحسن الخدمات والمطارات.

خطوات جادة

ومن أبرز الخطوات التي جرى تنفيذها في الفترة السابقة، إنشاء جهاز «صندوق التنمية السياحي»، الذي يراه مختصون في قطاع السياحة أحد أبرز الموارد الدعامة للعاملين في المجال، إذ يعمل الصندوق على تشجيع الاستثمارات السياحية في المملكة وتنويع مصادر الدخل وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي:

1 ــ تأسس الصندوق برأسمال بـ15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، وأبرم اتفاقيات تفاهم مع البنوك المحلية لتمويل المشاريع السياحية بما لا يقل عن 150 مليار ريال (40 مليار دولار).

2 ــ تهدف السياحة السعودية للوصول إلى بناء 150 ألف غرفة فندقية جديدة في السنوات الثلاث المقبلة، وسيشرع في طرحها من قبل القطاع الخاص.

3 ــ يجري العمل بالتعاون مع المستثمرين من الداخل والخارج والصناديق الاستثمارية لبناء 500 ألف غرفة فندقية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030.

4 ــ وقعت مذكرات تفاهم زادت قيمتها على 115 مليار ريال لتحسين البنية التحتية، مع تطوير البنية التحتية تمهيدا لاستقبال الطلب المتزايد على زيارة السعودية.

مقومات سياحية

تعد السياحة في المملكة من الاستثمارات الواعدة التي لها مستقبل مشرق في حالة التخطيط السليم لها، ونجاح البرامج السياحية الداخلية، ويتفق العديد من الخبراء على أن السعودية تمتلك مقومات سياحية تؤهلها لأن تحتل موقعاً مهماً على خريطة السياحة العربية والعالمية، مما يجعلها مقصداً سياحياً لكثير من دول العالم، حيث إنها تتميز:

1 ــ الاستقرار السياسي

إذ تتمتع مختلف مناطق المملكة باستقرار سياسي وأمن عام يسمح للسائح بالقدوم إليها والتنقل بين مدنها بحرية وأمان.

2 ــ الثراء الثقافي

تمتد على مساحة شاسعة من شبه الجزيرة العربية، مما جعلها محط ومركز العديد من العصور القديمة والحديثة، الأمر الذي ساهم في إثراء موروثها الثقافي والفكري والتاريخ وتميزه عن باقي المناطق.

3 ــ التنوع الطبيعي

تشتمل على تضاريس طبيعية مختلفة ومناخ متنوع، حيث تحتوي على المرتفعات الجبلية العالية، والسهول المنبسطة، والشواطئ الدافئة، والصحاري الشاسعة، كما يتنوع مناخها ما بين الحار والدافئ والمعتدل، مما يساهم في جذب السياح إليها على طول العام.

4 ــ تطور البنية التحتية

حيث قامت بتنفيذ العديد من الخطط الإنشائية والتطورية للارتقاء بمستوى الخدمات التحتية المقدمة للمواطنين والسياح، مما شجع الكثير من المستثمرين على تنفيذ نشاطاتِهم الاقتصادية والتجارية في المملكة، نظراً إلى سهولة الحصول على الخدمات.

5 ــ تنوع المواقع السياحية

تشتمل على عدد كبير ومتنوع من المواقع السياحية، ومنها المواقع السياحية الدينية، مثل: المسجد الحرام والمسجد النبوي، والمواقع السياحية البيئية، مثل: المحميات الطبيعية، وشواطئ البحر الأحمر، وخليج العرب، والمواقع السياحية العلاجية، مثل: المستشفيات الطبية المتخصصة في علاج الأورام وزراعة النخاع الشوكي والجراحات التجميلية، ومواقع التسوق السياحية.

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share