
رحبت رئيسة مؤسسة “انتصارس الخيرية” الكويتية الشيخة انتصار سالم العلي، بانضمام المتدربين المصريين إلى المركز المقرر إقامته في لبنان، لمعاجلة النساء العربيات المتضررات من الحروب؛ وذلك ضمن برنامج المؤسسة لمساندة ودعم وتأهيل مليون امرأة عربية من ضحايا الحروب في المنطقة.
وأوضحت الشيخة انتصار – في حوار خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في الكويت اليوم الأحد – أنه نظرا لعدم وجود عدد وافر من علماء علم النفس الدرامي في الوطن العربي، تم التفكير في إقامة هذا المركز في لبنان، ليكون أول مركز معتمد في العالم العربي، مشيرة إلى أنه سيتم إنشاؤه بالتعاون مع أيرلندا، نظرا للتقارب الثقافي بين المجتمع الأيرلندي والمجتمعات العربية، بشكل أكبر من المجتمعات الأوروبية أو الأمريكية.
وأشارت إلى أن المركز سيعمل على تدريب المتخصصين في علم النفس، على العلاج بـ”علم النفس الدرامي”، والاستعانة بهم لمعالجة النساء المتضررات من الحروب، والنازحات إلى دول الجوار، مثل مصر، والأردن ولبنان، فضلا عن النساء المتوجدات في السودان، وتونس وليبيا، لافتة إلى أن المركز لا يهدف فقط إلى معالجة النساء المتضررات من الحروب، وإنما يهدف إلى نشر الطاقة الإيجابية في المجتمعات العربية، والعمل على خلق مجتمع عربي مسالم.
وقالت الشيخة انتصار إن برنامج مساعدة ومساندة مليون امرأة عربية تأثرت بالحروب التي تشهدها المنطقة، يعمل من خلال العلاج النفسي بالدراما أو المسرح، والذي يعد أحدث برامج العلاج النفسي على مستوى العالم، لافتة إلى أن البرنامج يستهدف إعادة بناء القدرات النفسية للمرأة العربية، التي تألمت كثيرا خلال الحروب التي شهدتها المنطقة، لأنه متى تم إعادة بناء المرأة العربية، أعيد بناء الأسرة العربية بأكملها، نظرا لأن المرأة تمثل أكثر من 80% من قوة الأسرة العربية.
وشددت على أن البرنامج يستهدف تمكين المرأة العربية بشكل عام، دون النظر للجنسيات، لافتة إلى أن البداية كانت داخل مخيمات طرابلس بلبنان للمرأة اللبنانية، واللاجئات السوريات، ثم مخيم شاتيلا بلبنان أيضا للاجئات السوريات، بالإضافة إلى عدد من النساء مختلفي الجنسيات بالأردن.
وعن المبادرات الإيجابية الأخرى، قالت رئيسة مؤسسة “انتصارس الخيرية” الكويتية، إن من أهم المبادرات التى أطلقتها المؤسسة، برنامج “بريق”، والذي تم اعتماده مؤخرا من قبل المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، ليكون من ضمن المناهج في وزارة التربية؛ وذلك في أعقاب النجاحات الكبيرة التي حققها منذ إطلاقه في 2017.
وأوضحت الشيخة انتصار، أن “بريق” هو برنامج تأهيلي لطلبة المدارس الثانوية، يعتمد على رفع الثقة بالنفس، ويهدف إلى إعداد جيل مؤهل ومسؤول، ونشر الإيجابية والسعادة في المجتمع الكويتي، مشيرة إلى أن البرنامج حقق إضافات إيجابية للطلبة، ما ساعد على ارتفاع نسبة النجاح والتميز، وساعد في نبذ العنف والعادات السيئة ومكافحة ظاهرة “التنمر”.
وأضافت أن البداية كانت من خلال تطبيق برنامج “بريق” على طلبة ثلاث مدارس فقط، لكن حاليا هناك أكثر من 63 مدرسة، و280 معلما، و8 آلاف طالب وطالبة، يتعاملون مع البرنامج، الذي أثبتت الدراسات والاستبيانات والتقارير الصادرة من إدارات المدارس، أنه ساهم في نشر ثقافة التفكير الإيجابي والرفاهية النفسية المتكاملة.