اكدت المشرف العام لدار الاثار الاسلامية بدولة الكويت الشيخة حصة صباح السالم الصباح ان حكومات دول مجلس التعاون اهتمت بالثقافة والحركة الفنية ودعمتها من مختلف الجوانب سواء من خلال دعم المسارح والمتاحف او العملية التعليمية التي تخدم هذا الاطار.
وقالت الشيخة حصة في كلمة لها ضمن جلسة افتتاح مؤتمر «الاستثمار في الثقافة – التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية» في المنامة ان الكويت دعمت في مراحل مبكرة الثقافة والفنانين ما جعلها تحتل مركزا متقدما في هذا المجال.
واضافت ان الكويت لديها مشروعان هامان سيران النور قريبا هما «مركز الشيخ جابر الاحمد الثقافي – دار الاوبرا» وتأسيس متحف حدثي موضحة ان الثقافة تساهم في جوانب اقتصادية هامة مثل توفير فرص عمل ووظائف للشباب.
واوضحت ان المسارح والمتاحف وغيرها من المراكز الثقافية والفنية لها نشاط سواء في الكويت أو في دول مجلس التعاون واصبحت مزدهرة بفضل الدعم والاهتمام في هذا القطاع الهام مضيفة ان الفنانين في مختلف المجالات على درجة عالية من العلم والثقافة وهم على تواصل مع مختلف المجتمعات العالمية.
وحول دور مركز دار الاثار الاسلامية في خدمة الثقافة والاثار بينت الشيخة حصة ان المركز عمل على ترميم العديد من المباني الاثرية القديمة وفي مواقع تراثية متعددة في الوطن العربي مثل مدينة حلب السورية والقاهرة ومدينة المحرق البحرينية.
وقالت ان ترميم هذه المباني يهدف الى اعطاء الحياة لتلك المباني ولتصبح جميلة وجاذبة للناس مضيفة اننا تعلمنا كيف بنيت تلك المباني التاريخية والمواد المستخدمة وكيفية تطويرها واعطائها ملامح حديثة بعناية شديدة.
واكدت ان الكويت اهتمت بالآثار الاسلامية منذ السبعينات وان مركز دار الاثار الاسلامية عمل من اجل نشر المعلومات حول التراث والثقافة الاسلامية مشيرة كذلك الى وجود تعاون ودعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» وكذلك من برنامج الامم المتحدة الانمائي.
ولفتت الى اهمية دور القطاع الخاص في دعم الثقافة والاثار ووجود شركة فاعلة بين القطاعين العام والخاص لخدمة هذا الهدف مضيفة ان الاستثمار في الثقافة يعتبر ناجحا ويدخل في صناعة منتجة للمال وكذلك ضمن النطاق الاقتصادي الذي يخدم المجتمع.
ومن ناحيتها قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والاثار الشيخة مي ال خليفة في كلمة الافتتاح ان الاستثمار في الثقافة احد العوامل الهامة في دعم الاقتصادات الوطنية عبر اثراء السياحة وتنمية المجتمعات المحلية في هذا القطاع.
واكدت الشيخة مي اهمية الاستثمار في الثقافة لتكون لها حصة الاسد في هذا الاستثمار “وهو ما تقوم به المجتمعات المتحضرة” التي استبدلت استثمارها في العقار باستثمار ثقافي لما له من خاصة الاستدامة والتطور مع الوقت.
واشارت الى بعض النماذج لمجتمعات ومدن تاريخية وقرى حققت قفزات نوعية في الاقتصاد من خلال مساهمة معالمها الثقافية وتراثها الانساني في نهضتها اقتصاديا واجتماعيا داعية الى اعادة قراءة الاستثمار ليكون له نصيب هام في الثقافة.
ويناقش مؤتمر «الاستثمار في الثقافة» الذي يستمر يوما واحدا في جلساته اهمية الاستثمار في هذا الجانب ودور الثقافة والصناعة الثقافية في تعزيز التنمية المستدامة وطرق جذب الشباب الى الممارسات والتطبيقات الثقافية.