السبت , 21 يونيو 2025

الصقر: الاستثمارات الكويتيّة في «الأوروبّي» تضاعفت 6 مرات

كشف رئيس غرفة التجارة والصناعة، محمد جاسم الصقر، عن تضاعف رصيد الاستثمارات الكويتية المباشرة في الاتحاد الأوروبي ست مرات بين عامي 2013 و 2019، ليبلغ 4.4 مليارات دولار. وأضاف الصقر: «ازداد تفضيل الكويتيين للسلع الأوروبية بنسبة %12 خلال الفترة نفسها، حيث بلغ إجمالي الواردات من الاتحاد الأوروبي 7 مليارات دولار في عام 2019، بالاضافة الى التطورات المثيرة في الخدمات المتداولة بين الاتحاد الأوروبي والكويت، ورغم هذه المؤشرات المشجعة، لا بد من الاقرار بأننا نجتمع في مرحلة حرجة فعلاً».

كلام الصقر جاء في لقاء افتراضي موسع مع سفير الاتحاد الأوروبي د.كريستيان تودور، وعدد من سفراء دول الاتحاد المعتمدين لدى الكويت وهي: جمهورية النمسا، ومملكة بلجيكا، وجمهورية بلغاريا، وجمهورية كرواتيا، وجمهورية قبرص، وجمهورية التشيك، والجمهورية الفرنسية، وجمهورية المانيا الاتحادية، وجمهورية اليونان، وجمهورية المجر، وجمهورية مالطا، ومملكة هولندا، وجمهورية بولندا، وجمهورية رومانيا، وجمهورية سلوفاكيا، ومملكة الدنمارك، وجمهورية استونيا، وجمهورية فنلندا، وجمهورية ايرلندا، وجمهورية لاتفيا، وجمهورية ليتوانيا، ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، والجمهورية البرتغالية، وجمهورية سلوفينيا، ومملكة السويد.

توثيق التعاون

ناقش الصقر سبل توثيق عرى التعاون الاقتصادي بين دولة الكويت والدول الأوروبية في ظل الأوضاع الراهنة المتعلقة بأزمة الوباء العالمي «كوفيد 19»، معرباً عن إعجابه بتفاؤل الاتحاد الأوروبي في التغلب على الجائحة وتداعياتها.

 وجاء في كلمة الصقر امام سفراء الاتحاد الاوروبي: يقول خافيير سولانا، الممثل الأعلى السابق للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في مقال نُشر مؤخرا «إن أوروبا واجهت أزمات وجود متتالية في السنوات العشر الماضية، لكنها نجحت في تجاوزها كلها من خلال تعميق الوحدة بين أعضائها». وإني على يقين أن الرئيسة فون دير لاين تشارك سولانا رأيه، وتسعى إلى المضي أبعد من ذلك باتجاه تعميق علاقة الاتحاد الأوروبي مع العالم في أكثر الأوقات صعوبة وأغناها فرصة. ودولة الكويت تشجع مثل هذا الطموح الذي يستند، بلا شك، الى العلاقة القوية والوثيقة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
مرحلة انتقالية

وتابع الصقر قائلاً: إن رياح التغيير تهب علينا قوية، سريعة، ومتعددة الاتجاهات ؛ فالطاقة تمر بمرحلة انتقالية. والصناعة تعيش ثورتها الرابعة. والتكنولوجيا تتطور بشكل مذهل، والتجارة الدولية تتوجه تدريجياً نحو الشرق. وإذا تم تسخير هذه الرياح بشكل صحيح، فإنها ستعيد توزيع الثروات وتحفيز الازدهار. وبالتالي، ولكي يكون لنا موقع على خريطة الازدهار، يجب أن نفتح صفحة جديدة من التعاون الذي يتناسب مع المستقبل.

ورغم أن رياح التغيير قد شملت العالم كله قبل سنوات من وباء كوفيد 19، فان من المؤكد أن هذه الجائحة سيكون لها بالتأكيد دور كبير في توجيه هذه الرياح وزيادة سرعتها. ومع أن العالم لا يزال يجهل توقيت وطريقة التخلص من الجائحة، فإن المتحدثين عن اقتصادات ما بعد كوفيد 19، يتوقعون – بكثير من القلق – تحولات كبيرة، خاصةً في التجارة الدولية، والتدفقات الاستثمارية، والطاقة بأنواعها. علماً أن هذه التحولات تحمل من التحديات بقدر ما تحمل من الفرص. وهنا، يأتي دوركم، كما يأتي دورنا في غرفة التجارة، لكي نتعاون في تحديد هذه الفرص والتعريف بها والترويج لها.

تنافسية الاقتصاد

واضاف: لا أجدني بحاجة الى الحديث عن الاقتصاد الكويتي وتنافسيته ودوره الاقليمي والدولي، فأنا على يقين أنكم جميعاً تحيطون بهذا الشأن كأهله إن لم يكن أكثر. وخاصة من حيث النظام السياسي الديموقراطي المستقر، والنظام القضائي العادل، والجهاز المصرفي القوي والمتقدم، والسوق المالي المنظم، والقطاع الخاص المليء والمنفتح. وقد يكون من السذاجة ألا أشير هنا الى أثر الاجتهادات السياسية المختلفة على تباطؤ الاصلاح الاقتصادي المطلوب في الكويـــــت، فأنتم تقـرأون وتسمعـون عن هذه الاجتهادات كل يــــــوم. ومع أني لا أنكر أن الحـــــوار حول هذه الاجتهادات قد طال أكثر مما يجب، فإني – وبذات الصراحة والموضوعية – أشير الى إيجابيات ثلاث:

الأولى؛ إن الكويت قد خطت خطوات عديدة وواسعة نسبياً في مجال تحسين تنافسيتها، والتخفيف من البيروقراطية، والتقدم في استخدام تقنيات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتنظيم المشاركة بين القطاعين العام والخاص، وفتح المجال بدرجة شبه كاملة أمام الاستثمارات الخارجية، وتطوير قوانين التجارة والشركات والوكالات التجارية.            

    والايجابية الثانية؛ أن الضغط الكبير الذي يتعرض له النفط وأسعاره، تقابله مجالات كثيرة في صناعات المنتجات البترولية من جهة، وفي الاستثمار بانتاج واستخدام الطاقة المتجددة من جهة أخرى. وتنافسية الكويت في المجالين واعدة فعلاً، وتطرح فرصاً ضخمة أمام الاستثمارات الأوروبية.

أما الايجابية الثالثة؛ فهي ان التعاون الاقتصادي بيننا سيبقى بالتأكيد بحاجة الى دعم وتعاون حكوماتنا، ولكن تنفيذ وتمويل مشاريع هذا التعاون سيتولاها القطاع الخاص. والقطاع الخاص الكويتي، بخبرته وملاءته، قادر على مواكبة هذا التحول بكل كفاءة.

أوروبا مطالبة بتوظيف ثقلها لوقف التيارات المتطرفة في المنطقة

  • شروط العدل والسلام والاحترام يتعذر توفيرها في العالم العربي

أفاد الصقر بأنه من الصعب التحدث عن شراكة تنموية بين أية أطراف إذا لم تتوافر شروطها الأساسية؛ السلام، والعدل، والاحترام المتبادل، خاصة أن عالمنا اليوم تتجاذبه نظريتان: حوار الثقافات، وصدام الحضارات. والخلاف بينهما لا يدور بين الشرق والغرب، ولا بين الأديان والطوائف، أو بين الدول الغنية والفقيرة، بل هو يدور بين دعاة الاعتدال ودعاة التطرف داخل كل واحدة من هذه المجموعات بلا استثناء.

واضاف: ان شروط العدل والسلام والاحترام هذه يتعذر توفيرها في العالم العربي عامة، وفي دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، ما دام المجتمع الدولي يتعامل مع الأوضاع المأساوية في العراق وســوريا ولبنان، وفي اليمن وليبيا والسودان، بكثير من اللامبالاة على الصعيدين السياسي والانساني في آنٍ معاً. إن على أوروبا بالذات واجباً سياسياً وأخلاقياً في أن توحّد موقفها تجاه تيارات التطرف والتوسع والعنف، وفي أن توظف ثقلها الدولي لوقف ما تسببه هذه التيارات من أوضاع مأساوية في المنطقة.

الكويت شريك استراتيجي لـ «الأوروبي»

تطرق السفير كريستيان تودور إلى العلاقات الثنائية الممتازة التي تجمع الكويت والاتحاد الأوروبي في شتى الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، معتبراً افتتاح مقر للبعثة الأوروبية في الكويت الذي تم في يوليو 2019 خطوة إلى الأمام في العلاقات المشتركة، الأمر الذي يؤكد على أهمية دولة الكويت كشريك استراتيجي، كما شرح التطلعات المستقبلية لتعزيز هذه الشراكة، خاصةً في ما يتعلق بالقطاع الاقتصادي بكونه المحور الرئيسي في العلاقات المشتركة. وتخلل اللقاء حوارات مباشرة بين كل السفراء المشاركين حول التدابير والحزم الاقتصادية التي انتهجتها حكومات البلدان الأوروبية في سبيل النهوض بالاقتصاد من جديد بعد تأثره من تداعيات أزمة الوباء العالمي كوفيد 19.

دعم رؤية «كويت 2035»

قال الصقر: في أواخر عام 2019، بعد إنشاء مفوضية الاتحاد الأوروبي في الكويت، أعرب الدكتور كريستيان عن دعم الاتحاد الأوروبي لـ «رؤية الكويت 2035». وأضاف: ليس هناك وقت أفضل من الآن للاستفادة من هذه النوايا الحسنة. وعلاوة على ذلك، ستكون غرفة تجارة وصناعة الكويت شريكا فعالا ومتفهما في الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف.          

شاهد أيضاً

«الخليج» يواصل تنظيم سلسلة جلسات «WOW» لتمكين المرأة

Share