السبت , 21 يونيو 2025

العلوم تجذب النساء العربيات


بلغت نسبة النساء اللاتي يلتحقن بعلوم الكمبيوتر والهندسة في جامعات الشرق الأوسط ما يقارب 50 بالمئة، وهي نسبة أعلى مقارنة بدول أخرى مثل الولايات المتحدة، هذه النتائج توصل إليها مشروع بحثي أجراه أستاذ في جامعة نيويورك بأبوظبي.

وقالت سانا عودة، أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة نيويورك بأبوظبي في حديث مع جريدة أخبار الخليج في نسختها الإنكليزية “إن نسبة تسجيل السيدات العربيات في مجالات علوم الحاسوب والهندسة وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالتكنولوجيا مرتفعة جدا، حيث تتراوح نسبتهن بين 40 و50 بالمئة”.

وأضافت سانا “في بعض الدول العربية مثل فلسطين ومصر والمملكة العربية السعودية وحتى الإمارات العربية المتحدة، تشكل نسبة السيدات اللاتي يلتحقن بعلوم الكمبيوتر والهندسة أحيانا غالبية الطلاب”.

وتعتبر تلك النسب إيجابية جداً بالمقارنة مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة، التي تحظى بمعدل أقل بكثير للنساء الملتحقات بهذه العلوم. ويبلغ معدل التحاق النساء بعلوم الكمبيوتر في الولايات المتحدة ما بين 10 و20 بالمئة ، وهي نسبة منخفضة. ونتيجة لذلك، يتم استثمار الملايين من الدولارات لمحاولة جذب النساء للالتحاق بهذه العلوم، حسب قول عودة.

وتنتشر في جل دول العالم كما في الولايات المتحدة الأميركية أفكار وتصورات مفادها أن علوم الكمبيوتر مثلا مجال علمي معقد وصعب من حيث الدراسة والتكوين، وأنه عالم يختص فيه الرجال لأن النساء ليست لديهن القدرة والكفاءة لدراسة واستيعاب الرياضيات والعلوم.

وفي حال نشأت الفتيات في الصغر على هذا الاعتقاد ولاحظنه عندما كنّ في المدرسة الإعدادية أو حتى في المدرسة الابتدائية فإنهن منذ البدء لا يؤمنّ بقدراتهن في المواد العلمية وبالتالي لا يجتهدن في هذه المواد ولا يقبلن عليها.

ولكن ليس هذا حال المرأة العربية؛ فقد أثبتت بشكل ملموس أنها تحب العلوم والرياضيات، وقادرة على النجاح والتفوق فيها ولديها رؤية للحلول الإبداعية التي يقدمها مجال العلوم والرياضيات والتي تستمر في تطبيقها لمساعدة المجتمع.

وتقول عودة إن “تلك التصورات السلبية (الشائعة) عن الاختصاصات العلمية ليست موجودة في العالم العربي، ولا تعتقد المرأة العربية أن (مجال العلوم) عالم خاص بالرجال فقط”.

وساعد التحاق عدد كبير من الطالبات العربيات باختصاصات علوم التكنولوجيا في الجامعات على تغيير الفكر النمطي الذي يتبناه الكثيرون في نظرتهم إلى النساء في المنطقة العربية. وأصبح دخول الطالبات العربيات إلى هذه الاختصاصات العلمية ونجاحهن فيها بمثابة عائق يقف أمام تلك التصورات القديمة التي تتنكر لقدرات وكفاءة المرأة في المجالات العلمية.

وانطلاقا من تجربتها الخاصة تقول عودة “عندما جئت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قبل 10 سنوات، واكتشفت نسب الطالبات المرتفعة في التخصصات العلمية والتقنية، سعدت كثيراً وتشجعت على إجراء البحث الذي يمكننا عن طريقه تغيير الفكر النمطي الذي اتخذه الكثيرون عن السيدات العربيات، وبدلا من ذلك نُظهر الصورة القوية للمرأة وبغض النظر عن ارتدائها للحجاب من عدمه، فهذا ليس له علاقة بهذه المسألة”.

والملاحظ أن ارتفاع نسب الطالبات العربيات من حيث الالتحاق وكذلك النجاح في مجال الدراسات العلمية والتقنية -وهي نسب تفوق في عدد من الاختصاصات نسب نظيراتهن في بعض الدول الغربية- لا يجد التثمين والاهتمام اللازمين من قبل الباحثين والسلطات والوزارات المشرفة على التعليم والجامعات والتشغيل.

وعلى الرغم من تسجيل هذه النسب الإيجابية في الالتحاق، إلا أنها لا تنعكس إيجاباً على الحياة العملية وفي سوق العمل، حيث ما زال أرباب الأعمال يفضلون الرجال على النساء للعمل.

شاهد أيضاً

«الثقافية النسائية» كرّمت رائدات العمل المدني بالجمعية لدورهن في ترسيخ دور المرأة بخدمة الوطن

Share