
لم یغب لحظة عن الشعب الكویتي منح سمو امیر البلاد الشیخ صباح الاحمد الجابر الصباح لقب (قائد العمل الإنساني) وتكریم الكویت بتسمیتھا (مركزا للعمل الإنساني) التي تمر ذكراھا غدا فھو یفتخر بذلك امام شعوب العالم.
واسس سمو امیر البلاد حفظھ الله دعائم دبلوماسیة العمل الانساني المثمرة اذ اتى ھذا التكریم الاممي الابرز من نوعھ تقدیرا وعرفانا بالدور الانساني المھم الذي جبلت علیھ الكویت وسمو امیر البلاد في دعم مسیرة العمل الانساني والخیري الممتدة الى العدید من دول العالم المحتاجة للمساعدة.
وبدوره ساھم الشعب الكویتي منذ القدم بھذه الجھود الانسانیة من خلال الجمعیات الخیریة الكویتیة واللجان الشعبیة بما قدمھ من دعم متواصل للعدید من المشاریع الانسانیة في قارتي آسیا وافریقیا بمبادرات شعبیة وأیاد خیرة امتدت الى الكثیر من المحتاجین في اصقاع الارض لاسیما اثناء المجاعات والكوارث الطبیعیة.
ورسمیا حرصت السیاسة الخارجیة الكویتیة منذ عام 2008 على دعم الدور الانساني للامم المتحدة اذ قامت الكویت
بتخصیص نسبة 10 في المئة من اجمالي مساعداتھا الانسانیة للدول المتضررة من الكوارث الطبیعیة او الحروب بالإضافة الى مضاعفة مساھماتھا الطوعیة الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولیة.
واضحى العمل الخیري ركیزة من الركائز الاساسیة للسیاسة الخارجیة لدولة الكویت التي عرف عنھا ومنذ ما قبل استقلالھا مبادراتھا الانسانیة التي استھدفت مناطق عدیدة في العالم وتوسع نشاطھا مع تولي سمو امیر البلاد مقالید الحكم عام 2006 اذ ازداد حجم المساعدات الاغاثیة بشكل ملحوظ وتركت بصمة اكثر واقعیة للعمل الانساني العالمي.
ولطالما دأب سمو امیر البلاد عبر كثیر من الفعالیات على جعل الكویت الدولة السباقة الى العمل الخیري الانساني وتقدیم
المبادرات الانسانیة العالمیة وان تكون مركزا رائدا لاستضافة العدید من الانشطة ذات الصلة بل وحرص سموه على
المشاركة شخصیا في المؤتمرات المھتمة بالعمل الانساني.
وحصدت الكویت من خلال سیاساتھا المعززة للادوار الانسانیة وبتوجیھات سمو امیر البلاد اعجاب الاسرة والمنظمات الدولیة المعنیة بالعمل الانساني اذ بادرت الامم المتحدة في التاسع من شھر سبتمبر عام 2014 بتنظیم احتفالیة تكریمیة لدولة الكویت بتسمیتھا (مركزا للعمل الانساني) ومنح سمو امیر البلاد لقب (قائد العمل الانساني).
ومن خلال تواجد الكویت في مجلس الامن برز الجانب الانساني على عملھا في المجلس اذ اعلنت عبر مندوبھا الدائم لدى الامم المتحدة امام مجلس الامن مطلع اغسطس الماضي ایفاءھا بما تعھدت بھ في مؤتمر المانحین للیمن في ابریل الماضي اذ تم تسدید 250 ملیون دولار امریكي بالكامل للمنظمات والوكالات والصنادیق الدولیة لتخفیف معاناة الشعب الیمني بجمیع اطیافھ.
وخلال رئاستھا لمجلس الامن في شھر فبرایر الماضي اعتمد المجلس القرار الانساني رقم 2401 الذي صاغتھ كل من الكویت والسوید وطالب بوقف اطلاق النار في كافة الاراضي السوریة لمدة 30 یوما للسماح بتیسیر المساعدات الانسانیة والاجلاء الطبي اذ اتى القرار وسط تصاعد وتیرة اعمال العنف آنذاك التي خلفت اعدادا ھائلة من القتلى والجرحى والمفقودین.
وفي اواخر مایو الماضي اعتمد مجلس الامن قرارا انسانیا تقدمت بھ الكویت ومجموعة دول اخرى یدین تجویع المدنیین
كاسلوب للحرب فضلا عن الحرمان غیر المشروع لوصول المساعدات الانسانیة الى السكان المدنیین.
ولطالما اكد مندوب الكویت الدائم لدى مجلس الامن السفیر منصور العتیبي ان الكویت تساند مثل ھذه المبادرات انسجاما مع دبلوماسیتھا الانسانیة والوقائیة التي تأتي ضمن أولویاتھا خلال عضویتھا في مجلس الامن.
كما قادت الكویت مع دول اخرى مجلس الامن في زیارة رسمیة میدانیة لبنغلادیش ومیانمار وذلك للاطلاع على وضع اقلیة الروھینغیا المسلمة واللاجئین منھم والذین یبلغ عددھم نحو 700 الف شخص اذ ھدفت الزیارة الانسانیة الى النظر في كیفیة تحسین احوال اقلیة الروھینغیا وضمان العودة الطوعیة الامنة للاجئین الى دیارھم سعیا الى انھاء ھذه الازمة الانسانیة المأساویة.
وفي اكتوبر الماضي شاركت الكویت الاتحاد الاوروبي في استضافة مؤتمر للمانحین بشان ازمة لاجئي الروھینغیا بمدینة
جنیف السویسریة بالمشاركة مع مكتب الامم المتحدة لتنسیق الشؤون الانسانیة والمنظمة الدولیة للھجرة والمفوضیة السامیة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین اذ اتت قیادة الكویت لھذا المؤتمر انطلاقا من التزاماتھا الانسانیة الدولیة ودورھا في خدمة ودعم قضایا العمل الانساني.
وشھدت الكویت في السنوات الماضیة الكثیر من الفعالیات الداعمة للعمل الانساني فبدأت تنظم منذ عام 2014 فعالیات
(منتدى الكویت الدولي للعمل الانساني) السنوي بمشاركة جھات حكومیة واھلیة ودولیة وخبراء محلیین ودولیین ومتطوعین لتحقیق اھداف مشتركة لخدمة العمل الانساني واستكمالا لمسیرة الكویت الانسانیة كمركز للعمل الانساني ولتعزیز ریادتھا في ھذا المجال.
وجاءت استضافة البلاد للمؤتمرات الدولیة الثلاثة الاولى للمانحین لدعم الوضع الانساني في سوریا كتأكید جدید على دور
السیاسة الخارجیة الكویتیة الانساني اذ اعلن سمو امیر البلاد في المؤتمر الاول الذي عقد في ینایر عام 2013 تبرع الكویت بمبلغ 300 ملیون دولار أمریكي بینما ارتفعت قیمة التبرعات الكویتیة في المؤتمر الثاني الذي عقد في ینایر عام 2014 الى 500 ملیون دولار وكذلك في المؤتمر الثالث بشھر مارس عام 2015 بمبلغ 500 ملیون دولار.
ثم شاركت الكویت ایضا في مؤتمر المانحین الرابع الذي استضافتھ لندن في فبرایر عام 2016 اذ اعلن سمو امیر البلاد
خلال ترؤسھ وفد دولة الكویت والمشاركة في رئاسة المؤتمر تقدیم الكویت مبلغ 300 ملیون دولار على مدى ثلاث سنوات.
ولم یقتصر دور الكویت فقط على الجانب الرسمي والمشاركات في المؤتمرات الدولیة بل ساھمت الجمعیات والھیئات
الخیریة الكویتیة في دعم الجھود الحكومیة في ھذا الجانب اذ عملت على اطلاق حملات الاغاثة وایصال المساعدات
لمتضرري الشعب السوري كما ساھمت جمعیة الھلال الاحمر الكویتي والھیئة الخیریة الاسلامیة العالمیة بجھود كبیرة
لإغاثة النازحین في دول الجوار لسوریا.
وفي العراق حرصت دولة الكویت على مد ید العون والإغاثة للنازحین واللاجئین العراقیین حتى اصبحت حالیا من اكبر
المانحین ما دفع بالحكومة العراقیة الى الاشادة بالجھود الانسانیة الكویتیة الھادفة الى تخفیف المعاناة الانسانیة للشعب
العراقي.
وخلال مشاركتھا في مؤتمر المانحین لدعم العراق الذي استضافتھ واشنطن في یولیو عام 2016 تعھدت دولة الكویت بتقدیم مساعدات انسانیة الى العراق بقیمة 176 ملیون دولار بینما حرصت الجمعیات الخیریة الكویتیة على مواصلة حملاتھا الانسانیة التي تقدم الاغاثة للمنكوبین في ذلك البلد.
وعقب اعلان الحكومة العراقیة تحریر مدینة الموصل مما یسمى تنظیم الدولة الاسلامیة (داعش) في یولیو عام 2017 استضافت الكویت مؤتمر الكویت الدولي لإعادة اعمار وتنمیة العراق خلال الفترة من 12 حتى 14 فبرایر الماضي وذلك تماشیا مع مبادئھا في دعم الاشقاء وترجمة حقیقیة لتسمیتھا من قبل منظمة الامم المتحدة (مركزا للعمل الانساني).
وشھد المؤتمر زخما واسعا بمشاركة 76 دولة ومنظمة إقلیمیة ودولیة و51 من الصنادیق التنمویة ومؤسسات مالیة اقلیمیة ودولیة و107 منظمات محلیة واقلیمیة ودولیة من المنظمات غیر الحكومیة و1850 جھة مختصة من ممثلي القطاع الخاص.
وبلغت تعھدات الدول المشاركة في المؤتمر 30 ملیار دولار على شكل قروض وتسھیلات ائتمانیة واستثمارات تقدم للعراق منھا ملیارا دولار تعھدت الكویت بتقدیمھا.
وفي الیمن لم یغب الاھتمام الكویتي سیاسیا وانسانیا عن ھذا البلد الذي لا یزال یعاني ازمات كبیرة فعلى الصعید الانساني
اعلنت دولة الكویت عام 2015 تبرعھا بمبلغ 100 ملیون دولار لتخفیف المعاناة الانسانیة للشعب الیمني لاسیما بعد انطلاق عملیتي (عاصفة الحزم) و(اعادة الامل) لدعم الشرعیة.
اما القضیة الفلسطینیة فلا تزال تلقى اھتماما كویتیا كبیرا وخصوصا فیما یتعلق بإغاثة الشعب الفلسطیني منذ عشرات
السنوات ومنھا في السنوات الاخیرة على سبیل المثال لا الحصر اعلان سمو امیر البلاد في ینایر عام 2009 تبرع دولة الكویت بمبلغ 34 ملیون دولار لتغطیة احتیاجات وكالة غوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین (أونروا) ایمانا من سموه بالدور الانساني للوكالة ولمواجھة الحاجات العاجلة للأشقاء الفلسطینیین كما قدمت الكویت الى الوكالة مبلغ 15 ملیون دولار عام 2013.