د
د.هديل العون من المهم أن يواصل الخبراء التشديد على أهمية الالتزام بالإرشادات الاحترازية للوقاية من الإصابة بـ «كورونا» والسيطرة على موجة العدوى. ومن هذا المنطلق، شددت د. هديل العون، من المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، خلال محاضرة عقدها تحت عنوان «مرضى السكر خلال أزمة كوفيد 19»، على أهمية التزام الجميع، خصوصاً المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والقلب، بالاشتراطات الوقائية بشكل خاص. وشرحت، قائلة: «علينا جميعاً التعود على التباعد الاجتماعي كأسلوب حياة، خصوصاً المصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن، فعلى الرغم من عدم وجود دليل يؤكد أنهم أكثر فرصة للعدوى مقارنة بالأصحاء، فإن إصابتهم بكورونا ترتبط بخطر تعرضهم لمضاعفات صحية تهدد حياتهم. ولكن ذلك لا يعني بأن صغار السن والشباب بمنأى عن هذا الخطر، فغرف الرعاية الحرجة في مستشفى جابر الأحمد تشهد على إصابة بعضهم بمضاعفات خطرة ومميتة. لذا، فالالتزام بهذه الإرشادات واجب ومسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً وهدفها ليس المحافظة على حياتك فقط، بل حياة المحيطين بك أيضاً». أهم الاشتراطات الاحترازية نعلم بأن الفيروس ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ (قطيرات تخرج أثناء عطس المصاب أو الحديث أو التقبيل)، ولا تصل إلى مسافة تتعدى المترين (ثم تسقط على الأسطح، ويشمل ذلك الأيدي). ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بالإرشادات الوقائية التالية: 1 – التباعد الاجتماعي الذي ينص على عدم اقتراب الأشخاص بعضهم من بعض مسافة تقل عن مترين، ومن المهم منع التقبيل والعناق والمصافحة حتى بين أفراد الأسرة التي تسكن في المنزل ذاته. 2 – الالتزام بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، ويشمل ذلك تقليل زيارة العيادات الطبية والمستشفيات لتقتصر على المواعيد الدورية التي يحددها الطبيب والحالات الحرجة التي تتطلب الرعاية الصحية السريعة. 3 – عند الاضطرار للخروج، يجب تفادي ارتياد الأماكن المزدحمة والمغلقة. 4 – الالتزام بلبس الكمامة لتغطية الأنف والفم عند الخروج. 5 – الحرص على نظافة اليدين، بتكرار غسلهما بالماء والصابون لمدة كافية. وهناك فيديوهات توضح طريقة غسل اليدين بالشكل الصحيح. أما في حالة عدم توافر الماء، فينصح بتعقيم اليدين بمعقم يحتوي على %60 – %70 من الكحول. ومن الخطأ الاعتقاد بأن لبس القفازات الطبية يغني عن غسل اليدين، فهناك أبحاث تشير إلى أن لبسها قد يعطي شعوراً مزيفاً بالأمان ويجعل الشخص يلمس عينه ووجهه والمحيطين به بالقفازات الملوثة وانتقال العدوى، كما من المهم نزعها بشكل صحيح ثم غسل اليد لضمان عدم تلوثها. 6 – تفادي ومنع العادات الاجتماعية التي تعتمد على التجمع، مثل العزائم والأعراس والعزاء وغيرها، فهذه التجمعات قد تسبب بؤرة لانتشار العدوى، خصوصاً بعد ظهور بوادر انتشار الموجة الثانية لـ«كوفيد – 19» في العالم. ولكن لحسن الحظ لم تبدأ بوادر الموجة الثانية في الكويت، ونأمل بأن استمرار الالتزام بالاشتراطات الاحترازية سيمنع بدء هذه الموجة محلياً. 7 – التعود على إلقاء التحية من بعيد وتجنّب المصافحة وتقبيل الرأس، خصوصاً لكبار السن، فإن كنت تحب كبير السن حتى لو كان والدك أو جدك، فعليك ببرهما عبر عدم الاقتراب منهما كي لا تكون السبب في نقل العدوى إليهما. نصيحة للمصابين بالأمراض المزمنة ينصح المصابون بالأمراض المزمنة بقياس معدلات السكر وضغط الدم في المنزل بدلاً من تكرار زيارة المركز الصحي، لكن ذلك لا يلغي أهمية زيارة المعالج دورياً (كل شهر أو بحسب توصيات الطبيب). ونصحت الدكتورة بدخول الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة لوضع المواعيد مسبقاً وتنظيمها بشكل يضمن وجود الحد الأدنى من المراجعين واستيفاء العيادة كل الشروط الاحترازية والصحية. هل إصابة موظف تشترط إصابة الجميع؟ ـ ترد المكتب الصحي الكثير من الاتصالات المختصة بالعاملين في الشركات والوزارات، تسأل عن تبعات إصابة موظف بـ«كورونا»، وشروط اعتبار المحيطين به من ضمن المخالطين. وتشرح د. هديل: «يخشى الموظفون من أن يكون مرورهم على شخص مصاب (سواء كان لابساً كمامة او لا يلبسها) قد تسبب في اعتبارهم (مخالطين). بيد أن المخالطة تعريفاً تشترط التعامل مع المصاب بشكل مباشر وقريب خلال الـ24 ساعة السابقة لاكتشاف العدوى. لذا، تشمل المخالطة من جلس قرب المصاب من دون كمامة أو لمسه أو قبّله أو أكل معه، وليس من مر عليه من بعيد أو جلس على مسافة تزيد على المترين وهو لابس الكمامة. لذا، اكتشاف إصابة موظف بـ(كورونا) لا تشترط إصابة الموظفين جميعاً او إغلاق دائرة العمل بالكامل، او حتى إخضاع كل العاملين للفحص الطبي، بل يقتصر على فحص من جلسوا وتعاملوا معه على مسافة قريبة من دون لبس كمامة». الصحة النفسية مهمة جداً المرض المزمن بحد ذاته يضع ضغوطاً نفسية على كاهل المصاب به، وإضافة تبعات مرض «كورونا» ستزيد أعباء المريض، وبدأت دراسات وتقارير طبية تشير الى انتشار الإصابة بأعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية نتيجة لشعور البشر بالعزلة والقلق، أو تبعا للإصابة بمرض «كورونا» والاضطرار للحجر الصحي. وشددت الدكتورة على أهمية عدم الخجل من طلب المساعدة للتغلب على أي مشكلة نفسية. وقالت: «إذا كنت تشعر بأعراض الاكتئاب والعزلة وفرط القلق والوحدة وتعتقد بأنه لا أمل من حياتك أو لديك إفكار سوداوية، فلا تتردد في شرح هذه المشاعر لمعالجك، فالصحة النفسية بأهمية الصحة البدنية، بل تكاد تكون أكثر أهمية لأن لها تأثيرات فزيولوجية تصعب السيطرة على المرض وتقلل التزام المريض بخطة العلاج وتقلل استمتاعه بحياته، بل وحتى استمرارها، حيث يعرف بأن الاكتئاب والوحدة من العوامل التي تقصّر العمر