الجمعة , 20 يونيو 2025

الموظفون لا يبالون بالنتائج المالية لشركاتهم

%d8%b3%d9%8a
لوسي كيلاواي

تعجب احد العاملين في شركة عندما كان يتفحص بريده الالكتروني، من امر في «الإيميل»، وهو ان الرئيس التنفيذي ارسل ايميلا يحتوي على آخر النتائج المالية للشركة، وقد حاز الايميل على اعجاب 8 موظفين فقط من اجمالي موظفي الشركة، في حين نال ايميل يقول انه تم تركيب آلة بيع مواد غذائية بالنقود المعدنية في الدور السادس للشركة على اعجاب 197 موظفا.
كان من المفترض ان ينال ايميل البيانات المالية للشركة على اعجاب الغالبية العظمى من الموظفين، لكن الواقع يقول غير ذلك، ولا اتعجب من ذلك، حيث لا يهتم اغلبية الموظفين بمثل هذه الأمور، ويقول احد زملائي الذي كان يعمل في «فايننشال تايمز» ان من اكثر الامور غير الشائعة التي قام بها، غير فصل الموظفين عن العمل، هو توفير القهوة والبسكويت مجانا لكل فريق في مؤسسة العمل كل صباح يوم ثلاثاء.
ولا تعتبر هذه الشركة المكان الوحيد الذي يهتم فيه موظفوه بالشوكولاته والمأكولات عن النتائج المالية للشركة وادائها. وللتاكد من ذلك يمكننا عمل هذا الاختبار الصغير: اسال اي موظف في الشركة عن الارباح المحققة خلال العام الماضي، واراهنك على حصولك اجابة واضحة، فقد وجهت هذا السؤال لكل موظف اقابله في اروقة الشركة، والبعض اصيب بالذعر من السؤال وعدم معرفتهم الاجابة، والبعض الآخر اطلق العنان لمخيلته لكي يقول رقما قريبا من ارباح الشركة، بينما عبر آخرون عن تجاهلهم التام بنتائج الشركة المالية، كما قمت بتوجيه هذا السؤال لاحد العاملين لمده تزيد على 20 عاما في الشركة، وتدرج في السلم الوظيفي الى ان وصل إلى مناصب عليا، ورغم ذلك لم يكن عنده جواب، والموظف الوحيد الذي استطاع ان يزودني بإجابة عن النتائج المالية للشركة هو الشخص المسؤول عن العلاوات للموظفين.
في الواقع، يعتبر هذا الامر نموذجا لقانون باركنسون للتفاهة، والذي يقول ان الوقت الذي نضيعه في التفكير بشيء يعكس مدى اهميته، ففي نموذج قانون باركنسون، تستغرق اي لجنة او فريق عمل 3 دقائق فقط في اثبات قاعدة المفاعل النووي، و45 دقيقة لبناء كراج لدراجة نارية، والمراد قوله من هذا المثال هو اننا نسهب في التفكير في الامور التافهة، لاننا نفهمها، لكننا نبتعد عن الامور المعقدة، لاننا بعيدون عن جوانبها العميقة.

3 أسباب لمتابعة الأمور المالية
أحد الزملاء ارسل لي رسالة يقول فيها ردا على سؤالي بمدى معرفته عن النتائج المالية للشركة، قال انني حتى لا اهتم، وكان هذا الرد صاعقا بالنسبة لي، علما ان عدم اهتمامه ليس نابعا من غباء الموظف او تفاهته، بل على العكس، فهو عاقل ويتمتع بمنطق عال في حديثه. فصديقتي التي سالتها لا تحتاج لمعرفة حجم ارباح شركتنا، لان عملها لن يؤثر في ذلك، فهي شركة عالمية وطبيعة عملها لن تؤثر بشكل او بآخر فيها، وهي تدرك فقط حجم هامش الربح الذي تحققه من خلال عملها الذي تقوم به بشكل جاد.
ومن الممكن ان تكون متابعة النتائج المالية للشركة امرا صحيا وجيدا لثلاثة اسباب، اولها تحديد حجم العمل في الشركة، واي وظيفة مناسبة لك.
ثانيا يعتبر هذا الامر مؤشرا لاستمرارية الشركة، وعدم اخفاقها في نشاطها الاستثماري.
اما ثالثا واخيرا فهو لاقتراح بعض من التحسينات على سير العمل وعدم الاعتماد فقط على الطرق السهلة في العمل.
ومن الممكن القول إن على الموظف اخذ الامر كواجب من ناحية انه موظف ومواطن ومسؤول بالامور المالية للشركة، لكني اشك في قدرتنا على ذلك، لاننا نعمل لاوقات طويلة كما انها تضيق علينا، ولا تقبل المنافسة فيها لأقصى درجة في اي وقت، ولكن بدون التوجه بمشاعرنا واهتمامنا نحو الامور العامة للشركة.
وهذا لا يعني أنه لا يجب علينا ان نعمل جاهدين، فعلينا ان نهتم بالعديد من الامور التي تجعلنا اكثر او اقل حظا في عملنا والتقدم او التأخر فيه، واخذ بعين الاعتبار مدى التجانس في الروح والطبع بين الموظفين ومديريهم.
وهناك امور اخرى لا بد من الالتفات اليها، وهي ان كلما كانت الشركة اكبر كلما لخصت نتائجها اكثر، واصبح من الصعب اكثر شرح وضعها المعقد، علاوة على ذلك، الاخطاء التي من الممكن ان يقع فيها الرؤساء التنفيذيون للشركة، وسوء التنسيق فيما بينهم.

شاهد أيضاً

«كامكو إنفست»: النشاط غير النفطي زاد خليجياً

Share