تبذل الشركات والحكومات في المنطقة جهودا كبيرة لإحداث تغييرات عدة على صعيد تعزيز ثقافة التنوع وتفعيل عملية إشراك المرأة في مكان العمل، إلا أنّ هذه التغييرات لا تزال حتى اليوم غير متساوية وغير كافية إذ أن 50% من الشركات لم تقدم بعد على تطبيق برامج داعمة للمرأة على صعيد الترقيات الإدارية وقادرة على استبقاء القوة العاملة النسائية لديها، كما لم تتخذ 50% من الحكومات حتى اليوم الخطوات اللازمة لدعم هذه النتائج.
وفي حين تشكل النساء حوالي 50٪ من مجموع سكان العالم، إلا أنه ووفقاً لتقرير ديلويت الأخير «النساء في مجلس الإدارة»، تقتصر حصة النساء العالمية من مقاعد المجالس الإدارية على 12%، فيما ينحصر عدد النساء اللواتي يترأسن المجالس الإدارية بنسبة 4% عالمياً. أما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الفرص المتاحة للنساء للمشاركة في سوق العمل، لا تزال المنطقة متأخرة في هذا المجال.
على هذا الصعيد، ونظراً للجدوى الاقتصادية لإشراك عدد أكبر من النساء في المناصب الإدارية والقيادية للشركات، وفي إطار سعيها المستمر لتغيير مفهوم الشركات في الشرق الأوسط فيما يتعلق بأهمية التنوع والمشاركة في القوة العاملة، شاركت ديلويت في القمة السنوية العالمية لأصحاب العمل للعام 2015 التي عقدت في البحرين أخيراً تحت عنوان «تعزيز ثقافة إشراك المرأة والتنوع في سوق العمل».
وشارك بالقمة عمر الفاهوم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في ديلويت الشرق الأوسط، حيث تناول الوضع الجاري للنساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في المجالس الإدارية للشركات، كما تحدّث عن الممارسات الأكثر شيوعاً لتحفيز دور المرأة وتشجيعها على تولي مناصب قيادية في المنطقة، بالإضافة إلى استراتيجيات تفعيل المشاركة المتعددة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التنوع والاندماج في مكان العمل.
فريق متوازنوقال الفاهوم إن الأبحاث تشير إلى أهمية وجود فريق إداري متنوع ومتوازن على الصعيد الإداري يساهم إلى حدٍ كبير في تعزيز وضع الحلول المبتكرة وتحسين الأداء الاقتصادي والقدرة التنافسية للشركات، وهذا ما يعطي لتولي النساء مناصب القيادة في المجالس الإدارية قيمة اقتصادية مضافة. ولا يتم ذلك إلا عن طريق تنفيذ استراتيجية شاملة ومتكاملة تعنى برفع مستوى التنوع وتعزز ثقافة المشاركة في القوة العاملة.