الجمعة , 20 يونيو 2025

بلقيس النجار تكتب: أبناء بناتنا هم أبناؤنا

بلقيس النجار

استمعت الى أحد مرشحي مجلس الأمة، ويا لهول ما سمعت. المرشح الفاضل يرفض مساواة المرأة الكويتية بأخيها الرجل، ضاربا بذلك عرض الحائط بالدستور وبالقوانين العامة وبالانسانية جمعاء، بل وبكل ثقة يجزم بأن أبناء الكويتية المتزوجة بغير كويتي سيسببون خللا في التركيبة السكانية لدولة الكويت. بالفعل، شر البلية ما يضحك، فإذا كان هذا هو منطق من تقلد مناصب مسؤولة في الدولة ويأمل بتمثيل الأمة في البرلمان، فعلى المرأة الكويتية وحقوقها السلام. وبحسب هذا التفكير والمنطق، فإن المرشح الفاضل ينوي أن يمثل الأمة التي هي في نفس مستواه وتفكيره ومنطقه، فبالنسبة له هذه هي الكويت التي يعرفها ولا يرى غيرها، متجاهلا أننا في القرن الحادي والعشرين والعالم أجمع أصبح قرية صغيرة. ففي تلك المقابلة وهو يشرح وجهة نظره في أبناء الكويتيات، ذكر ذلك المرشح أنها قضية «مفصلية»، وأن هؤلاء الأبناء سيدمرون الهوية الكويتية! ويبدو أن المرشح الفاضل لا علم له بوجود مئات الآلاف من مزدوجي الجنسية في البلاد. وذكر أيضا أن أبناء الكويتية المتزوجة بغير كويتي ينتمون الى ما يقارب تسعين جنسية، وأن الكويت ستتحول الى عدة جنسيات وليست جنسية واحدة. ولا أعرف مدى دقة رقم التسعين جنسية ولكن أجزم بأنه إذا كان العدد بالفعل يصل الى هذا الرقم، وأشك في ذلك، فإن الرجل الكويتي قد تزوج من جنسيات أضعاف هذا الرقم. وهؤلاء النسوة القادمات من جميع بقاع الأرض، واللاتي يكتسبن الجنسية الكويتية فيما بعد، يقمن بتربية الأبناء الكويتيين ويعلمنهم القيم والعادات والتقاليد والولاء وهن لا ينتمين الى هذا البلد ولسن جزءا من هويته. بينما ابن الكويتية الذي يولد في الكويت ويعيش حياته بأكملها بين أخواله وأهله في الكويت ويدرس في مدارسها وجامعاتها سيكتسب القيم والعادات الكويتية من خلال ممارساته اليومية وسيكون ولاؤه بالتأكيد لهذا الوطن. بل إن العديد من أبناء الكويتيات لا يكتشفون أنهم غير كويتيين إلا في مرحلة لاحقة أوعند التحاقهم بالمدرسة. من المخجل والمحزن أيضا اننا ما زلنا نتكلم بهذه القضية في هذا العصر، في الوقت الذي منحت فيه غالبية دول العالم الحق للمرأة بتمرير جنسيتها الى ابنائها أسوة بالرجل. علما بأن الأم هي من تربي الأبناء وتزرع فيهم القيم والأخلاق، وكما قال الشاعر: «الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعبا طيب الأعراق» إن الدستور يا سادة ساوى بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، وكما للرجل حق حرية اختيار شريك حياته فللمرأة أيضا هذا الحق، وكما يكتسب أبناء المواطن الجنسية الكويتية، فأبناء المواطنة ايضا يجب أن يكتسبوا الجنسية الكويتية.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share