السبت , 21 يونيو 2025

تستعد للتشغيل.. الكويت تحتضن أكبر محطة غاز مسال في المنطقة

في خطوة تدعم التوجه نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، دشنت الكويت أخيراً أكبر محطة استيراد للغاز الطبيعي المسال في منطقة الشرق الأوسط، وهو أول مشروع من نوعه من خلال ضمر مياه بحر الزور لتأسيس أضخم جزيرة صناعية لتأمين مصدر مستدام من الطاقة المستدامة. ويعتبر المشروع أحد أكبر مرافق استيراد الغاز المسال في العالم من حيث السعة التخزينية، ويحتوي على 8 خزانات، سعة كل منها 225 ألف متر مكعب من الغاز.

ويشكل استقبال أول شحنة من الغاز المسال من دولة قطر، تمهيداً لتشغيل المشروع الذي يضم مصفاة ومجمعاً للبتروكيماويات، محطة مفصلية في تاريخ الكويت النفطي.

وتوقعت وكالة بلومبيرغ ارتفاع الطلب على الغاز في الكويت لاستخدامه في الطاقة بسبب خطط الوقف التدريجي لمحطات تستخدم النفط لتوليد نحو 10 غيغاواط من الكهرباء، خاصة أن البلاد ماضية في تسريع جهودها لاستخدام أساليب طاقة نظيفة ومستدامة من خلال افتتاحها لمحطة الزور، ومن المقرر أن يتجاوز نمو الطلب على الغاز المسال نظيره من الإنتاج المحلي للنفط في الكويت لاستخدامه في الطاقة، ما سيعزز من واردات الغاز الطبيعي لمحطة الزور. ورجحت الوكالة زيادة استخدام الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط بنسبة %50 بحلول 2025 على أن تستحوذ الكويت على معظمها.

وبعد وصول الشحنة الأولى المحملة بـ 213 ألف متر مكعب من الغاز المسال، من المقرر أن تستقبل المحطة قريباً ثاني شحنات الغاز البالغة 217 ألف متر مكعب، لتبدأ عمليات تشغيل المصفاة في 27 يوليو الجاري، وباستطاعة المشروع استيراد حوالي 22 مليون طن سنويا (وهي كمية تعادل ضعف استهلاك المنطقة العربية كلها)، مع سعة تخزين إجمالية تبلغ 1.8 مليون متر مكعب.

تكلفة المشروع

وتبلغ تكلفة المشروع نحو 1.1 مليار دينار، ومنذ عام 2016 تنفذ شركة «هيونداي» الكورية الجنوبية للهندسة والإنشاءات، وشركة كوريا للغاز، أعمال البناء والتشييد لمنشأة استيراد الغاز المسال في الزور. وقد بني المشروع على أرض تم تأهيلها بعد ردم جزء من البحر، حيث تم أخذ الإجراءات اللازمة كافة أثناء عملية الدفن واستحداث الأرض البحرية بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة. ووضع مقاول المشروع مجسات دائمة في المياه، مع إصدار تقارير بشكل يومي توضح نسبة الأتربة في الماء لتفادي أي زيادة على المعدل المتفق عليه مع الهيئة العامة للبيئة، كما تم وضع ساتر بلاستيكي في مياه البحر حول المنطقة المستحدثة لمنع تسرب الأتربة لمحطة الزور التابعة لوزارة الكهرباء والماء.

الوقود النظيف

يعتبر المشروع الأول من نوعه في الكويت لتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة من الوقود النظيف (الغاز الطبيعي) لتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى احتياجات مستهلكين آخرين للغاز الطبيعي كمصافي النفط والصناعات البتروكيماوية، وسيسهم في تلبية احتياجات محطات الكهرباء والماء من الطاقة النظيفة.

كما سيلبي احتياجات مصافي النفط والصناعات البتروكيماوية، فضلاً عن دوره في زيادة المردود الاقتصادي للكويت والمساهمة في نمو اقتصادها. 

ومن المحتمل أيضاً أن تزيد التجارة العالمية في الغاز الطبيعي المسال إلى أكثر من 1000 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2035، وفقاً لشركة «بي بي» البريطانية للغاز. ووفقاً لتقارير «بي بي»، فقد أنتجت الكويت 18.4 مليار متر مكعب من الغاز خلال 2019، بينما استهلكت 23.5 مليار متر مكعب. ومن المتوقع أن يظل استخدام الدول العربية مجتمعة أقل من ثلث سعة محطة الزور، حتى عام 2030 على الأقل.

شاهد أيضاً

«الخليج» يواصل تنظيم سلسلة جلسات «WOW» لتمكين المرأة

Share