الجمعة , 20 يونيو 2025

تعرف على أغرب عادات ملياردير التكنولوجيا والفضاء

قال إيلون ماسك لمجموعةٍ من رواد الأعمال في المجال الفضائي: “لو استطعتم بناء صاروخٍ أفضل من شركة (SpaceX) لوددنا شراءه” مشيرًا إلى أن شركته الناشئة الخاصة بأعمال الفضاء كانت تصنع أرجل الهبوط لصاروخ (Falcon 9)، إلا أنها اليوم أصبحت تشتريها من شركة (All American Racers) التي تصنع سيارات السباق، ويضيف: “سيكون من دواعي سرورنا الاستعانة بالمزيد من المصادر الخارجية”.
جاءت تصريحات ماسك أثناء مقابلة أجراها على المسرح مع عدد من رواد الأعمال يوم الثلاثاء الماضي حيث تناول كيف توجه إلى مجالٍ جديدٍ في عالم الأعمال، وكيف يتجنب الأبحاث السوقية والأخبار اليومية، وكيف يحب استخدام منصة (Twitter)، وتكلم أيضًا عن عاداته في مشاهدة التلفاز، ضمن افتتاحية فعاليات “يوم القوات الجوية الأمريكية لطرح مشاريع الفضاء” في ولاية سان فرانسيسكو. وعقدت القوات الجوية هذه الفعالية بالتعاون مع شركة (Starburst Aerospace)، وهي شركة للاستشارات وتعمل كمسرِّعة ناشئة لأعمال الفضاء. وحصلت أكثر من 75 شركة فضاء ناشئة على الفرصة لطرح مشاريعها على أكثر من 100 من المستثمرين الحاضرين، بينما قدَّم الآخرون عروضهم إلى أفراد القوات الجوية مباشرة.
وأصبح المستثمرون يستهدفون شركات الفضاء التجارية بشكلٍ متزايد، حيث استُثمِر ما يتجاوز 5 مليارات دولار من رؤوس الأموال في شركات الفضاء الناشئة منذ بداية العام الجاري، وذلك وفقًا لشركة الاستثمارات (Space Angels). كما يتوقع العديد من شركات وول ستريت تزايد الحجم الإجمالي لسوق الفضاء إلى ثلاثة أضعاف حجمه الحالي لتصل قيمته إلى تريليون دولار خلال 20 عامًا مقبلة.
وبجانب طرح مشاريع الأعمال على الشركات الاستثمارية، استطاعت 30 شركةً ناشئةً الحصول على الفرصة لطرح مشاريعهم على أفراد القوات الجوية مباشرةً للحصول على العقود الحكومية، بالتركيز على مجالاتٍ مثل التوعية بالأحوال الفضائية والتواصل الفضائي وتنقيب البيانات، وغير ذلك، إذ أن القوات الجوية بمقدورها منح عقودٍ بقيمة 750 ألف دولار على الفور، مع وصول إجمالي التمويل المقدم في عقود القوات الجوية إلى 50 مليون دولار.
عملت شركة (SpaceX) مع القوات الجوية لمدةٍ كبيرةٍ منذ تأسيسها، حيث حصل صاروخها (Falcon 9) على اعتمادٍ من القوات الجوية الأمريكية لإطلاقه عام 2015، كما أنها أطلقت عدة أقمارٍ صناعية لمهمات القوات الجوية. وفي حواره مع الفريق جون إف تومبسون، أجاب ماسك على الأسئلة المطروحة بشأن بناء الأعمال وقيادة الشركات في قطاع الفضاء.
أصرَّ ماسك على وجود مشكلةٍ حقيقيةٍ واحدةٍ فقط تواجهها الشركات عندما يتعلق الأمر بقطاع الفضاء بشكلٍ عام، ألا وهي بناء صاروخٍ مداريٍ قابل لإعادة الاستخدام السريع، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه. ومن وجهة نظر ماسك، تعتبر الصواريخ المتاحة اليوم والتي تُستخدم لمرةٍ واحدة فقط -حتى وإن كانت مزودة ببعض القطع القابلة لإعادة الاستخدام- أكبر عقبةٍ يواجهها القطاع، وهي الأمر الذي يجعل تكلفة الذهاب إلى الفضاء عالية. وأشار إلى أن بعض الأفراد يجدون فكرة المركبات الفضائية المخصصة للاستخدام لمرةٍ واحدةٍ فقط أمرًا سخيفًا، ولكن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الصواريخ.
وتحدث ماسك أيضًا عن كيفية اتخاذ قراراته باقتحام ميادين جديدة للأعمال، وقال: “لا أقوم بأي دراسةٍ سوقية على الإطلاق. إذا كنت لا تحب منتجتك، فلا تتوقع أن يحبه الآخرون”.
وأضاف أنه يحاول أن يُبقي موظفيه على المسار الموضوع حتى لا يغفلوا عن الصورة الكبرى: “على الجميع أن يكونوا مهندسين، إذ يتعين على الجميع الحصول، على أقل تقدير، على فهمٍ بسيط، عن كامل الصاروخ أو السيارة المنتجة، حتى إذا كان لديهم خبرةٌ كبيرةٌ في مجالٍ واحد”. وتتمثل الفائدة من ذلك، وفقًا لماسك، في ضمان تحسين عمل الفرد إلى أقصى حدٍ للمنتج بأكمله وليس فقط لجانبٍ واحد منه.
وعندما سُئل بشأن كيف يوازن بين العمل والحياة الشخصية، بدى ماسك مستاءً بعض الشيء، وقال إنه يحب أن يُبقي نفسه مشغولًا بأكبر قدرٍ ممكن، فلا يأخذ سوى بعضًا من أوقات الراحة، حيث أنه بذلك يستطيع إنجاز المزيد من الأعمال. ولكي يحافظ على صحته الجسدية، قال ماسك أنه يقوم بالتمرينات الرياضية مثل حمل الأثقال وقضاء ما يتراوح من 15 إلى 20 دقيقة يوميًا على آلة المشي. ويقول أنه لا يشاهد التلفاز إلا خلال ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن آخر شيءٍ شاهده كان فيلم ( Space Jam).
إلا إن توجيه كامل تركيزه نحو الأعمال قد يكلفه الكثير من الأمور الأخرى، حيث أن الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية الناشئة (Tesla)، اكتسب سمعةً بكونه رئيسًا متقلب المزاج، إذ ترك الكثير من مناصب القيادة العليا لشركة السيارات بسبب ذلك. كما واجهت شركة (Tesla) العديد من القضايا المرفوعة ضدها من الموظفين السابقين بسبب السلوك العنصري الذي واجهوه في مكان العمل، بجانب طريقة التعامل مع الموظفين الذين أبلغوا عن مخالفاتٍ بالشركة، من بين الأمور الأخرى. إلا أن الشركة نفت جميع الادعاءات المقدمة ضدها في هذه الدعاوى.
ويحاول ماسك اليوم تركيز قراءاته حول المجلات العلمية والتقنية، ويتجنب متابعة الأخبار، ويقول: “الأخبار اليومية مزعجة، عادةً تبدو لي الصحف والجرائد كأنها تحاول الإجابة على السؤال: “ما هو أسوأ شيءٍ حدث في العالم اليوم؟” إلا أنه أكد حبه لمنصات التواصل الاجتماعي قائلًا: “أنا أجد منصة (Twitter) مفيدة في بعض الأوقات”، وهو ما أثار ضحكات الجمهور، وجعل مستثمري (Tesla) يشعرون ببعض القلق. ففي وقتٍ مبكر من العام الجاري، قام ماسك عبر استخدامه لحاسبه على المنصة، فيما يتعلق بالشركة، بإثارة معركةٍ قضائيةٍ كبيرةٍ مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وانتهت بتسويةٍ فرضت الكثير من القيود على استخدام ماسك لوسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال مواصلة طرح الاسئلة بشأن النصائح عن الأعمال، صمت ماسك مفكرًا، ثم قال مستنكرًا وجوده على المسرح: “أنا لا أحاول أن أقول أنني خبير بشأن قيادة الأعمال. أحوالنا جيدة، ولكن مما أراه، لا زلنا نقترف العديد من الأخطاء”.

(نقلا عن فوربس)

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share