
وكالات- مسيرة سيدة الأعمال ليز إلتينج، ملهمة لجميع النساء في أنحاء العالم، بأنهن قادرات على المنافسة في كل شيء، بل والتفوق في كثير من الأحيان، في ظل عالم ذكوري لا يرى للمرأة مكانا في قيادة الأعمال – كما تقول ليز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ترانس برفكت، وهي واحدة من أكبر شركات الترجمة في العالم، وتقدر أصولها بنحو مليار دولار.
كانت ليز امرأة شغوفة بالتعلم، وراغبة في تطوير مهاراتها الذاتية منذ تخرجها من الجامعة، بحسب مجلة فوربس، فحينما كان عمرها 25 عامًا، كانت قد درست في خمس دول هي «البرتغال واسبانيا وكندا وفنزويلا والولايات المتحدة» وأصبحت متقنة لأربع لغات، وفي السادسة والعشرين حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نيويورك. وفور الانتهاء من رحلة التعلم، بدأت ليز في البحث عن وظيفة تناسب مهاراتها، وبالفعل نجحت في العمل ببنك فرنسي يقع في حي مانتهاتن الشهير.
تقول ليز «لقد شعرت بسعادة غامرة، فقد تحققت أحلامي، فأخيرا وجدت المكان المناسب للبداية.. لكن ومع مرور الأسابيع القليلة الأولى، بدأت الحقيقة المزعجة في الظهور، بصفتي المرأة الوحيدة في المكتب، بدأ الجميع يتعاملون معي بشكل مختلف، فكلما رن الهاتف، كنت أسمع صيحات الجميع في المكتب ليز – هاتف!».

وتضيف «لقد أدركت أن تعييني بهذه الوظيفة لم يكن لأداء مهام مساعد مدير المكتب -كما قال إعلان التوظيف- أو أي منصب إداري آخر.. لقد فسر زملائي عملي بأنني مسؤولة عن الرد على الهاتف وصنع القهوة لهم.. لم أكن حتى أصغر موظف في المكتب، لقد كان هذا يحدث مرارًا وتكرارًا طوال اليوم، ولسوء الحظ، فإن هذا التفسير أصبح لا يمكن تجنبه». وتتابع «شعرت بالصدمة وسألت نفسي هل سعيت للحصول على كل هذه الخبرات في حياتي لأتمكن أخيراً من صنع القهوة للزملاء وأتلقى رسائلهم».
وتقول «كنت أعرف أن هذا لم يحدث لأن معرفتي أو مهاراتي أو مؤهلاتي كانت أقل من معارف زملائي، ولكن بسبب شيء خارج عن إرادتي- كان ذلك لأنني كنت امرأة». وتضيف «على الرغم من خبرتي ومؤهلاتي وطموحي وأخلاقياتي فقد افترض رؤسائي أنني أقل قدرة وأقل كفاية من نظرائي، لقد شعرت بضرورة مواجهة الواقع القاسي المتمثل في التحيز الصارخ بين الجنسين في مكان العمل، لقد كان الأمر مخيفًا لكنه لم يكن مدمراً، شعرت أيضاً أن ما حدث كان خطئي منذ البداية، فقد كان علي تأسيس عمل لنفسي وأن أصنع شركة تحترم الجميع وتضعهم على قدم المساواة. وتتابع «أتذكر هذه اللحظة جيداً التي اتخذت فيها أصعب قرار في حياتي لن أعمل موظفة عند أحد بعد اليوم، سأصنع حياتي كما أحبها».
وتقول «كنت أعلم أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود، سيكون بالتأكيد محفوفًا بالمخاطر، لقد كان مخيفًا إلى حد كبير لكني اتخذت في النهاية قرار السير فيه حتى نهايته». قمت بتأسيس شركة «ترانس برفكت» للترجمة التي بدأت تنمو كل يوم كطفل صغير، لقد تحديت نفسي مهنيًا، فعلى الرغم من عدم وجود مؤشر واحد في البداية لمعرفة ما إذا كنت أسير على الطريق الصحيح أو لا لكن رفضي للوضع الراهن كان محفزاً لي طوال الوقت».
وتضيف «لقد بدأت أثق بقدراتي، وأعرف قيمتها، إن صفات القوة والحزم والطموح التي تميز الرجال كانت تُعطى أسماء مختلفة تمامًا عندما تكون لدى النساء لقد أطلقوا علي «متسلطة، عدوانية، صعبة»، لكن لم أعير ذلك اهتمامًا فقد كنت بصفتي امرأة ومبتكرة في صناعات الحلول اللغوية والتقنية على مدار 25 عامًا واحدة ممن استطعن تحويل هذه الصفات إلى الاحترام عند النساء».

وقدمت ليز نصيحة للنساء «عندما ينظر إليك الآخرون على أنك متسلطة – صريحة – طموحة بشكل مفرط، فمن المحتمل بشكل كبير أنك على الطريق الصحيح، لن يُسمح لك بالتعاون والقيادة والاستفادة من مواهبك في هذا العالم إلا إذا أجبرت الجميع على هذا الاختيار، ستحين لك اللحظة الحاسمة للمضي قدمًا فلا تضيعيها أبداً». قصة النجاح حسب الموقع الرسمي لسيدة الأعمال ليز إلتينج، فإن شركة ترانس برفيكت تعد أكبر مزود لحلول اللغة والأعمال في العالم، وتحصد أكثر من 700 مليون دولار من العائدات، ويعمل لديها أكثر من 5 آلاف موظف في أكثر من 90 مدينة حول العالم.
وخلال تولي ليز منصب الرئيس التنفيذي للشركة، تم تكريم ترانس برفكت 8 مرات، من مجموعة أي أن سي 500 و6 مرات كواحدة من أسرع 500 شركة تكنولوجية نمواً حول العالم، كما حصلت على العديد من جوائز ستيف، وكواحدة من أكبر الشركات المملوكة للنساء 11 مرة، كما حصلت على جائزة «أفضل حل للترجمة» من قبل جمعية التسويق عبر الإنترنت لمدة ثلاث سنوات متتالية، كما تم اختيارها كواحدة من أسرع الشركات نمواً في أميركا الشمالية.