
غادرتي ياقمر الحياة هذه الدنيا وتركتي حكايات جميلة تسكن الفؤاد لارويها لاولادنا وأحفادنا، لتكون نبراساً يضيئ لنا الطريق نسير على خطاه.
لقد كنت ياقمري ترسمين ابتسامة ساحرة على شفتيك، ابتسامة تظهر بشكل مضيء عندما ترين وجهي ، وهذه الابتسامة هي أكثر أمل حصلت عليه في حياتي كلها، كنت أرى السعادة بعينيك قمراً مبتسما فابتسم له، وكنت اسابق الوقت لرضاك عني ، وكنت أسابق نفسي وكل من حولي لارى بسمتك الجميلة تخاطبني وتتحدث معي بلغة العيون ، كنت ارى نور عينيك بكل خطواتي وكنت اسعى لاحتضانك في فترة الحظر المؤلمة من هذا العام المليئ بالاحزان.
امي الغالية: لقد أثقلني وأتعبني وأوجعني فراقك يا قمري وذبلت أزهاري في غيابك ، غادرتي عيني وغادرتي الحياة وعلى الرغم من أن فراقك صعب ونسيانك أصعب الا انني اراك في احلامي كالملاك الطاهر.
مازلت اتذكر لقائي بك وغمسة خبز التبدونة بدبس التمر وضحكاتك الجميلة كلما سارعت وقدمت المذيد من الخبز بيدي لك ، وهاهي ايامي الخالية من وجودك تمتلئ بالذكريات الجميلة والاحاديث التي اتحدث مع نفسي بها فاطمئن , ولكن ما زلت في بحر فقدانك اتالم.
أمي ياقمر الحياة ، ما زلت أبحث عن وجهك المضيء المبتسم من دون وعي ولا قصد، أبحث عنك في كل تفصيل حياتي، في خفايا ذاكرتي، أبحث عنك في جمال الصباح ، وشاي الضحى وحكيات لم تمحوها السنين، منذ أن رحلت يا قمري عن هذه الدنيا والصمت يخنق أنفاسي ويفتت صدري ويرهق جسدي ويزيد من أوجاعي.
سيظل لساني يأمي يلهج باسمك ويدعو لك في كل ثانية وفي كل صلاة،
ألف رحمة على روحك الطاهرة ، وغفر الله لك وجعلك من سكان جنة النعيم ورفاق سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلّم.