
يُعدّ دور المرأة من أكثر الأدوار الإنسانية تأثيراً في المجتمع، وتعد الأم إيقونة الأسرة والمجتمع قاطبة ، وقد خص القرآن الكريم المرأة بإفراد سوره كاملة عن المرأة والمودة محورها مريم ،واسم ألسوره لها أيضا لتؤكد هذا في صوره الفتاة العذراء التي تفرغت لعبادة الله خالصة ووصفتها بكل طهر وعفة ،هي من أروع النساء وهي سيدتنا مريم بنت عمران عليها السلام .. وفي سورة آل عمران نجد انه جاء في محكم كتابه تعالى ” وليس الذكر كالأنثى ” صدق الله العظيم ،وكأنك تصف كوكبا فتقول وليس الكوكب كالشمس ..
أن المرأة هي عنوان للحب والعطاء والجمال والعطف والحنان والرحمة ، ولو تأملنا أسماء الله الحسنى لوجدناها أكثر تجسيدا في سمات ووصف المراه أو الأنثى أو الأم فهي أكثر قربا لمعاني أسماء الله الحسنى من الذكر..
فالله سبحانه هو الحنان المنان وفي المراه تتجسد اسمي معاني الحنان .. والله رحمن رحيم وفي المراه نجد ألرحمه في أبهى صورها (البشرية طبعا) والله غفور رحيم ،فنجد فيها معاني العفو والصفح والمغفرة ، والله رؤوف وفي المراه نجد الرأفة ، والله هو الرحمان وفي المراه نجد الرحمة ، وإذا كانت المراه قديما قد اعتلت مكانا اجتماعيا في البيت لترعي الأبناء فإنها تثبتت في الوقت الحاضر أنّها تستطيع أن تتكيّف مع تطوّر الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بها ، ويؤكّد تقدّمها الملحوظ في المجالات التي تتطلّب المعرفة والنقاش والعمل على ذلك، فقد أثبتت المرأة استغلالها لقدراتها الإدارية وأثبتت نجاحها وكفاءتها في كافة المجالات وهي التي كان يظن بها على أن الرجل هو السيد لها الآمر الناهي بقرارها ومصيرها .. فكأني أرى بأن المرأة هي الأساس وهي اللبنة الأساسية في البناء لكل شيء بحياتنا ، وليس الرجل وجاءت آية “وليس الذكر كالانثي” لتؤكد هذا المعنى.
إلى جانب ذلك دورها الأساسي في تربية الأطفال وتنشئتهم على مبادئ الحياة الاجتماعية الصحيحة ، والعادات السليمة، وتعزيز طاقاتهم، وزيادة وعيهم في الأمور الحياتية الدينية منها والفكرية، والسياسية، والثقافية التي من شأنها ترسيخ القيم وكل المعاني الإنسانية ،الأمر الذي لا يرتقي به الرجل لفعل هذا ، بينما هي ترتقي لدور الرجل ،أن وضعت في موضعه.. إننا إذ نحتفل بيوم المرأة ثم يأتي يوم عيد الأم في نفس الشهر بمارس الجاري ، لنقول لها أنه بحق أن للمرأة لها العام كله وليس يوم فقط ، وان الأم كذلك لها العام كله وليس يوم فقط .. أن المرأة ظاهره مبهره ،وقد أبهرت ادم منذ بداية الخلق من قبل ،ومازال أبناؤه كذلك علي العهد .. أنني كرجل أقول بكل قناعة : أن يوم المرأة هو العام كله ،فكل عام والمرأة بألف خير.