الجمعة , 20 يونيو 2025

راشد عبد الله الفرحان يكتب: المرأة وانتخابات مجلس الأمة

في يوم 5 ديسمبر 2020، أجريت انتخابات مجلس الأمة في الكويت بكل هدوء ونزاهة وشفافية، وكانت نسبة التغيير عن المجلس السابق تزيد على 62 في المئة. وفي هذا المقال نهنئ الأعضاء الناجحين، ونتمنى لهم النجاح في المجلس، ونقول للذين لم يحالفهم الحظ «خيرها في غيرها». والتغيير سنة الله وقدره، وهناك أحزاب وتكتلات كبيرة لها ثقلها في العديد من الدول العريقة تضع في برامجها ومنهاجها التغيير في كثير من أمور الدولة والسياسة، وقد أدركت ذلك القيادة الرشيدة الجديدة في الكويت، وبدأت تشعر بالحاجة إلى التغيير، نرجو لها التوفيق والسداد في ذلك. ولقد كان التغيير في النواب عندنا هذه المرة في جميع المناطق والدوائر الانتخابية نسبته عالية، وكانت نسبته في الدائرة الثالثة كبيرة جداً، وأسباب التغيير عبّر عنها الشعب باندفاع الناخبين في وقت غير مناسب للانتخابات في نظري، بسبب وباء «كورونا» والطقس الممطر، لكن رغبة التغيير رفعت معدلات المشاركة في الانتخابات، وكان يظن بعض المرشحين أن الأمور سهلة في مثل هذا الوقت. أما أسباب سقوط العدد الكبير من الأعضاء السابقين فراجعة إلى أداء المجلس السابق، وشراسة بعضهن أو بعضهم، كما ذكرت ذلك جريدة القبس على لسان من لم يحالفهم الحظ في النجاح. أما انتخاب المرأة فأنا من مؤيديه، وأنا أول عضو في أول مجلس أمة كويتي يقدم اقتراحاً لانتخاب النساء ومشاركتهن في المجلس سنة 1964، لأن الله تعالى يقول: «ولهن مثل الذي عليهن»، ولم يفرق بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات، وبعد ذلك اقتنع المجلس والحكومة وغيرا ذلك في قانون الانتخابات. ولتعلم الأخت الفاضلة النائبة السابقة صفاء الهاشم أن الشعب الكويتي الذي أيد انتخابات المرأة، وأوصل ثلاثاً منهن للمجلس سابقا، ليس ضد انتخاب المرأة ولكنه يريد التغيير، وكما قالت السيدة الفاضلة الوزيرة السابقة هند الصبيح «يريدون الهدوء والعقلانية لأن الإصلاح بحاجة إلى التروي وليس الهجوم والعنف وسيل الاتهامات بالتقصير للوزراء»، وقالت «إن بعض النواب يستخدمون ألفاظاً سيئة أحياناً لا يصح أن تصدر من نائب». وإذا ذكر مقام المرأة في الانتخابات وأداؤها في مجلس الأمة والوزارة، فلا نغفل دور النائبة السابقة سلوى الجسار في تهدئة الأعضاء إذا اشتد النقاش ووصل إلى حد غير مقبول، وذلك دور مهم للمرأة في مجلس الأمة، أما دور الوزيرة هند الصبيح التي أوذيت في الاستجوابات، وتفوقت في الرد المقنع والجواب المسكت للنواب المتحدين حتى حازت على إعجاب الشعب الكويتي وكان من نتائج ذلك التغيير، كذلك لا تقل عنها أختها نورية وزيرة التربية السابقة في ردودها وقوة حجتها، كذلك كان أداء الوزيرة النائبة د. معصومة المبارك في المجلس والوزارة.. بصمات أثبتت نجاح المرأة وغير هؤلاء من الوزيرات الناجحات الجديرات. الدائرة الثالثة كبيرة ليست منحصرة في ناد أو جمعية مع احترامي وتقديري لهن، فعلى المرشح أن يراعي رغبات وطموحات ومصالح جميع أهل دائرته، وليس فئة دون فئة، وعليه أن يرجع إليهم ويستشيرهم في ما يريد أن يقدم عليه وكما يقول المثل «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب».. يا أخت يا صفاء لا يتسلل إليك اليأس فدعم المرأة ومساندتها ووجودها في المجلس ما زال موجودا إذا جاءت المرأة المناسبة لأهل المنطقة فلن يتخلى عنها الشعب الكويتي لأنها نصف المجتمع (ولهن مثل الذي عليهن)، والنساء شقائق الرجال وسوف تفوز المرأة إن شاء الله ممثلة في جميع الدوائر، وخيرها في غيرها، أكرر مباركتي للناجحين والله الموفق.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share