رولا سمور*
منعطفات الحياة ودروسها القاسية، وليست تجاربها الوردية، من شكل وسيشكل شخوصنا. قد يتفق أغلبنا مع هذه الجملة، وسيختلف أغلبنا بوصف هذا المعلم!
تميل نفوسنا إلى التركيز على الجانب السيئ من التجربة القاسية، ولا ننظر إلى جانبها الإيجابي: الدرس والحكمة مما يحدث. برغم يقيننا أن ما نملكه من مهارة وحكمة كانتا نتاج انعطافات الحياة وليس خطها المستقيم!
فما تعلمنا المشي إلا بعد تعثر خطانا، وما تعلمنا الكلام إلا بعد تلعثم حروفنا، وما استوعبنا معنى النهوض والتقدم إلا بعد اختبارنا السقوط والتراجع، فلا معنى للنهار إن لم نختبر الليل، ولن تقدّر بياض يومك إن لم تعش سواده.
ومثلك أنا! لا أختلف عنك أبدا، فكلما أنعطف في الطريق، تلبدت سماء قلبي بالغيوم، يزداد سوادها وشدتها كلما اجتهدت أكثر لتحقيق حلم يبتعد عني كلما اقتربت منه!
يصيبني القلق ويمسني الحزن. يمتلأ عقلي بالأسئلة التي لا أجد لها إجابة، وحتى قلبي، الذي أستفتيه بما غمض علي، يعلن عدم درايته. أخاف ويشتد ألمي وأنا من تعود على خلق وتحقيق أهدافه. تزداد درجة توتري لعدم قدرتي على الإجابة عن أهم أسئلتي وأنا من يلجأون إليها لحل ألغاز حياتهم وأعجز عن حل لغزي: هل أترك الهدف أم أغير الطريقة؟ هل هذا درس في الصبر أم هوى نفس وطول رجاء؟ هل ما زرعت من بذور رويتها قد تنبت في هذه الأرض؟ والكثير الكثير مما يضج به القلب والعقل.
حتى استوعبت الدرس وبدأت أثق بأن الوقت كفيل للإجابة عن أسئلتي، كان علي أن أحترم معلمي وأحب أسئلتي الغامضة التي ستحملني لتجربة جديدة عندما أكون جاهزة لها. بدأت أتعامل مع الأسئلة الغائبة إجابتها عني ككتاب جديد بلغة مختلفة أو صندوق مقفل بمفتاح مخبأ كما في حكايات ألف ليلة وليلة! أو كبذرة زرعتها ورويتها في أرض أحسنت اختيارها وما علي إلا الصبر لقطف ثمارها أو دروسها!
سيأتي يوم وتترجم حروف الكتاب لي، وسيأتي يوم وسأجد مفتاح صندوق الألغاز لاكتشاف خباياه وهداياه.
بدأت أحاور أسئلتي وأتعايش معها، وأنا على يقين بأنني سأعيش الإجابات قريبا. أذكر نفسي دوما بأن أعيش اللحظة، أتمسك بحلمي، وأسعى له بما أوتيت من قوة، وستتجلى الحكمة قريبا. يكفيني شرف المحاولة، فإما تحقيق الهدف أو تعلم الدرس، فلا مكان للفشل في قاموسي.. وقاموسك أيضا..
تمنياتي لك بصندوق الدنيا المملوء بحكمة تجاربها.
*
rulasammur@
rulasammur@gmail.com