في الغربة استطاعت سيدة الاعمال العراقية سمر ثامر المفرجي المنحدرة من بلد يعاني من الحرب والارهاب والتطرف وطغيان النزعة الذكورية من اثبات وجودها في عالم الاعمال.
وتعتبر سمر ثامر المفرجي من الاسماء المضيئة في حقل الاعمال في العالم العربي.
واثبتت وجودها في ادارة الشركات الكبرى بالامارات وبريطانيا مقتحمة بتحدي وإصرار عالم الاعمال الذكوري.
وتدير سمر ثامر ادارة شركة ضخمة تضم مجموعة من الجنسيات العربية والاجنبية.
ورغم صغر سنها تمكنت من التعايش مع ظروفها الصعبة وفرض وجودها المهني، حيث تسلقت سلم العمل الوظيفي تدريجيا انطلاقا من دبي.
ووفقا لموقع ميدل ايست اونلاين تمكنت الفتاة العراقية من كسر الصورة النمطية للمرأة في العالم العربي كما اقتحمت عالم الرجال بإدارتها شركة اجنبية كبيرة مختصة في مجال السقالات.
ولطالما كان العمل في مجال السقالات حكرا على الرجل لاعتماده على القوة والصلابة ولما يتطلبه من تنقل وزيارات ميدانية الى مواقع العمل والإشراف على عمليات التجهيز.
وتمكنت سمر المفرجي تدريجيا من إثبات قدرتها لتصبح بعد ستة اشهر مديرة للتسويق لشركة رائدة في اقامة المشاريع العمرانية الكبرى، وساهمت بتحقيق اكبر مشروع في دولة الامارات وهو إنشاء محطة مترو دبي، كما شغلت منصب مدير تنفيذي في شركة بريطانية.
وسمر الشابة الطموحة عراقية الاصل ولدت في بغداد واكملت دراستها الجامعية في جامعة المستنصرية لتحصل على الباكالوريوس بالادب الانكليزي وبعده دبلوم باللغة الفرنسية، كما تابعت دراستها في الجامعة الاميركية وفي جامعة اكسفورد البريطانية.
والدها من شيوخ العشائر العراقية وهو رئيس لقبيلة المفرجي.
وترعرت سمر في كنف نظام عشائري له خصوصيته وتقاليده المحافظة، واستطاعت خلال سنوات قليلة ان تلفت الانظار الى كفاءتها في التظاهرات الاقتصادية الدولية والعربية وكان من بينها ما لقته من تكريم في مؤتمر غرفة التجارة العربية الفرنسية في باريس لرجال الاعمال العرب والفرنسيين.
وتمكنت من اقتناص العديد من الجوائز والتكريمات العربية والدولية في مجال الاعمال.
وافادت الشابة العراقية انها تركت العراق سنة 2002 الى دولة الامارات حيث انبهرت بالحركة العمرانية فيها وقررت ان تثبت موهبتها في هذا المجال رغم عدم دراستها للهندسة المعمارية.
وعملت في البداية في دبي في مؤسسة الامارات للتسويق والترويج، وبعد 6 أشهر أصبحت مديرا للتسويق فيها.
وانتسبت سمر لمجلس سيدات الأعمال في الإمارات، ثم لمجلس العمل العراقي.
وافادت سيدة الاعمال العراقية انها تؤمن بقدرات المرأة العربية عموما والعراقية بصورة خاصة باعتبارها واجهت تحديات كثيرة في بلد يعاني من توترات سياسية وامنية واقتصادية وعاش الكثير من النكسات والاخفاقات.
واعتبرت ان بلوغها مناصب ريادية وقيادية في شركات بالإمارات وبريطانيا مرده رغبتها الجارفة في تقديم صورة ناجحة للمرأة العراقية وتحدي قلة الفرص المقدمة للأنثى في مجال العمل.
وتمكنت الفتاة الشابة من الحصول على جوائز عالمية.
وظفرت في 2010 بجائزة المرأة المثالية وفي 2012 حصلت على جائزة القيادة الشابة المتميزة على مستوى بلدان الشرق الاوسط والذي نظمتها مؤسسة القادة العالمية بالتعاون مع الاتحاد الاميركي وغرف تجارة وصناعة دبي.
وفي 2014 تم تكريم سمر على مستوى العالم عن بحثها حيث ركزت فيه على المرأة العربية في العالم.
ونال البحث الجائزة الثالثة في جامعة اكسفورد ببيرطانيا، واعتبرت فيه ان المرأة قيادية بالفطرة باعتبارها تقود اسرتها الى مستقبل افضل وتعلم اطفالها مبادئ الحب والتضامن والمثابرة في العمل.
وشددت سيدة الاعمال العراقية ان العمل مكفول بالشريعة والقانون للمرآة والرجل على حد السواء ونفت ان يمس الشغل من كرامة المرأة وأنوثتها بل اكدت انه يساهم في بناء شخصيتها.
واكدت سمر ان عالم الاعمال ليس حكرا على الرجال وان ابوابه مفتوحة ايضا للمراة كي تثبت وجودها ونجاحها.
واعترفت الشابة العراقية انها واجهت نظرات استغراب ودهشة من العرب والأجانب على حد السواء لكونها تدير شركة من اكبر الشركات العالمية في مجال السقالات في مشاريع النفط.
واعتبرت ان ذلك كان حافزا لها لاثبات وجودها، حيث تركت بصمتها على سبيل المثال في مشروع مترو دبي العملاق.
وشبّهت سيدة الاعمال العراقية عالم الاعمال بلعبة شطرنج حيث يقوم الرجل بجميع الادوار، واعتبرت انه من الضروري تغيير قواعدها حيث يكون للمرأة مكانة في لعبة الاذكياء.
واقرت المرأة العراقية ان ترعرها وسط بيئة عشائرية ساهم في نحت شخصيتها القوية واثبات وجودها في مجتمع ذكوري.
وتذكرت سيدة الاعمال الناجحة مرحلة مراهقتها واعتماد والدها عليها في الكثير من الامور وتعويضه في ادارة البيت في غيابه.
وشددت سمر على تشبثها بحقها في العمل مع احترامها لتقاليد المجتمعات العربية المحافظة.
واعتبرت ان مفتاح نجاحها يعود الى ثقتها بنفسها وبقدراتها وطموحها الكبير.
وتحلم سيدة الاعمال العراقية ان تكون المثال البسيط والقدوة الحسنة للنساء في العراق.