الجمعة , 20 يونيو 2025

سميح حسين يكتب: تشجيع دور المرأة في تنمية المجتمع البحريني

المرأة نصف المجتمع ولها أدوار أساسية في كل مناحي الحياة الخاصة والعامة، خاصة وأنها الأم الرؤوم والزوجة الوفية وهي البنت والأخت وزميلة العمل، وفي كل هذه المهام نجد لها دائمًا أدوارًا رئيسة بارزة. إن تاريخ المرأة البحرينية، ومنذ القدم، تاريخ حافل ومليء بالتضحيات الجسام. وفي كل هذا فإن، المرأة البحرينية خير قدوة لنا وتنير لنا الطريق لنسير علي هديه. ولذا، لا بد من العناية بالمرأة وشؤون المرأة حتي نتيح لها الفرصة لتأخذ دورها الطليعي في المجتمع والطبيعي في حياتنا اليومية.
لقد اجتهدت المرأة البحرينية وثابرت ونجدها الآن معلمة في دور العلم وطبيبة في المستشفيات وقاضية ومحامية في المحاكم ومهندسة في المشاريع الكبيرة وموظفة وعاملة في المؤسسات العامة والخاصة وكذلك نجدها سيدة أعمال تجوب العالم بأفكارها ومشاريعها ورائدة أعمال تقدم انتاجها المتنوع في شتي المجالات التي نحتاج لها في كل لحظة.
نظير كل هذه المجهودات من المرأة البحرينية، فإنها تحتاج منا للمساعدة والدفع للأمام حتي نمكنها من وصول القمم وارتياد الصعاب. ولذا، من الطبيعي أن تنال المرأة البحرينية كل العناية في التوظيف في كل الوظائف في القطاعين العام والخاص وفتح باب المنافسة الشريفة لها لتتنافس مع غيرها ويكون الفيصل للكفاءة والجدارة لملء الوظيفة.
كذلك لا بد من الوقفة القوية مع المرأة البحرينية سيدة الأعمال أو رائدة الأعمال، وذلك بمنحهم العناية في تقديم المشاريع والخدمات الضرورية لهذه المشاريع وقطعا سنجد المسحة الجميلة في الأعمال التي تقدمها المرأة البحرينية ذات الأفكار واللمسات الجميلة المعبرة عن الواقع البحريني. أيضا، يجب تقديم المساعدات المالية لهن من البنوك الوطنية والمؤسسات المالية الوطنية حتى يتمكن من السير في تنفيذ المشاريع المتنوعة التي تحتاج للأموال والتدفقات المالية.
يستحضرني هنا، ما قاله العالم الاقتصادي العالمي بروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، حيث قال في أحد كتبه أن تقديم العون والمساعدات المالية للمرأة يخدم المجتمع والبلد أكثر من تقديمه للرجال مثلاً. وقول البروفيسور هذا، ينبني على تجربته العملية في تمويل القروض والمساعدات المالية؛ لأنه لاحظ أن المرأة حريصة جدا في استخدام الأموال التي اقترضتها وكذلك هي حريصة على إعادة الديون في مواعيدها المحددة ودون أي تأخير وهذا هو الذي تطلبه البنوك والمؤسسات المالية المقدمة للقروض.
كذلك يقول بروفيسور محمد يونس في أن المرأة تستثمر العائد والأرباح المالية من مشاريعها في أمور تساعد في تنمية أسرتها وبيتها وأولادها، مثل سداد الأموال للتعليم والمساهمة في شراء متطلبات المنزل والأثاث وربما صيانة المنزل وكذلك العمل والحرص النابع من الأمومة، حيث المرأة علي تقديم الدعم المالي للأولاد وأفراد الأسرة عند الحاجة خاصة الزوج والآباء. وهكذا، فإن كل الفائدة تعود للمنزل ولأفراد البيت والأسرة ولكل المجتمع. ولهذا، فإن تقديم الدعم المادي للمرأة هو عبارة عن تقديم الدعم المادي لكل المجتمع؛ لأن المرأة تعمل من أجل المجتمع أكثر من ذاتها. ولكل هذا، فهناك ضرورة في تقديم القروض والمساعدات المالية لسيدات الأعمال ورائدات الأعمال من البحرين؛ لأن دعمهن يعود لفائدة أسرهن وكل المجتمع البحريني.
كذلك هناك حاجة لإنشاء مراكز إرشاد لتقديم العون لرائدات الأعمال حتي يستطعن الوقوف علي أرجلهن وتحمل المنافسة الشريفة في ميدان الأعمال والتجارة. وهذا الإرشاد يجب أن يشمل كل أنواع الدعم وتطوير الذات من النواحي الإدارية والمحاسبية والمكتبية وفهم القوانين والإجراءات واللوائح الحكومية وخلافه. وكلما وجدنا رائدات أعمال يفهمن أعمالهن وما يرتبط بها فإنهن من دون شك سيقدمن المزيد من الإبداع لخدمة أنفسهن وأسرهن وكل المجتمع البحريني. ونقول إن الدعم والتشجيع للمرأة البحرينية يعود أولاً وأخيرًا لخير البحرين بلد الخير.

شاهد أيضاً

العبدالهادي يصدر الجزء الثاني من كتابه «مبدعات كويتيات»

Share