
يرغب بعض الأفراد بالاستثمار في سوق الأسهم، لكن بسبب ضعف الخبرة يتردد كثيراً بالدخول ويتمنى لو كان هناك من يقوم بإدارة أمواله واستثمارها في السوق مقابل رسوم بسيطة، الحل يكون بالاستثمار في صناديق المؤشرات ETFs التي ينصح بها الملياردير وارن بافيت، لتقوم بالاستثمار في السوق نيابة عنك لتحقق أكبر عائد ممكن دون اجتهاد منك.
ما صناديق المؤشرات؟
صناديق المؤشرات ETFs هي عبارة عن صندوق استثماري يقوم على أساس جمع الأموال من المستثمرين في سلة أو صندوق واحد لاستثمارها في مختلف الأصول المالية، مثل الأسهم أو السندات أو غيرها، مثال على ذلك الاستثمار في الشركات المتداولة في سوق الأسهم فيكون الصندوق مخصصا للشراء في الشركات المطروحة في قطاع معين، مثل البنوك أو التقنية أو الطاقة أو قطاع العقار وأحياناً يشمل كامل المؤشر، عادة الصندوق يشمل أكثر من 30 شركة في السوق على الأقل ويصل أحياناً لأكثر من ألف شركة حسب طبيعة الصندوق.
مثلاً لو اشتريت سهما في صندوق مؤشر ETF يتعامل مع كامل شركات مؤشر S&P500 الأميركي مثل صندوق SPDR S&P 500 ETF Trust فكأنك اشتريت في جميع شركات المؤشر؛ لأن هذا الصندوق يقوم بتوزيع رأس مال الصندوق بالتساوي على جميع شركات المؤشر.
هناك نوعان من صناديق المؤشرات التي تتعرض (exposure) للسوق، الصناديق المتداولة والصناديق المشتركة، إذ يتم تسعير وحدات الصناديق المتداولة بشكل آلي مباشر وفق أسعار الشركات المتداولة بسوق الأسهم، بينما الصناديق المشتركة يتم تقييمها في نهاية كل يوم تداول.
والأفضل بينهما أن الصناديق المشتركة قد تتفوق على الصناديق المتداولة على المدى القصير، لكن على المدى الطويل تكون مختلفة، بسبب الرسوم المرتفعة وعدم احتمال هزيمة السوق مرارا وتكرارا، غالبا ما تحقق الصناديق المشتركة المدارة بنشاط عوائد أقل مقارنة بصناديق الاستثمار المتداولة على المدى الطويل.
طريقة توزيع الأرباح
صناديق المؤشرات تعتبر مثل الأسهم، الحصول على الربح يكون إما من ارتفاع قيمة وحدات الصندوق نتيجة ارتفاع أسعار الشركات المستثمرة فيه أو من خلال توزيع الأرباح التي يحصل عليها الصندوق من الشركات التي تم الاستثمار فيها.
الحصول على الأرباح الرأسمالية، لو اشتريت وحدة في صندوق ETFs بقيمة 10 دولارات وبعد سنة ارتفعت قيمة الوحدة إلى 12 دولاراً فأنت هنا ربحت %20 من قيمة استثمارك.
أيضاً، تحصل هذه الصناديق على توزيعات الأرباح من الشركات التي استثمر فيها الصندوق، فتقوم بتوزيعها على مشتركي الصندوق أو إعادة استثمارها في نفس الشركات الموجودة بالصندوق.
بافيت ينصح بها
الملياردير وارن بافيت في اجتماعه مع المساهمين لشركته بيركشاير هاثاواي في عام 2018، ذكر أنه لو استثمرت 10 آلاف دولار في مثل صناديق المؤشرات منذ عام 1942، فقد ينتهي الأمر بالحصول على مبلغ 51 مليون دولار أي 5100 ضعف قيمتها.
وفي 2008 اجتمع بافيت مع مديري صناديق التحوط وقام بالرهان بقيمة مليون دولار في حال استطاعت صناديق التحوط التفوق على مؤشر S&P500 خلال الـ 9 سنوات القادمة، وقبِل بهذا التحدي مدير Protégé Partners LLC، بعد 7 سنوات اعترف مدير الصندوق بالهزيمة.
لقد فاز بافيت بالرهان، وحسب تفسيره أنه في حال قمت بإنشاء محفظة استثمارية بعناية فسوف تتفوق على مؤشر S&P500 الذي يقدر بـ %18.4 لعام 2020 وهذا يتحقق من خلال الاستثمار في صناديق المؤشرات ETFs؛ لأنها تدار بطريقة متوازنة وبرسوم منخفضة جداً أو صفرية ولديها تنوع في الاستثمارات بشكل جيد.
أنواعها
1 – الصناديق المشتركة
يقوم بإدارتها فريق محترف، يحاول التغلب على السوق عن طريق شراء وبيع الأسهم باستخدام خبراتهم الاستثمارية. هذا يسمى بالإدارة النشطة وتتطلب رسوم تسجيل وإدارة وأحياناً حدا أدنى لقيمة الاستثمار، والاشتراك فيها يتم من خلال شركات وساطة أو من خلال إدارة الصندوق مباشرة.
2 – الصناديق المتداولة
هي صناديق تدار بشكل سلبي، لأنها تعمل من دون تدخل بشري بحيث تعكس أداء الشركات التي تم الاستثمار فيها بشكل آلي، ولا تتطلب حدا أدنى من الاشتراك، فهي مثل أي سهم في أسواق الأسهم، هناك عدد قليل من صناديق الاستثمار المتداولة المدارة بشكل نشط، والتي تعمل بشكل أشبه بالصناديق المشتركة ولها رسوم أعلى نتيجة لذلك، والاشتراك في الصناديق المتداولة يتم من خلال سوق الأسهم يشبه تماماً شراء أي سهم في السوق.
ترتيبها
لو أخذنا أكبر صناديق المؤشرات ETFs سوف تكون بالترتيب التالي:
1 – صندوق SPDR S&P 500 ETF Trust SPY
بدأ في عام 1993 كأول صندوق مؤشرات متداول، ويعتبر الأكبر حجماً في مجاله بحجم تداولات تتجاوز 280 مليار دولار، ويستثمر في كامل شركات مؤشر S&P500، حقق عائدا بمعدل %18.4 لعام 2020.
2 – صندوق iShares Core S&P 500 IVV
بدأ في عام 1993 ويستثمر بحجم تداولات تتجاوز 205 مليار دولار ويستثمر في كامل شركات مؤشر S&P500 ومؤشرات أوروبية وآسيوية، حقق عائدا بمعدل %31.29 لعام 2020.
3 – صندوق Vanguard 500 Index Fund VOO
بدأ في عام 2010، يستثمر بحجم تداولات تجاوزت 171 مليار دولار، ويستثمر في كامل شركات مؤشر S&P500، حقق عائدا بمعدل %18.35 لعام 2020.