
أظهر تصنيف جديد لأكثر الخبراء الاقتصاديين شهرة في العالم، أعده باحث في جامعة كانتربوري في نيوزيلندا، هيمنة الخبراء المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي على الترتيب، وتقدم الشخصيات السياسية مثل جانيت يلين والفلاسفة الإغريق وكارل ماركس على حملة شهادة نوبل في الاقتصاد.
وأوضحت صحيفة لوتون السويسرية أن شهرة الخبير الاقتصادي ترتبط عادة بأعماله الأكاديمية، لكن يمكن أن يصبح ذائع الصيت كذلك بفضل انتشار مدونته أو تدخلاته على وسائل الإعلام، بعد أن أصبحت كثافة البحث على منصات الإنترنت تستخدم بشكل متزايد لتقييم تأثير شخص أو حدث ما.
وقد استخدم توم كوبي، الباحث في جامعة كانتربوري في نيوزيلندا، هذه الطريقة لترتيب الخبراء الاقتصاديين ذوي التأثير الأكبر، لكن ما الذي تعنيه هذه الأدوات الجديدة ولم تُظهر النتائج تقدم الفلاسفة اليونانيين على الحاصلين على شهادة نوبل في الاقتصاد؟
لا يتضمن ترتيب أكثر المؤثرين في الاقتصاد (أي الأسماء الأكثر بحثاً على محرك غوغل) أسماء شخصيات معاصرة وفق توم كوبي. إذ تقدم آدم سميث على جون مينار كينز، وتصدر القائمة أفلاطون قبل أرسطو وكارل ماركس، بينما احتل آدم سميث، الذي يعد «أبو الليبرالية»، المرتبة السابعة مع كثافة بحث أكثر من أفلاطون.
فيما يحتل جون مينار كينز، مبتكر خطط التحفيز مثل التي أقرها جو بايدن، المرتبة التاسعة، واحتل ميلتون فريدمان، عالم الاقتصاد الأميركي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد في 1976، المرتبة 21، في حين حل أبو نظرية «الهدم الخلاق»، وهو العالم الاقتصادي الأميركي جوزيف شومبيتر، في المرتبة 52.
وحلت كريتسين لاغارد، وهي أول امرأة في القائمة، في المرتبة 26، فيما احتلت الفيلسوفة الشيوعية روزا لوكسمبورغ المرتبة 32، بينما جاءت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في المرتبة 36.
وتصل نسبة حضور السيدات في ترتيب أفضل 100 خبير اقتصادي في العالم إلى %6 فقط بحسب كوبي.
واعتمد توم كوبي في تصنيفه، الذي يضم 3 آلاف خبير اقتصادي، على معدل البحث الشهري عن اسم الخبير على غوغل خلال خمسة أعوام، بعد أن وضع مؤشراً يأخذ بعين الاعتبار عدد الطلبات على المنصة والعدد الإجمالي لمرات البحث في لحظة معينة ومكان محدد.
الميزة السياسية
غالباً ما يستفيد الخبير الاقتصادي من المنصب السياسي، فكريستين لاغارد على سبيل المثال لها تأثير مماثل للخبير الاقتصادي الذائع الصيت بول كروغمان الذي حصل على جائزة نوبل في 2008، وهذا الأخير يكتب عموداً في نيويورك تايمز، دفع الرئيس دونالد ترامب إلى منحه أول جائزة للأخبار الكاذبة.
وتتجاوز كثافة البحث عن الخبراء الاقتصاديين القدامى بكثير البحث عن الخبراء المعاصرين، فآدم سميث مثلاً حقق ثلاثة أضعاف ما حققه بول كروغمان وفق منهجية كوبي. وعلى الرغم من التقلب الشديد في الاهتمام بأي شخص، فإن آدم سميث تقدم دوماً على بول كروغمان خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ويعد تيلر كوين أفضل مثال عن الخبراء الاقتصاديين المشهورين على الإنترنت، ليس بسبب أعمالهم العلمية وفق كوبي، فهذا البروفيسور في جامعة جورج ميسون الأميركية وصاحب مدونة «الثورة الهامشية» يحتل المرتبة 104 في قائمة الأكثر ظهوراً على محرك البحث غوغل، بينما لا ينتمي إلى قائمة أفضل 3 آلاف خبير اقتصادي من حيث الأعمال الأكاديمية، ولذلك يقول توم كوبي إن هناك طرقاً عدة يمكن من خلالها للخبير الاقتصادي أن يلفت الانتباه.
ترتيب الجامعات
في ترتيب آخر يخص الخبراء الاقتصاديين، الذين ينتمون إلى أفضل الجامعات في مجال البحث العلمي، يحتل جون فوربس ناش المرتبة الأولى متبوعاً بكل من بونوا موندلبروت وميلتون فريدمان وبول كروغمان وراغورام راجان وجانيت يلين.
لطالما كان العمل البحثي الأكاديمي معياراً لمستوى الخبير الاقتصادي من خلال عدد الأبحاث التي ينشرها أو تصريحاته للصحف المتخصصة، لكن يبدو أن الوقت قد حان لاعتماد بيانات بديلة لقياس تأثير الخبراء الاقتصاديين ووضع معايير جديدة، إذ قامت مجلة الإيكونوميست في 2014 على سبيل المثال بتقييم عدد مرات ظهور الخبراء على وسائل الإعلام الواسعة الانتشار والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي طيلة 90 يوماً.
ويعد تقدير تأثير الباحث بعيداً عن الأوساط الأكاديمية، أول ميزة لمنهجية توم كوبي، لكن هذه المنهجة لا تخلو من العيوب التي يعترف بها صاحبها، فلا أحد يعرف كيف يضع غوغل تراند خوارزمياته، علاوة على أن الخبراء الاقتصاديين غير الأنغلوساكسون محرومون من الظهور على غوغل بسبب وجود منصات منافسة في كل من روسيا والصين.