
باسمة أبوشعبان*
عندما التقيتها للمرة الأولى في منتصف التسعينات، لم أرَ امرأة عادية، فشعاع القوة والإصرار في نظراتها الثاقبة؛ أبهرني وقوفها إلى جانب أي مبادرة تسهم في رفع شأن المرأة والطفل؛ واضح التأثير، قدرتها على إخراج ما لدى المحيطين بها والعاملين تحت إدارتها من طاقات كامنة؛ جعلني انتظر لتكتشف ما لا أعرفه عن نفسي، وكان من دواعي فخري أن تختارني للعمل ضمن فريق العمل في أندية الفتيات في الشارقة أول إنشائه، فعجبت لما قمت به من أعمال بفضلها ولثقتها بي.
في أوائل السبعينات ومنتصف الثمانينات، برز اسم لفتاة من الإمارات، كانت قد تخرجت أواخر الستينات في جامعة عين شمس، ثم عملت في التدريس مع فجر الاتحاد عام 1971، واصلت بعد ذلك دراساتها العليا، فحصلت على الماجستير والدكتوراة، وكانت بذلك أول امرأة إماراتية تحصل على الدكتوراة، وكان ذلك في أوائل الثمانينات.
شاركت الدكتورة عائشة السيار في تأسيس وزارة التربية والتعليم منذ إنشائها مع بداية الاتحاد، وتدرجت فيها من رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية عام 1972 حتى منصب وكيلة وزارة مساعدة، وكان لها إسهامات ريادية في مجال التعليم في دولة الإمارات، منها إنشاء قسم التربية الخاصة، وإنشاء المسابقات العامة، الذي تكاتفت فيه الجهود للمرة الأولى بين وزارة التربية والمؤسسات المجتمعية والشركات والبنوك، ومنها أيضاً برنامج التأهيل الوطني لإعداد كوادر وطنية في سلك التعليم، وعديد المشاريع، مثل مشروع الطالبة المنتجة ومشروع رعاية المتفوقين، كما اعتنت بالتربية الرياضية من خلال مشاريع عدة، منها «الضبط الحازم»، وكذلك «من أجل قلب سليم»، وغيرها، وحرصت على تأهيل الفتاة للحياة الأسرية من خلال مشروعها لتجهيز مختبرات متطورة لمادة التربية الأسرية.
كان للدكتورة عائشة السيار إسهامات اجتماعية كثيرة، فقد أسهمت في تأسيس الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات، وإنشاء وتطوير العمل الاجتماعي في جمعية أم المؤمنين عند إنشائها في عجمان، ولها الفضل في اقتراح وإعداد مشروع إنشاء المجلس الأعلى للطفولة في الشارقة، كما اقترن مشروع ملتقى الأطفال العرب باسمها، وقد قامت بتمثيل الدولة في المؤتمرات الدولية والعربية، في دمشق وبيروت وبغداد والقاهرة وتونس، وفي مسقط والدوحة والكويت، إضافة إلى بكين والمكسيك وكوبنهاغن، فكانت نعم ممثل عن المرأة في دولة الإمارات.
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، هذه تحية إكبار وتقدير لهامة نسائية شقت الطريق لأخواتها ليصلن اليوم إلى القمة، ولها نقول بكل الحب، ستظلين في الذاكرة نقطة ضوء.
b.shaban@alroeya.com