علاقة السعادة بالفراغ

توصلت سلسلة مكونة من 13 دراسة صادرة عن كلية أولين لإدارة الأعمال التابعة لجامعة نيويورك في سانت لويس، إلى أن وقت الفراغ هو النشاط الوحيد الذي لا ينبغي جدولته وفق مواعيد محددة.

وأضافت الدراسات أنه مجرد أن تخطط ساعة محددة للترفيه عن نفسك أو مزاولة نشاط يشعرك بالبهجة فأنت ترتكب خطأ كبيرا. ووجد باحثون مشاركون في هذه الدراسات أن ربط الأنشطة الترفيهية بوقت أو تاريخ محدد يقلل الشعور بالمتعة لدى الإنسان.

تقول سيلين مالكوك المؤلفة المساعدة في الدراسة، وهي بروفيسورة مشاركة في قسم التسويق بجامعة واشنطن: «وجدنا أنه عندما تتم جدولة ساعة الترفيه أو وقت الفراغ، بزمن معين، تصبح وكأنها أشبه بواجب يجب تأديته». وأضافت: «نتيجة لذلك يقل الحماس لدى الناس، لدرجة أنه قد يراودهم الشعور بالاستياء إزاء النشاط المجدول، والأهم من هذا، أن الذين يحددون موعداً لترفيه أنفسهم هم أقل استمتاعاً بكثير ممن يتمتعون بوقتهم من دون وقت محدد مسبقاً».

تقول مالكوك وزميلة أخرى مرشحة لنيل درجة الدكتوراة تدعى غابرييلا تونييتو لمجلة تايم: «المقصود بالترفيه هو كل شيء بدءاً من الفترة التي تشرب فيها قهوتك أو تتناول فيها وجبة خفيفة مع صديق، وصولاً للفترة التي تخرج فيها لإجراء فحص للسيارة». وتضيفان «النتيجة كانت ذاتها في جميع الأنشطة المذكورة».

وتوصلت الدراسات إلى أنه يمكن للمرء الاستمتاع بوقته، من دون أن يشكل ذلك عبئاً عليه، بقليل من الخطط المعدة مسبقاً. فلا تقرر احتساء قهوتك مع اصدقائك ما بين الثالثة أو الرابعة عصراً، مارس هذا النشاط خلال فترة العصر من دون التقيد بزمن محدد، واجعل التجربة عفوية.

والخلاصة: جدوِل اعمالك واترك الباقي حرا، فللحرية طعم السعادة نفسها.