الجمعة , 20 يونيو 2025

فوربس: اليزابيث هولمز.. صناعة الأرباح عبر الاحتيال


اتضح أن خداع اليزابيث هولمز (34 عاماً) كان أسوأ مما اعتقد الجميع. ويبدو أنها ستحتفظ بوظيفتها أيضاً! لقد وجهت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، تهمة الاحتيال إلى المليارديرة السابقة حول مزاعم ادعتها حول شركتها العاملة في مجال اختبارات الدم (Theranos). ولإسقاط التهم الموجهة إليها، ستتخلى هولمز عن 18.9 مليون سهم في الشركة، وستفقد حق التحكم بالشركة عبر التصويت، فضلاً عن دفع غرامة قدرها 500 ألف دولار، ومنعها من إدارة شركة عامة لـ10 سنوات. لكنها ستبقى الرئيسة التنفيذية لـ(Theranos) التي جمعت تمويلاً قدره 700 مليون دولار، في ظل الاحتيال الذي وصفته الهيئة. كما وجهت تهم مماثلة إلى مساعدها، صني بلواني (52 عاماً) الذي لم يعد يعمل في الشركة، وتقول الهيئة إنها ستقاضيه أيضاً.

ما يفهم من شكوى هيئة الأوراق المالية يمكن إيجازه بالآتي: تبدو خدعة (Theranos) التي كشفها جون كاريرو من صحيفة وال ستريت جورنال، أسوأ مما كان يُعتقد سابقاً. وقد ذكرت فوربس في عام 2016 حين أسقطت هولمز من قائمتها الخاصة بالأثرياء، أن مبيعات الشركة أقل مما صرحت به. لكن الهيئة تضيف نقطة مهمة: في الوقت الذي زعمت فيه الشركة أنها حققت مبيعات سنوية قدرها 100 مليون دولار، كانت المبيعات لا تتعدى 100 ألف دولار. حينها ادعت هولمز وبلواني أن وزارة الدفاع كانت تستخدم تقنية الشركة في مروحيات الإخلاء الطبي، بينما الوزارة لم تستعملها أبداً.

وتتضح لنا الأكاذيب أكثر فأكثر، عند النظر إلى ما صرحت به الهيئة أيضاً، حول ما دار من حديث بين (Theranos) وشركة أخرى سميت في الشكوى (Pharmacy A) وهي في الحقيقة (Walgreens). وتفيد الهيئة أن هولمز قدمت لمديري سلسلة الصيدليات في عام 2010 أدلة خطية على أن شركتها ستتمكن من إجراء أي اختبار دم على آلاتها مع نهاية ذلك العام، باستخدام قطرات دم مأخوذة عبر وخز الأصبع بدلاً من استعمال الحقن. وفي العام التالي، عبر مديرو تلك السلسلة عن مخاوفهم لهولمز من أن هذه الأداة تحتاج لموافقة إدارة الغذاء والدواء، لكنهم لم يدركوا حجم خداعها.

في عام 2013، حين كان من المتوقع عرض مختبر (Theranos) المصغر في (Pharmacy A) لم تكن الآلة جاهزة إطلاقاً. عندئذ طلب بلواني وهولمز من المهندسين استعمال آلات شركات أخرى بطرق غير قانونية لتحليل عينات وخز الأصبع، حسب ما تضمنته الشكوى. وقد بالغت هولمز وشركتها آنذاك في تصريحاتها للصحافيين، من فوربس وفورتشن ووال ستريت جورنال، حول القدرات الهائلة لآلة لم تكن موجودة أصلاً. وكان باستطاعة المختبر المصغر للشركة، إجراء 12 اختباراً كحد أقصى حسب ما قالته الهيئة، وليس 90% من الاختبارات كما زعمت هولمز.

في حين يرجح أن ثروتها ستقف عند هذا الحد بسبب هذه الحيلة، في ضوء حقيقة ذكرتها فوربس سابقاً؛ إذ يملك مستثمروها أسهماً ممتازة، ولابد أن ترتفع قيمة (Theranos) لأكثر من 750 مليون دولار، قبل أن تساوي حصتها مبلغاً يذكر. وفي قرار الهيئة بالتسوية إشارة إلى أن الشركة تساوي أقل من ذلك المبلغ بكثير. من جهة أخرى، يقدر مستثمرو الشركة المخدوعون قيمتها عند 9 مليارات دولار، وهذا هو المصدر الوحيد لثروة هولمز. لكن تؤكد الهيئة حقيقة أخرى مفادها أنه مهما بلغ ذكاء المستثمرين في الشركات الخاصة، فإنهم معرضون لخطر أكبر من المساهمين في الشركات العامة التي لديها مدققون ماليون وتهتم ببياناتها المالية.

شاهد أيضاً

الاتحاد النسائي الإماراتي ينظم ملتقى “جودة الصحة النفسية للمرأة”

Share