
ضمنت النساء بعضًا من أعلى المناصب الأوروبية في الأعمال المصرفية التقليدية: كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولي، آنا بوتين الرئيسة التنفيذية لمجموعة سانتاندر، والآن النساء الرائدات في مجال التقنية يقدن يتصدرن أيضًا بشركات ناشئة تركز على مستقبل التمويل.
في لندن، العاصمة المالية لأوروبا، تركت آن بودن سلسلة من المناصب القيادية بما فيها منصب رئيسة قسم أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك اسكتلندا الملكي والمديرة التنفيذية للعمليات في بنك Allied الأيرلندي، لتصبح أول امرأة تؤسس بنكًا في المملكة المتحدة.
لدى بودن درجة بكالوريوس في َعلوم الحاسب والكيمياء وماجستير في إدارة الأعمال، وجمعت أكثر من 190 مليون دولار على رأس Starling، وهو بنك قائم على تطبيق يستخدمه 100000 مستخدم بريطاني.
آن بودن قالت لفوربس “أفهم كيف أبني وأقدم التقنية، وكيف أدير التقنيين، وهذا يعطي الكثير من المصداقية، سواء كان هذا في الصناعة ككل أو مع المستثمرين”.
رغم خلفيتها، لم يكن من السهل دائمًا إقناع الصناعة بأنها تعلم الأفضل؛ أمضت بودن أغلب عام 2015 تشرح لغير المؤمنين أنه في خلال بضعة أعوام فقط سنريد جميعًا أن ننجز الأعمال المصرفية عن طريق هواتفنا وليس فقط حاسباتنا المحمولة، “إن لم تكن نسبة الذكور في الوسط الذي عملتُ به حوالي 80% لوجدت تعاونًا أكثر كثيرًا”. وتضيف “اضطرتْ النساء للعمل ضعف الجهد لضعف الوقت”.
تحقق النساء أيضًا تقدمًا عبر القارة فيما يطلق عليه عالم fintech، حيث بدأت المؤسسة الفرنسية سيلين لازورس أول أعمالها التجارية Leetchi في جمع الأموال عام 2009، بعد ما جاهدت من أجل الحصول علي تمويل لفاعلية طلابية.
انطلقت المؤسسة في تطوير التقنية لتعزز Leetchi كعمل منفصل في البرمجيات، كخدمة Mangopay التي تدعم أماكن الأسواق والتمويل الجماعي ومشاركة المنصات الاقتصادية، وخرجت من الاثنين لصالح البنك الوطني الفرنسي Credit Mutuel Arkea مقابل 58 مليون دولار في عام 2015.
اليوم، تشغل لازورس منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة Leetchi، ولديها 10 مليون مستخدم، ومن المقرر أن تعالج تحويلات بأكثر من 2.2 مليار دولار هذا العام.
تتذكر المؤسسة أنه حتى مع شهادتها في هندسة الحواسب، فإن الأمر كان صعبًا لكونها امرأة بعمر 26 تبدأ في المجال المالي، “ينتظر الناس ذكرًا أكبر من 40 عامًا، وليس امرأة دون خبرة في الصناعة المالية، ومع ذلك لم يكن العمل ضد التوقعات سيئًا دائمًا”.
تعتقد لازورس أنه سُمح لها بالتفوق بعيدًا عن المراقبة، لأنها لم تكن خائفة، “لم يفكر الناس أغلب الوقت ‘نعم إنها سيلين، تبدوا ظريفة مع قدر مالها الصغير‘ لم يروا أننا كنا نبني شركة مبتكرة عالية النمو ستغير صناعة الخدمات المصرفية”.
لم تشكل تجربة لازورس كـ”امرأة في التقنية” قراراتها في التوظيف –45% من Leetchi نساء من 20 جنسية – ولكنها أيضًا شكلت قراراتها خارج العمل المصرفي؛ تدعم لازورس – كعضو مؤسس في France Digitale – منظمة Girls In Tech ، وهي مستثمر ملاك نشط مع محفظة تقودها الإناث بنسبة 30%.
تقول “نحتاج النساء، ولكن أكثر من ذلك نحتاج التنوع، فإذا كان لديك نوع واحد من الأشخاص يبنون نوعًا واحدًا من الشركات، سيكون لديك دائمًا نوع واحد من المنتج أو الخدمة، وستكون هناك احتياجات لا تتم تلبيتها”.
ربما يكون أكثر المجالات إثارة في التمويل الرقمي اليوم هو عالم العملات الرقمية، وتتقدم النساء المؤسسات إلى هذا القطاع غير المختبر في أوروبا أيضًا.
نشأت جاليا بينارتزي في بالو التو، حيث كان والدها مهندسًا، وكانت الفصول في المدرسة والتدريب في dot.com هي القاعدة. بعد تأسيس اثنين من الأعمال التقنية والخرج منهما: الأول Mytopia بيع إلى goliath 888 لألعاب الانترنت، مقابل 48 مليون دولار، والثاني Particle Code بيع إلى Appcelerator في ظل اتفاقية غير معلنة، لم تستطيع بينارتزي تجاهل الضجة حول تقنية blockchain.
بدأت رائدة الأعمال، التي تعمل من إسرائيل، التجريب مع عملات تجريبية محلية في تل أبيب، وكذلك على ساحلي أمريكا والشرق الأوسط. واحد من أكثر الأسواق نجاحًا هو سوق عملات مشفرة في تل أبيب للأمهات، والتي تدير رمزًا مشفرًا يسمى “Hearts”، حيث يسمح للمستخدمين بالمتاجرة في الألعاب والملابس والسلع يدوية الصنع والخدمات مثل مجالسة الأطفال. وتم استخدام Hearts خلال تجربتها، التي استمرت عامًا، بواسطة 40000 أم، حيث تداولن سلعًا بقيمة 24 مليون دولار.
من خلال مثل تلك التجريبيات أدركت بينارتزي مدى حيوية إمكانية تحويل العملات المشفرة، ومن ثم شاركت في تأسيس منصة Bancor، والتي جمعت في يونيو الماضي أكثر من 150 مليون دولار عبر مزادات رقمية تعرف بـ”طرح العملة الأولي ICO “، وعالجت مليار ونصف من التحويلات عبر 120 دولة حتى الآن.
رغم ذلك، تقف بينارتزي، اليوم، كدليل على الصعوبات التي يجب على رواد التقنية تحملها، حيث اهتزت Bancor هذا الصيف بواسطة قراصنة سرقوا عملات بقيمة تجاوز 20 مليون دولار. قالت بينارتزي لفوربس “غالبًا ما تشمل القيادة المِحَن”.
تركز المؤسسة الآن على تشكيل تحالف المدافعين عن التشفير، وهو كيان لمساعدة الصناعة بأكملها في منع التعدي والسرقة بشكل أفضل، وقد خصص Bancor مبلغ 100ألف دولار مبدئيًا للتحالف، واستخدم تجربته المباشرة لتطوير قائمة سوداء مفتوحة المصدر للعقبات ومَن يمكن أن يكونوا لصوصًا.
تقول بينارتزي “يجب أن تكون CDA متعاونة لكي تعمل، يجب أن تنتمي للجميع”. وهي مشاعر ترتبط بدفاع بينارتزي من أجل النساء القائدات في مجال التمويل، حيث تقول “في الأنظمة التي يفترض بها أن تكون تعاونية وتخدم جميع الأشخاص، مثل التمويل، يجدر أن يكون لدينا منظور جميع الأشخاص المتأثرين”.
يشعر عالم العملات المشفرة بالخوف قليلاً، لا تقلق، هناك أيضًا رواد يعملون أغلب الوقت من أجل إخراج فوائد هذا العالم الخفي إلى العلن، إحداهم هي الإسبانية فرانشيسكا بريا، التي قادت D-CENT في عام 2014، المشروع الأوروبي الشامل الذي أشرف على تجريب العملات المشفرة في أيسلندا وإسبانيا وهلسنكي، وفي عام 2016 عُينت بريا مديرة لقسم المعلومات في برشلونة، واليوم تقود مشروعًا يسمى DECODE يركز على استخدام منصات “التشفير” لمنح المواطنين سيطرة أفضل على معلوماتهم.
أحد الطرق التي يمكّن بها DECODE الأشخاص المحليين هي التجريبية التي تسمح للمواطنين بمشاركة بيانات يجمعونها عن جودة الضوضاء وتلوث الهواء عبر أجهزة ذكية، ويجرب DECODE أيضًا كونه مركزًا ديمقراطيًا، حيث يمكن للمواطنين توقيع العرائض، والتصويت على الانترنت، والتحكم الدقيق في أي البيانات يكشفون عنها، وأطلقت برشلونة في الوقت نفسه عملتها المشفرة الاجتماعية لمحاكاة الأعمال المحلية كجزء من المشروع الأوروبي الشامل المسمى B-MINCOME، تشرح بريا “العملة المشفرة أكثر شفافية، ولديها نزاهة، وتخلق ثقة أكبر تجاه المؤسسات”.
تقول بريا، والتي توسع حاليًا مختبرات STEAM العامة في برشلونة للفتيات في المدارس، إنها تشعر بكونها محظوظة بأن تخدم في ظل العمدة أدا كولاو، الذي دعا بشكل علني لمزيد من “الديمقراطية المؤنثة”.
وكما تقول المؤسسة “عندما يأتي الأمر للحكومة أو التمويل أو التقنية فلا يمكن ترك 50% من سكان العالم خارجها”.