عرض د. ابراهيم الفقي في بداية كتابة “قوة التحكم في الذات” قصة الفيل الذي جلبه صاحبه ليضعه في حديقة قصره، رابطاً قدم الفيل شديد القوة بكرة ثقيلة من الحديد. على مر أيام وأسابيع حاول الفيل تخليص قدمه من القيد، حتى يأس من الأمر وتوقف عن المحاولة، حتى جاء يوم أبدل فيه صاحب القصركرة الحديد بكرة من الخشب لو كان للفيل صاحبنا أصابع لهشم هذه الكرة الخشبية بإصبعه الصغير ،وفي يوم سأل سائل صاحب القصر، كيف لا يحاول الفيل تحطيم الكرة وتخليص نفسه من الأسر، فرد عليه صاحب الفيل: “إن هذا الفيل قوي جدًا، وهو يستطيع تخليص نفسه من القيد بمنتهى السهولة، لكن أنا وأنت نعلم ذلك، لكن الأهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك، ولا يعرف مدى قدراته الذاتية،.الفيل صديقنا يعاني من ما نسميه البرمجة السلبية، لقد غدا غير واثقًا في قدراته الذاتية، مثله مثلنا جميعًا، لكننا كبشر نستطيع تغيير كل ذلك، وهذا التغيير يجب أن يبدأ بخطوة أولى، هذه الخطوة هي أن نقرر التغيير. أي تغيير في حياة كل منا إنما يحدث أولاً في الذات في داخلنا في الطريقة التي نفكر بها .
وأن 93% من الأحداث التي نؤمن بها وتسبب احساسات سلبية لنا لا تحدث أبداً، وأن 7% أو أقل من التي تحدث فعلاً لا يمكن لنا التحكم بهامثل التحكم فيها الجو أو الموت مثلاً. يرى الكاتب أن هناك مصادر خمس للبرمجة الذاتية هم :
الوالدان ، المدرسة ،الاصدقاء ووسائل الاعلام.أنت نفسك، فما تضعه في ذهنك (سلبي أو إيجابي) ستجنيه.
أهداف الكتاب
في النهاية ينصحنا الكاتب بمراقبة النفس وحديثها، في أربع جمل تحدد مصير كل منا: راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال ، راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع ،راقب طباعك لأنها ستصبح مصيرك أسوأ ضرر يلحقه الإنسان بنفسه هو ظنه السيئ بنفسه، تصديقًا لحديث الرسول “ص”:لا يحقرن أحدكم نفسه“. لكن باستطاعة كل منا تغيير أي برمجة سلبية لحقت به وإحلال برمجة إيجابية بدلاً منها، والسبب بسيط، إذ أننا نتحكم في أفكارنا، فنحن المالكون لعقولنا، ولذا يمكننا أن نغير فيها وفقًا لرغباتنا. أفكارك تحت سيطرتك أنت ولا يستطيع غيرك توجيهها دون موافقتك، ومن الممكن ببساطة تحويلها إلى الاتجاه السليم. يقول جاك كانفيلد ومارك فينسن في كتابهما “تجرأ لتكسب”: كلنا متساوون، نملك كلنا 18 مليون خلية تتكون منها عقولنا، كل ما يلزمها هو التوجيه. الآن يجب التفرقة بوضوح بين العقل الحاضر والعقل الباطن، فالحاضر هو من عليه تجميع المعلومات وإرسالها إلى الباطن لتغذيته بها، وهذا الأخير لا يعقل الأشياء، بل يخزنها ويكررها فيما بعد دون تفكير. بناء على ذلك، إذا قمت بالقول لنفسك أنك قوي، أنك سعيد، أنك قادر على توفير حلول لمشاكلك، واستمررت تكررها، فسيخزنها العقل الباطن، حتى تصبح منهجك في الحياة، على أن ذلك ليس سهلاً كما يبدو.
يختم د.الفقي كتابة “قوة الحكم في الذات” بطلب: ابدأ حالاً من اليوم، من الآن، قم ببناء ثقتك بنفسك وبقدرتك، ثق أنه يمكنك تغيير أي اعتقاد سلبي وإبداله بآخر إيجابي يزيد من قوتك، ثق أنك تستطيع تغيير أي ضعف فيك وتحويله إلى قوة، ثق في أنه يمكنك أن تكون وتملك وتعمل أي شيء ترغب فيه.