السبت , 21 يونيو 2025

قريبا.. أول تريليونير في العالم


تقدر ثروة مؤسس شركة التجارة الإلكترونية «أمازون» الملياردير جيف بيزوس بنحو 98 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، ما يجعله أغنى رجل في العالم بعدما تجاوز بيل غيتس الذي هيمن طويلا على صدارة القائمة.
ويبدو أن واقع الثراء تجاوز ما يمكن للبشر تخيله، فبحسب «فوربس» تصدر قائمة أغنى 15 شخصية خيالية «سكروج ماكدوك» عم «دونالد داك» البطة الشهيرة في قصص «والت ديزني»، بثروة صافية تبلغ 65 مليار دولار.
وجاءت مكاسب بيزوس البالغ عمره 53 عاماً، مع ارتفاع سهم «أمازون» خمسة أمثال ما كان عليه قبل سنوات قليلة، وإذا واصل الصعود بهذه الوتيرة فإن مؤسس الشركة سيجني ثروة تقدر بمئات المليارات خلال العقد المقبل.
في الواقع، بعد مرور قرن على تسجيل أول ملياردير في العالم وهو جون روكفلر، يرجح أن يشهد العالم قريباً أول تريليونير على الإطلاق، بحسب تقرير لـ«الغارديان».
– الوصول إلى محطة التريليون دولار أو الألف مليار دولار أو ما يعادل تقريباً قيمة الناتج المحلي الإجمالي للمكسيك، لن يكون مستحيلاً بالنسبة لبيزوس الذي يخوض غمار الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتمويل والتجزئة والتعدين.
– تتقلب تصنيفات ثروات الأغنياء وفقا لتحركات أسعار الأسهم والسلع الأساسية، ولو لم يصل بيزوس إلى محطة التريليون دولار، فعلى الأقل يعرف العالم أن التريليونير القادم سيكون رجلاً، لندرة النساء في قوائم الأكثر ثراء.
– منذ وقت ليس ببعيد كان تسجيل أول تريليونير في العالم يبدو أمراً من الخيال مثل البطة «سكروج ماكدوك»، ولم يقتنع أحد حينما قالت منظمة أوكسفام بداية 2017 إن ذلك سيحدث في غضون 25 عاماً.
– خلال عام 2017، حققت أسواق الأسهم الألمانية والأميركية والبريطانية مستويات قياسية، جنبا إلى جنب مع نمو اقتصادي قوي وارتفاع ملحوظ في أسعار النفط والسلع الأساسية.

معضلة عدم المساواة
– زادت ثروة أغنى %0.1 من سكان الأرض بمقدار %50 منذ عام 1980، مما زاد من حدة عدم المساواة، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى السياسات الحكومية لا الطبيعة المتغيرة للاقتصادات، وفقاً لتقرير «عدم المساواة العالمي».
– يقول الاقتصادي غابرييل زوكمان المساهم في إعداد التقرير: كان هناك عدد من العناصر المسببة لتوسع رقعة عدم المساواة، أهمها السياسات الحكومية، مثل خفض الدخل التدريجي وتقليل الضرائب على الثروة وخصخصة الأصول العامة.
– ولكن البعض قد يختلف حول أثر تضخم ثروات هؤلاء الأغنياء، فكثير منهم يعرف بسخائه وإنفاقه الخيري، وعلى سبيل المثال يشتهر بيل غيتس ببرامجه الصحية المجانية في دول العالم النامي، كما تتميز مؤسسته بالشفافية والوضوح.
– وفقاً لمديرة مركز «سنتر فور ديفلوبمنت ريزلتس» لتقديم المساعدات جسيكا تولي، فإن الجهات الخيرية المانحة الكبرى لم تقدم الأموال فحسب، ولكن حسنت الأهداف ودعمت الابتكار وأسست لنجاح الخطط.
– رغم أن بيزوس لم ينشأ مؤسسته الخيرية بعد كما فعل غيتس، فإنه تبرع بعشرات الملايين من الدولارات لأبحاث السرطان، ويملك رؤية طموحة لتوطين البشر خارج كوكب الأرض.

النفوذ المالي والخضوع السياسي
– يرى باحثون اقتصاديون مثل الدكتور ويل ديفيز أن الكثير من الأعمال الخيرية تكون مدفوعة بمصالح استراتيجية للشركات، ويحذرون من دعم الأثرياء لأجندات أكثر غرابة مع تزايد ثرواتهم.
– رغم أنه لا عيب في دعم رجال الأعمال للأحزاب السياسية والمرشحين، فإنه مع تزايد الثروات يتوسع النشاط والنفوذ السياسي ليشمل تنظيم الحملات واتخاذ مواقف من الحكومات وبلوغ المناصب.
– في حين أن دونالد ترامب أحد الأمثلة الأكثر وضوحا لهذا الأمر، لكنه ليس الأوحد، هناك مايكل بلومبيرغ الذي تولى إدارة نيويورك لمدة عشر سنوات، وأيضا سيلفيو برلوسكوني الذي استأثر طويلا بالساحة السياسية الإيطالية.
– وفقاً لديفيز، فمثل هذه التطورات يجب أن تكون مدعاة للقلق العميق، فأموال الشركات والأثرياء لها تأثير ضار أحياناً على الديموقراطية والحياة السياسية.
– في النهاية، سواء أصبح جيف بيزوس أو غيره أول تريليونير في العالم، فعندما يحدث ذلك هناك احتمال كبير ألا يعجب به الكثيرون، وربما يخضع البشر أو مجموعة منهم على الأقل لحكمه. (أرقام)

شاهد أيضاً

«كامكو إنفست»: النشاط غير النفطي زاد خليجياً

Share