الجمعة , 20 يونيو 2025

كيف أعاد تمكين المرأة الطبيعة إلى رونقها؟

قبل ما يزيد قليلا على نصف قرن أثار كتاب لعالمي أحياء في جامعة ستانفورد ضجة بتوقعاتهما السوداء بأن الملايين من سكان العالم سيموتون جوعا في المستقبل المنظور. وجاء كتابهما «القنبلة السكانية» في ذروة النمو السكاني العالمي الذي بلغ معدل 2.1% سنويا، وبالفعل فإن عدد سكان العالم ازداد خلال تلك الفترة من 3.5 مليارات إلى 7.67 مليارات نسمة.

لكن النمو السكاني آخذ بالتباطؤ لأسباب منها، حسب صحيفة «الأوبزرفر»، التقدم الحاصل في تمكين المرأة وفي تحديد النسل مما أدى الى تراجع معدلات الولادة في العالم، وفي بعض البلدان الى ما دون 2.1 للمرأة، وهو المستوى الأدنى للمحافظة على استقرار أعداد السكان.

والمفارقة هي أنه بينما كانت الصين تعمل على الحد من معدلات الولادة فيها كانت بلدان كثيرة في أوروبا، وبشكل خاص الغنية منها، تشكو من تراجع معدلات الخصوبة فيها، بل إن هذه الظاهرة بلغت بلدا آسيويا مثل كوريا الجنوبية التي أعلنت عن تقديم مكافآت نقدية لكل زوجين ينتظران طفلا.

واليوم تجد حتى الصين نفسها في وضع يدفعها إلى التخلي عن سياستها السابقة بتحديد النسل بعدما شهدته من تراجع في معدلات الخصوبة، ولا تختلف عنها في ذلك بلدان مثل إيران وإسبانيا وإيطاليا وأوكرانيا.

لكن انخفاض عدد السكان ولد مشكلة متزايدة هي العثور على سكان يشغلون المساكن الشاغرة بسبب تراجع أعداد السكان. هذه المشكلة حادة بوجه خاص في بلد مثل اليابان، حيث يقدر أن مسكنا من بين كل 8 مساكن شاغر الآن ويستحق تسمية اليابانيين له بأنه «منزل الأشباح».

ويبدو أن هنالك عجلة للزمن تدور في البلدان ذات التناقص السكاني وبالذات في المناطق القريبة من الأرياف. فهنالك في إسبانيا زيادة ملحوظة في الأراضي التي عادت إليها الغابات وكذلك الحال في فرنسا وإيطاليا ورومانيا. وفي دلالة على أن عجلة الزمن أخذت تعود إلى ما كانت عليه فإن أعدادا من الحيوانات البرية أخذت تظهر في المناطق التي هجرها الإنسان كأنها تسترجع حقوقها الطبيعية التي استلبها منها. إنها كما تقول «الأوبزرفر» صورة لمستقبل يكتظ فيه الناس في مراكز مدينية متقلصة باطراد بينما تجول الحيوانات البرية بحرية خارج حدود المدن.

شاهد أيضاً

الاستثمار في المرأة مفتاح التنمية المستدامة

Share