
شاركتني صديقة لي مؤخرا كيف سقط زوجها في اكتئاب حاد دام عاماً كاملاً بعدما تم تسريحه من وظيفته المالية خلال الانهيار الاقتصادي العالمي في أواخر عام 2008. لقد كان يعمل جاهداً طوال حياته، وتغلب على الكثير من الضغوط والتحديات التي تواجه عمله، ونتيجة لذلك فقد تمتع بالاموال التي جنها. لكن حقيقة كونه أصبح عاطلاً عن العمل لأول مرة في حياته شكل صدمة كبيرة بالنسبة له، ولم يستطع التعامل مع الواقع بشكل جيد للغاية.
قصة زوج صديقتي هذه سمعتها مرات عديدة. يكمن التحدي الذي يواجهه الأشخاص في وجه هذا الوضع ليس في كيفية التعامل مع فقدان وظائفهم فحسب، وإنما مع العديد من العواطف التي يمكن أن تنشأ. هذه مجموعة من الشعور بالفشل والذل والضعف، والقلق، والسخط، والشفقة على الذات. بالتأكيد، فقدان وظيفتك قد يكون وظيفتك ضربة موجعة لاستقرارك المالي، لكنه غالباً ما يكون أكبر صفعة لكبريائك وتقديرك لذاتك.
على مدى السنوات القليلة الماضية، وجد الملايين من الناس أنفسهم مسرحين من أعمالهم قسرياً، وبدون أي خطأ ارتكبوه في كثير من الأحيان. وفي هذا العام، فإن العديد من هذه الحالات ستتكرر من جديد. ولكن سواءً كان أدائك السبب في فقدان وظيفتك أو لا علاقة له على الإطلاق. إنها في طريقة استجابتك عقب فقدانك للعمل والتي سوف تؤثر على فرصتك يتعلق الأمر بالعثور على وظيفة جديدة. عندما تسعى إلى مطاردة عمل ناجح، فإن سلوكك هو كل شيء. العقلية الايجابية والفاعلة تجعلك متميزاً عن غير ك من الأشخاص، هذه الفروقات ستجعلك “محظوظاً” بشكل أكبر لدخول هذا العالم الاقتصادي غير المحظوظ. وهذا سوف يحدد أيضاً ما إذا كنت ستقوم في يوم من الأيام بالنظر إلى الوراء مع الشعور بقدر من الامتنان لما اكتسبته من ذلك، وما إذا كانت هي الفرصة لإعادة تقييم حياتك ، وقضاء وقت إضافي مع عائلتك، وتعليم أطفالك كيفية وضع الميزانية، أو ببساطة إعادة التأكيد على الأشياء الأكثر أهمية.
قال كونفوشيوس ذات مرة إن طبيعتنا متشابهة، (على سبيل المثال: لا أحد من يرغب في أن تتم إقالته)، ولذا فإن عاداتنا هي التي تفصل بيننا. في الأسفل ستجد (7) عادات تسطيع من خلالها حتى تفصل نفسك من غيرك من الأشخاص، قم بنقل ورقة طلب وظيفتك إلىى الجزء العلوي من الرزمة، وخذ قراراً في نفسك ليس بالرضى عن وظيفتك فحسب، ولكن ربما بالحصول على وظيفة أخرى أفضل من ذي قبل.
(7) عادات فعالة للغاية لاقتناص فرص العمل
- أبق تركيزك على المستقبل
من السهل أن تتعثر في الماضي و في كلمات مثل (لو، ليت، لو أن) ذلك حدث، ولكنني لم أفعل ذلك. بذلك الفعل فقط ستبقي في داخلك العواطف المدمِرة التي تؤجج الغضب، والتي لن تفيدك بشيء سوا برثاء الذات والشعور بالعجز. ولذا قم بالتركيز على المستقبل، وعلى ما يجب عليك القيام به لتتمكن من الحصول على أي فرصة متوفرة على الصعيد الوظيفي، ركز على كيفية إعداد ميزانيتك المالية الخاصة، وعلاقتك مع أولئك الذين يمكن أن يساعدوك في العثور على وظيفة جديدة. لا تشتت تفكيرك، وقم بالتركيز على ما تريده أنت، وليس على ما لا ترغبه.
- لا تدع وضعك الوظيفي يتحكم بك.
فقدانك لعملك هو بالتأكيد تجربة شخصية جداً، ولكن لا تأخذ هذا الأمر بشكل شخصي أيضاً. ما تفعله به لا يعني أن هذا هو أنت. لم يكن كذلك يوماً. ولن يكون أبداً. وجد بحث أجراه عالم النفس مارتي سليغمان أن أكبر العوامل المحددة بين أولئك الذين ينجحون بعد الانتكاسات من أي نوع هو كيفية تعاطيهم وتفسيرهم لها. الناس الذين يفسرون فقدان وظائفهم على أنها علامة على عدم الكفاية المهنية أو الشخصية أو الفشل هم أقل عرضة لـ”العودة لركوب الحصان” لمطاردة وظائفهم من أولئك الذين يفسرونها باعتبارها نتيجة ظروف مؤسفة ستوفر لاحقاً فرصة ثمينة لنمو الوعي الذاتي، وإعادة تقييم الأولويات وبناء القدرة على التحمل. عليك أن تعرف أنك أنت، وليس وظيفتك أو قرار الشركة من يحددان توظيفك. لا تأخذ الأمر على أنه رفض شخصي ضدك. قد يكون ذلك بسبب الأزمات والأوضاع الاقتصادية والتي لا تملك التحكم بها لتجد نفسك عاطلاً عن العمل. إلا أن أرباب العمل غالباً ما يميلون إلى الأشخاص الذين أثبتوا قدرتهم على البقاء محتفظين بايجابيتهم واثقين بأنفسهم على الرغم من النكسة (فقدان الوظيفة)
- حدد أولويات الرعاية الذاتية.
في حال فقدانك لوظيفتك، فإن أسهل ما عليك فعله على الإطلاق هو الارتماء على الأريكة، والإمساك بجهاز التحكم عن بعد بيد واحدة، وكيس من المكسرات أو من رقائق في الآخر، ويتمرغون في الشفقة على أنفسهم. الكثير يقومون بذلك! لكن المرونة العقلية والعاطفية تتطلب مرونة جسدية. ولذا قم برعاية ذاتك والقيام بكل ما يلزم للشعور بالقوة والصحة. (بعد كل شيء، ليس لديك الآن أي عذر بعدم توفر الوقت لممارسة التمارين الرياضية!) وقد وجدت الدراسات أن التمارين الرياضية تخفف الشعور بالتوتر – حيث أن الهرمونات التي تنتج الخلايا العصبية هرمونات تخفف الاستجابة للتوتر. تحصل في اقفز خارج البيت، قم بجولة جري في الهواء الطلق، والقيام ببعض البستنة، أو افعل شيئاً يرفع من معنوياتك – سواء بناء حجيرة لأطفالك أو خذ كلبك إلى الشاطئ – فإن كل ذلك سوف يساعدك على تحويل المشاعر السلبية التي لديها القدرة على أن تبقيك بعيداً عم الإيجابية التي تحاتاجها في مطاردة وظيفتك.
- أحط نفسك بأشخاص إيجابيين.
العواطف معدية. والناس المحيطين من حولك يؤثرون في كيفية رؤيتك لنفسك، وفي وضعك الخاص وماذا ستفعل من أجل تحسينه. كم حريصاً على اختيار من سيخرج معك ولا تبق أسير دوامة أولئك الذين يريدون إقامة حزب للشفقة عليك أو على أنفسهم. حيث أن ذلك مضيعة للوقت الثمين والطاقة بدلاً من التركيز على العودة إلى سوق العمل. أحط نفسك بأشخاص يدفعونك إلى الأمام، وتجنب أولئك الذين لا يقومون بذلك.قم بقراءة الكتب التي تعطبك شعوراً وأفكاراً إيجابية، شاهد أفلاماً ملهمة، وتذكر أن عائلتك سوف تلحظ ذلك. أعلمهم أثناء ذلك بأنك لم تكن المسؤول عن اختيار ظروفك، أنه في حين قد لا يكون لك اختيار ظروفك، كن واثقاً أنه مع مرور الوقت وبذل المزيد من الجهد، وسوف تجمع كل الصفات الجيدة معاً، لتكون شخصاً أشد قوة وأكثر حكمة.
- استفد من شبكة علاقاتك الشخصية.
إن المزيد من الناس الذين يعرفون ما تريد، يعني ذلك مزيداً من المساعدة التي يمكنك التحصل عليها.لا يتم الإعلان عن الغالبية العظمى من فرص العمل على الإطلاق. وبالتالي فإن القول المأثور “شبكة علاقاتك هي الشبكة الثمينة” حيث أنها ذات أهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالعثور على تلك الوظائف التي يتم تحصل عليها من خلال كلمة من فم شخص من هذه الشبكة. قم بالتواصل مع الناس الذين تعرفهم واكسب تأييدهم لاتخاذ أي مقدمات أو صلات يمكنها أن تساعدك. مهما فعلت، لا تقلل أبداً من قوة شبكة علاقاتك الشخصية لفتح منافذ للفرص والحصول على ما يعرف بـ”كسر عقدة الحظ” كما كنت تأمل.
- تعامل مع بحثك عن وظيفة بعتباره وظيفة.
إذا كنت تشعر بالحاجة إلى فعل شيء، وفي مقدورك القيام به، قم بإعطاء نفسك فترة راحة لبضعة أيام أو أسبوع أو أسبوعين. ولكن لنفترض أنك لا تستطيع تحمل القيام بجولة شراعية حول العالم على متن يخت (الملكة ماري – Queen Mary) لمدة عام كامل، لا تأخذ وقتا طويلاً قبل العودة إلى روتينك المألوف. أنشئ هيكلية خلال يومك. ستجد أن في يديك المزيد من الوقت وأكثر مما كنت تظنه من قبل، ولكنك سوف يكون تدهش لمعرفة حجم الأعمال القليلة المنجزة في يوم واحد إذا لم تكن مدركاً لما تود فعلاً إنجازه.ولذا قم بوضع خطة للبحث عن عمل مع أهداف وخطوات مدروسة. ثم حدد أولوياتك، وقم بهيكلة يومك وتعامل مع بحثك عن وظيفة بعتباره وظيفة.
- وسع نطاق لطفك.
أنه أمر بسيط حقاً: تمديد نطاق اللطف تجاه الآخرين يجعلنا نشعر أننا بحال جيدة. إن فعل شيء لطيف للآخرين ليس مجرد شيء جيد وحسب، سواءً بمساعدة أحد الجيران أو العمل التطوعي في الحي- إنه في الواقع أمر من المفيد القيام به لأنفسنا. نعم، لقد وجد العلماء أن أعمال البر تعمل على تحفيز الدماغ على إنتاج بعض المواد الكيميائية والتي تجعل الشخص يشعر بالسعادة والتي لها تأثير مشابه للعقاقير المضادة للاكتئاب. وبالإضافة إلى ذلك، عندما نعطي وقتنا لمساعدة الآخرين، فإن تساعدنا على التوقف عن الاسهاب في التفكير بمشاكلنا الخاصة، ويجعلنا ندرك كم علينا أن نكون شاكرين. كما يمكن أن يكون ذلك أيضا وسيلة فعالة لبناء شبكة علاقات شخصية، وتظهر لأرباب العمل المحتملين أنك لم تجلس مكتوف اليدين في انتظار العمل ليأتي في طريقك. وليس هناك شعور أفضل من أن تخلق فرقاً في حياة شخص آخر، حتى عندما ترغب في أن تكون حياتك الخاصة مختلفة عما هي عليه في تلك اللحظة .(فوربس)