كيف تجعل صباحك أسعد؟

د. خلود البارون *

ينصحك الخبراء بتجربة الامور التالية التي اثبتت الدراسات فوائدها في زيادة الايجابية والابتسامة منذ بداية يومك:
1- أجرِ حواراً حقيقياً
كلما قضيت وقتا اطول في التحدث مع الناس، سواء كانوا اصدقاء مقربين او اشخاصا عرفتهم بالصدفة، زاد مستوى سعادتك. وينصحك الخبراء، بتجاوز الكلام السطحي والجمل المملة ذاتها. حيث أظهرت دراسة أن تفادي الكلام السطحي عن الجو والزحمة والتركيز على اجراء حوارات واقعية (مثل عن العائلة والطموح ومشكلات العمل) يرتبط مع ارتفاع مستوى الشعور بالرضا والعافية. ودلت دراسة نشرتها مجلة الطب النفسي الى أن نسبة الحوارات العميقة والواقعية التي يجريها السعداء يوميا هي ضعف ذاك لدى غير السعداء.
2- استمتع بالحنين للماضي
تذكر الاوقات السعيدة كفيل بجلب المزاج الجيد والابتسامة لوجهك، كما سيجعلك تشعر بالأمل لعدة لحظات. وفي دراسة، طلب من نصف المتطوعين التفكير في ذكريات سعيدة بينما طلب من النصف الاخر التفكير في ذكريات عادية، بعد ذلك سئلوا جميعا عن رأيهم في عدة تصريحات. ووجد أن من تذكروا الذكريات السعيدة كانوا اكثر قابلية للاتفاق على النظريات الايجابية والإيمان بنظرية الكأس نصف الممتلئ، مقارنة بمن تذكروا ذكريات عادية.
3- خذ زهرة مع قهوتك
يؤمن علماء النفس بأن البشر يرون النباتات، خصوصا الازهار، على انها من دلالات الامان والمكافأة والوفاء بالوعد والايجابية. فرؤية زهرة جميلة وملونة في الصباح توحي للشخص بان يومه سيكون مثمرا وجميلا مثل الزهرة. وغالبا ما يرافق النظر الى الزهور ارتسام ابتسامة عريضة على الوجه. ودلت دراسة من جامعة هارفرد الطبية الى ان رؤية السيدات للأزهار عند استيقاظهن تترتب عليها زيادة في مستوى شعورهن بالسعادة والطاقة وانخفاض في مستوى التوتر والقلق.
4- نم على الجانب الأيمن
وجدت دراسات تركية ان أحلام الاشخاص الذين ينامون على جانبهم الايمن تتميز بالأحداث المريحة والممتعة والمسالمة والحب. كما سجلوا شعورا أكبر بالراحة مقارنة بمن ناموا على الجانب الايسر. ويعتقد الباحثون أن النوم على الجانب الايسر يضع حملا وثقلا على الاعضاء الداخلية مثل المعدة والكبد، مما يزيد انزعاج النائم وقلة راحته، وقد يكون السبب وراء زيادة نسبة تجربته للأحلام المزعجة.
5- اشرب عصير برتقال
البرتقال غني بفيتامين ج وب 6 وحمض الفوليك وهي عناصر بينت عدة دراسات انخفاضها في جسم المصابين بالاكتئاب. كما بينت دراسة اخرى ان شمّ رائحة البرتقال المنعشة يساهم في انخفاض التوتر لدى من يخضعون لاختبار ويزيد احساسهم بالانتعاش والنشاط.
6- اذهب إلى السرير مبكراً ساعة
بالإضافة الى جميع الاسباب البديهية لأهمية حصول الجسم على ساعات نوم كافية ليلا، بينت دراسة ان قلة النوم ترتبط مع فقدان حس الفكاهة والتفكير الايجابي. فاذا لم تتمكن من النظر الى الامور بإيجابية وسخرية، او حتى بفهم الدعابات التي تسمعها، ففي هذه الحالة لن تتمكن من استيعاب الامور المضحكة التي تحدث لك او تستمع لها، وسيأخذ الامر منك جهدا وتحليلا طويلا حتى تضحك او تشعر بالفرح والمتعة. وفي دراسة وجد ان المتطوعين الذين لم يناموا الا 4 ساعات فقط ليلا، واجهوا صعوبة كبيرة في التعرف على عناوين الاخبار او المواقف الكارتونية التي يفترض ان تجعلهم يضحكون. فقلة نومهم ادت الى ضعف بعض العمليات الذهنية وبطء الاستيعاب.
7- اركض أكثر
التمارين المنشطة للقلب (تسمى الكارديو) توقظ القلب والعضلات وتضبط اتزان المزاج وتنشط سرعة البديهة. وبينت دراسة ان التحسن الذهني الذي يرافق ممارسة تمرين رياضي لمدة ساعة يستمر طوال اليوم. وينصحك الخبراء بالركض خارجا للتمتع بالطبيعة. وان تعذر ذلك ولم يكن لديك جهاز ركض، ينصحك الخبراء بممارسة تمارين النط والسكوات والركض في أي مكان حتى لو في المكتب. لذا، خصص عدة دقائق يوميا لأداء تمارين رياضية حتى يتحسن مزاجك وتعزز صحتك النفسية والعاطفية.
8- لا تبكِ أبداً قبل النوم
وجدت الابحاث ان النوم يجعل الذكريات (خاصة الذكريات العاطفية) أكثر قوة واستمرارية. وفي دراسة نشرتها مجلة علم الاعصاب، وجد أن عرض صور مرعبة ومزعجة على الاشخاص قبل النوم يصاحبه مستوى عال من ردود الافعال والتأثر النفسي. بيد أن رؤية الصور المرعبة أول شيء في الصباح لم يسبب انزعاج الاشخاص كثيرا او تأثرهم النفسي. لذا، البقاء مستيقظا بعد التعرض لحادثة مزعجة يقوم بتخفيف وتقليل التأثر النفسي و العاطفي. بينما يعتبر الذهاب الى النوم بعد الاحداث المحزنة (بما فيها البكاء) من الامور التي تحافظ على الذكريات العاطفية بل وتزيد من قوتها.